الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المرأة ما بين الثامن من آذار ورياض الصالحين

فرات إسبر

2020 / 3 / 7
ملف 8 آذار/مارس يوم المرأة العالمي 2020 - مكانة ودور المرأة في الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي.


هل من تَغيّير على مدى قرون ؟
في عيادة طبيب الأسنان كنت أنتظر دوري .نساءٌ مختلفات الأعمار ، كنت قد أخذت ُمقعدي في زاوية وأستمع إلى الحوار الدائر بين امرأةٍ وشابة ، يبدو فرق العمر واضحا ً بينهما ولكن الحديثَ المخيف من الشابة هو الذي أقلقني ، كيف لي أن أدخلَ مع مثل هذه الشابة التي تؤيد ضرب المرأة وتحب كثيرا أن يضربها زوجها إذا أخطأت ، لأن الضرب حسب رأيها يؤدي إلى التربيةالصحيحة .! وهي بالمقابل تنال ُعقوبتها للتـتأدب َ . أبدا ً لم أن أتوقع هذا الكلام من فتاة شابة ،وهي بدورها أثارت سخط النساء الباقيات ومن حسن الحظ أنه لم يكن هنالك رجالا ًينتظرون في العيادة وإّنما فقط نساء ً .
اعترضتْ عليها بعضهن وواحدة فقط أيدتها وأخريات هززنَّ برؤؤسن استخفافا بحديثها . بدأت أمعن النظر فيها ،فتاة شابة حاصلة على دراسة ومتعلمة تؤيد ضرب الزوج لزوجته ؟
فكرت طويلا بها ولم تغادر ذاكرتي ، رعبٌ ما ينتابيُ من خطورة المرأة تجاه نفسها . !
تعددت أبواب رياض الصالحين لمؤلفه وصاحبه الإمام أبي زكريا يحيى بن شرف النووي من 631-676 هجري إلى اليوم ما زالت المرأة في هذا التشظي العقلي والنفسي تفضل ضرب الزوج لها بدلاً من الحوار والنقاش الذي يؤسس لعلاقة سليمة وصحيحة وحياة عائلية ناضجة مثمرة ، ولكن هذه الشابة لم تسأل نفسها سؤالاً مهماً ما هو شعور أطفالها عند يشاهدون أمهم تُعاقبُ وتُضرب ُمن قبل أبيهم ؟
يبدو أن الأمام أبي زكريا كان محقا ًفي تصنيفه لأبواب" النهي" في كتابة رياض الصالحين حيث وضع بابا خاصاً صنفه تحت" باب النهي عن تعذيب العبد والدابة والمرأة والولد بغير سبب شرعي أو زائد على قدر الأدب " .!
فهل من المعقول أن يجمع َبين هؤلاء ويؤكد بأنه لا بد من سبب ٍشرعيٍ للتعذيب، بينما في القرن الواحد والعشرين والفتاة الشابة تحمل أحدث الموبايلات وتستخدم الأنترنت وتؤيد ضرب الزوج لزوجته .!
من صحيح بخاري إلى رياض الصالحين يقولون لابدّ من سبب للتعذيب ، يا لفداحة الموضوع في فهم مثل هكذا حالات والربط بينهما !
إذا كنَّا في هذا الزمن المتقدم ،ما زلنّا نخوض في نقاشات عقيمة ما بين الحلال والحرام ما بين النفع والفائدة مابين الحق والتشريع والواجب وما يشغلنا به الفقه والحديث والروايات التي لم يعد لها معنى في هذا الزمن ولكنها ما زالت قائمة ًتشغل الأمة الإسلامية ، ومنها استئذان المرأة من زوجها للدخول للمسجد ،فلا يمكن لها الدخول إلا بعد أن يسمح لها ولا يحق لها الصوم إلا بعد إذنه وكأنه هو واسطة لها إلى الله للدخول إلى الجنة أو النار .
هذه الشابة اتمناها أن تقرأ َمقالي .ولا أدري فيما إذا كانت تقرأ . لأختم حديثي لها وأختمه فيما قاله رسول الله قبل قرون: " لا يجلدُ أحدكم امرأته مثل العبد ثم يجامعها في آخر اليوم ". يبدو أن الرسول كان مهذبا ً في حياته ومماته ، أكثر بكثير من النساء اللواتي هن أكثر غباء وأقل وعيا ًتجاه ذواتهن مع فرق الزمن والتاريخ والجغرافيا والوعي البشري الذي مر ّ بتعاقبات واختلافات على مدى قرون . فبماذا يفيدنا الثامن من آذار ، إذا مازلنا في أبواب صحيح بخاري ورياض الصالحين نتساوى ما بين الحيوان ويُقَدمُ علينا ولا نصوم ولا نصلي ولانسافر ولا نقدم النذور إلا برضى الزوج . وما زالت المرأة شؤما يجب تجنبه .
يقول أسامة بن زيد عنه ، عن النبي عليه الصلاة والسلام قال :" ما تركتُ بعدي فتنة أضر ُّ على الرجال من النساء ." إذاً وبعد كل هذا ، كيف لنا أن نتعامل مع المرأة وكيف لنا أن نخرجها من أبواب رياض الصالحين وأحكام صحيح البخاري .؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة: انتعاش الآمال بالتوصل إلى هدنة في ظل حراك دبلوماسي مكثف


.. كتاب --من إسطنبول إلى حيفا -- : كيف غير خمسة إخوة وجه التاري




.. سوريا: بين صراع الفصائل المسلحة والتجاذبات الإقليمية.. ما مس


.. مراسلنا: قصف مدفعي إسرائيلي على بلدة علما الشعب جنوبي لبنان




.. القيادة الوسطى الأميركية: قواتنا اشتبكت ودمرت مسيرة تابعة لل