الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حق الوعي والتمرد النسوي

زينب محمد عبد الرحيم
كاتبة وباحثة

(Zeinab Mohamed Abdelreheem)

2020 / 3 / 7
ملف 8 آذار/مارس يوم المرأة العالمي 2020 - مكانة ودور المرأة في الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي.


حق الوعي والتمرُد النِسوي
كيف للنساء أن يتمردن على الوضع القائم دون الحصول على حقهن في الوعي ؟
يحتفي العالم الذي يمتلك الوعي بيوم المرأة العالمي والذي يوافق الثامن من شهر مارس/آذار وهذا حقًا إنجازًا عالميًا ربما يعطي المناضلات النِسويات الرائدات تكريمًا مجازيًا على كل الأفكار والوعي بالحق النِسوي اللاتي لطالما ناضلن وتعرضن للاضطهاد بسبب نشر هذه الأفكار وندين بالفضل فيما يخص المرأة والحركة النسائية وارتباطها بالفكر وحقها في الوعي وضرورة إعلان تمردها إلى الفيلسوف والعالم كارل ماركس الذي ربط الاشتراكية بالحركة النسائية القوية الثورية وذلك لأنه أدرك بكل وضوح وضع المرأة في ظل المجتمع الرأسمالي الطبقي وقالها صريحة عندما اشتركت المرأة في العمل ليس فقط من باب حقها في العمل ولكن باعتبار النساء الجيش الاحتياطي من العمالة المستعبدة والمُسخرة لخدمة الرأسمالية , ومن هنا نشأ الحراك النسوي كصحوة ووعي أولي ومن ثم وجدنا النظرية النِسوية الاشتراكية ومدى تأثيرها في فكر العالم كله وذلك بعيدًا عن التيار النسوي الليبرالي أو الراديكالي , فالنظرية النسوية الاشتراكية الماركسية بالأساس لم تبقى على حالتها الأولى الكلاسيكية بل يتم تطويرها كما الحال في بيان السايبورغ للنسوية الاشتراكية دونا هراواي والتي استطاعت أن تكون رؤية معاصرة و متطورة تكاد تكون متفوقة على زمن الخطاب الذي عُرض في عام 1985 كبيان تُظهر من خلاله تماهي الهويات , وايضًا الهوية الرقمية والكثير من الحدود المنتهكة بين الإنسان والآلة وأيضًا بين الإنسان والحيوان وكل ذلك من وجهة نظر مادية تستند إلى النظريات الكلاسيكية للاشتراكية الماركسية , ومع كل هذا التفاني والعمل العلمي الجاد لا نجد مثل هذه الأبحاث المتطورة والتنظير والخطابات الجادة والعمل على النظريات النسوية وتطويرها داخل الاطار الاجتماعي الثقافي المحلي والعالمي على مستوى عالمنا العربي ومصر تحديدًا فالنسوية ليست حركات تمرد اعتباطية ولكنها علم له أُسس نظرية تُبنى على منهج علمي رصين , ليس كافيًا أن تكون تلك الإشارات عن النظريات النسوية الرائدة مجرد فصل مدرج داخل العلوم الاجتماعية والأنثروبولوجيا ويمكن أن يتم تجاهلها إلا فيما ندُر فلماذا هذا التهميش لعلوم المرأة داخل الدرس العلمي , فالعلوم والنظريات النسوية ليست علوم تخص المرأة وحدها بل هو علم من شأنه أن يلقي الضوء على العديد من القضايا المهمشة عن عمد بطبيعة الحال كقضايا الطفل و الجندر والهويات الجنسية المضطربة والعابرون وغيرها من القضايا المستحدثة على الرغم من قدمها قدم البشرية ! ولكن تحت قمع الثقافات المسيطرة يتم التعامل مع هذه المشكلات المتجذرة في عُمق المجتمعات البشرية بالتهميش والتجاهل تارة أو باستخدام أبشع أنواع العنف سواء تحت مظلة الدين أو القانون المستمد منه , ولكن على أية حال يمكننا أن نستنتج أن علوم المرأة و القضايا والنظريات النسوية مسألة عالمية تخص جنس بشري يكاد يكون المؤسس للمجتمع والأسرة وأيضًا تساهم النساء في جميع المؤسسات فلابد وأن يتم العمل على ما يخص المرأة بشكل أكثر جدية وليس هدف النظريات النسوية أن تقهر الرجل بل على العكس النسوية تطالب بحق المشاركة والشراكة العادلة وخاصة في هذا العصر كما نرى الكثير من الرجال يعتمدون بشكل أساسي على العائد المادي للزوجة بل والسعي وراء العاملة المتحققة حتى تساعد في مصاريف المنزل وذلك ليس مقتصرًا على طبقة اجتماعية معينة بل أصبح أمر واقع تلمسه كل النساء على كافة طبقاتهن الاجتماعية أو حتى معتقداتهم الدينية , فلماذا أصبح حق الشراكة واجب على النساء سواء في تجهيزات الزواج والمساهمات المادية النقدية هذا مسموح جدًا أما عن الحقوق النفسية والاجتماعية والزوجية والقانونية فالسلطة الذكورية الأبوية تستيقظ من جديد وتكشر عن أنيابها ناهيك عن العنف الفظي والجسدي والتحرش وغيرها من أنواع القمع الممارس ضد النساء, ولكن مع كل هذا المؤشرات تدل على تحسن في الوعي أصبحت الفتيات والنساء يكتسبن هذا الحق ولكن يمكنني القول بعد مأساة و معاناة ناتجة عن الاستسلام للخرافات والأساطير القديمة الباليه ولكن هناك بصيص من الأمل
ولا يمكنني في هذا اليوم أن أنكر فضل الرائدات في الأعمال الأدبية النسوية وفي المقدمة الدكتورة نوال السعداوي المناضلة المفكرة المبدعة المتمردة , فقد أيقظت الوعي في عقول النساء والرجال وتعرضت للكثير من القهر والاضطهاد ولكنها تكاد تكون الأولى والأخيرة التي لم تتاجر بقضية المرأة وذلك لأنها صادقة تفعل ما تقول ونجحت بجدارة لقوة إرادتها في فرض أفكارها على المجتمع الطبقي الأبوي الرأسمالي الأصولي وأنا أدين لها بالفضل والعرفان لأنها أعطتني حق الوعي ومن ثم تمردت على الكثير ,وتوجتني أمي بتاج الكرامة , فالأم الحقيقية الجديرة بهذا اللقب هي من تصنع لابنتها وعي وكرامة ......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعات عراقية للمطالبة بوقف الحرب في غزة


.. مشاهد من لحظة وصول الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى قصر الإليزيه




.. فيضانات وسيول مدمّرة تضرب البرازيل • فرانس 24 / FRANCE 24


.. طبول المعركة تُقرع في رفح.. الجيش الإسرائيلي يُجلي السكان من




.. كيف تبدو زيارة وليام بيرنزهذه المرة إلى تل أبيب في ظل الضغوط