الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ال8ثامن من أذار العيد الأممي للمرأة / الجزء الثالث والأخير .

صادق محمد عبدالكريم الدبش

2020 / 3 / 7
ملف 8 آذار/مارس يوم المرأة العالمي 2020 - مكانة ودور المرأة في الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي.


ال8ثامن من أذار العيد الأممي للمرأة .
الجزء الثالث والأخير .
يتبين للمتتبع لواقع المرأة بعد قيام الدولة العراقية الحديثة ، بأن المرأة العراقية كانت تسعى للحاق بأخيها الرجل ، من خلال طرق الأبواب التي كانت مغلقة في وجهها ، وقد تمكنت وبجهد وصبر وتصميم ، من تطوير مداركها ووعيها وثقافتها ، في مجالات مختلفة ، بدخولها الملحوظ في المعترك السياسي ، والعمل الوظيفي في مؤسسات الدولة المختلفة ، وحققت نجاحات غير مسبوقة ونالت التثمين والدعم من قبل الأوساط الثقافية والأدبية ومن أطراف سياسية ، والذي يعتبر بشكل أو بأخر مساهمة نشيطة ، في دفع المترددات والكثير من الشرائح الصامتة من النساء ، بالخروج عن صمتهم والدخول الى عالمها ، ومن منافذ مختلفة ، وهذا بحد ذاته إنجاز غير قليل ويحسب لها ولنضالها .
وكما بينا بأن العقود الأربعة التي عاشها العراق ، وحتى عام 1980م ، كان العصر الذهبي للمجتمع العراقي وللمرأة العراقية خلال المئة عام من ( 1920 - 2020 م ) .
التراجع الشامل في مناحي الحياة المختلفة بدء عند تولي الطاغية صدام السلطة في 1979 م ، حين بدء سعير الحرب العراقية الإيرانية التي دامت ثمان سنوات ، وأعقبها حرب ( تحرير الكويت ! ) عام 1990 م ، ووضع العراق تحت البند السابع وفرض الحصار الظالم على شعبنا ، والذي دام ثلاث عشرة سنة ، كانت سنين مدمرة لحاضر ومستقبل العراق ، وأعقب الحصار قيام التحالف الدولي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ، وإعلان الحرب على العراق عام 2003 م تحت ذريعة امتلاك أسلحة دمار شامل ، ولكن الحقيقة غير ذلك ، الحقيقة تحويل العراق الى دولة فاشلة وتحت الوصاية الأمريكية وهذه حقيقة واضحة اليوم .
تم احتلال العراق ودخول القوات الغازية بغداد في التاسع من نيسان 2003 م وإسقاط نظام صدام حسين وحزبه الإرهابي الفاشي ، الغير مأسوف على رحيله .
وهنا لابد من الإشارة الى أن الحيف الذي وقع على كاهل المرأة كان كبيرا وصادما ومحزنا وعميق ، ودفعت المرأة نتيجة ذلك دما ودموع وجوع وهوان ومذلة واستعباد ، وتعرضن الى الترمل والثكل وفقدان المعيل ، وغياب فرص العمل وغياب الحقوق والضمان الاجتماعي ، وانعدام أي فرصة للعيش الكريم ، فكانت سنوات صعبة وقاسية ، ولم يلتفت العالم ( المتحضر !.. وغير المتحضر الى تلك المعاناة وإلى قساوة الحياة كل تلك السنين .
ولقد استبشر الناس خيرا وصدقوا وعود المحتلين الأمريكان ، بقيام دولة ديمقراطية يسود فيها العدل والقانون والمساواة وإعادة بناء ما خربته ودمرته الحرب ، ولكن لم يحدث شيء من كل هذا !..
بل العكس فقد تركت حدود العراق مشرعة لكل من هب ودب ، وغاب الأمن والعدل نتيجة حل المؤسسة الأمنية والعسكرية ، وسمحوا لإيران وغير إيران من تنفيذ سياساتها بما ينسجم مع مصالحها ، وفرضت على الشعب نظام ظلامي ظالم وطائفي عنصري موال لإيران ، والتأسيس لميليشيات تتبع الى أحزاب الإسلام السياسي الشيعي ، التي تأسست حديثا بعد 2003 م ، وقدوم ميليشيات أخرى كانت متواجدة في إيران ، مثل منظمة بدر والمجلس الأعلى وغيرها ، والتي أمسكت بالقرار الأمني بواسطة سلاحها الذي جاءت به من إيران ، والسلاح المنتشر في المعسكرات العائد الى الجيش العراقي الذي ترك وحداته وسلاحه بقرار من بريمر .
هذا وغيره خلق واقع جديدا لا يقل سوء عن الفترات السابقة ، هذا الواقع الجديد أنتج لنا حروب طائفية بين أعوام 2005 م وحتى 2009 م ، وأنتج لنا تقاسم الدولة وخزائنها ومؤسساتها بين الفرقاء المتنفذين ، فأنتجوا بدورهم المحاصصة والفساد ، وأسسوا الى حكومة ونظام وفلسفة الدولة الدينية المعادية للديمقراطية وللحقوق وللحريات ، والعداء للرأي والرأي الأخر وللمرأة ، وأنتجوا لنا [ دكتاتورية الأغلبية !.. بديلا عن الديمقراطية والتعددية وقبول الأخر وحرية الاختيار !! ] ناهيك عن احتلال داعش لثلث مساحة العراق في المناطق الغربية وحزام بغداد وأجزاء من كركوك وما ارتكبه من مجازر وبحق الأقليات من الأيزيديين وغيرهم ، وما كان له أن يتمكن من ذلك لولا فشلهم في إدارة الدولة والتأسيس لمؤسسة أمنية وعسكرية تحمي البلاد والعباد ، والفساد المستشري في مؤسسات الدولة .
أضحت الديمقراطية شماعة وسلاح تستخدمه الأحزاب الحاكمة والمتنفذين ، ضد خصومهم السياسيين ، ولقمع التظاهرات والاعتصامات والاضرابات التي تقوم بها الجماهير خلال سنوات بدءا من 2011م وحتى اليوم .
النظام وأذرعه المسلحة ( ورجالات دينه والمؤسسة التي رعوها وأمدوها بالمال وما يحتاجونه من أدوات ، وسخروا إعلامهم وقنواتهم الفضائية التي أسسوها من سرقاتهم للمال العام .
هذه وغيرها كانت تستخدم ضد الجماهير الرافضة لسياساتهم الهوجاء بشكل عام وضد الفتيات والنساء بشكل خاص ، في المدارس بمراحله المختلفة وفي المعاهد والكليات والجامعات ، وفرض مناهج وبرامج وبرؤية بعيدة كل البعد عن المناهج المقررة والقيم البعيدة عن ثقافة وأعراف وتقاليد مجتمعنا ، وفي سبيل خلق الضغينة والفرقة والعنصرية الطائفية ، الغاية من كل ذلك هو محاولة استمالة الفتيات لتلك الثقافة الميتة والظلامية التي يحاولون فرضها على هؤلاء الفتيات .
وما زال نظام الإسلام السياسي يمارس تلك الثقافة ويرفع عصاه وأسلحته المختلفة بوجه كل من يتصدى لهذا النهج المدمر لحاضر ومستقبل العراق .
ولا يخفى ما بيناه وغيره على المتتبعين والمراقبين لوضع المرأة ، وما تعانيه من قمع وتظليل وافتراء وكذب ، في سبيل إبعاد النساء عن صنع القرار وجعلها عنصر أساسي ومهم في المجتمع وفي الدولة .
تحملت المرأة العراقية وزر كل تلك المثالب والجرائم ، والاخفاق في إدارة هؤلاء الفاسدون لمقدرات البلاد والعباد ، وما أل إليه وضعهن من تدني صارخ وفاضح لعيش المرأة ولحياتها ، وغياب الحد الأدنى من العيش الكريم .
بالرغم من هذه الصورة القاتمة وغياب تكافئ الفرص والقمع والتغييب ، فقد خرجت المرأة برغم كل تلك الجراح والمعوقات والضغوط ، خرجت في الأول من تشرين الأول 2019 م .. خرجت ربت البيت والأستاذة الجامعية والعاملة والموظفة والمهندسة والطبيبة ، خرجت الطالبة والزوجة والأخت والصديقة والرفيقة والحبيبة ، خرجن وهن يقفن مع أخيهم وأبوهم ورفيقهم وصديقهم ، وهن يضعن أيديهن بأيدي توأمهم الرجل ، ووقفن معا كتفا بكتف ، والجميع يهتف للعراق ولعزة العراق وإباء وكرامة واستقلال العراق ورخائه .
يصرخن بصوت هادر [ نريد حقنا .. نريد وطن .. لا للقمع ولا للظلم والقهر والقتل والترهيب ، لا للخطف والاغتيال والاعتقال والتعذيب والترهيب .. نعم للسلام وللتعايش والمحبة .. نعم للدولة الديمقراطية العلمانية الاتحادية .. لا لدولة الإسلام السياسي .. نعم للرخاء والتقدم والتعايش والإخاء بين الجميع ، من دون قهر وتعنيف وإلغاء وتهميش ، نعم لتكافئ الفرص ووضع الإنسان المناسب في المكان المناسب ، لا للفساد والتمييز والعنصرية والمحاصصة ] .
تقف المرأة ومنذ خمسة أشهر وما زالت تطالب مع أخيها بتلك القيم ، وبنظام أكثر عدلا وإنصاف ومروءة وضمير .
نظام نزيه وطني ، حكومة من المستقلين الوطنيين ومن الأكفاء ومن رجال دولة ومفوضية مستقلة بحق ، وقانون انتخابات عادل ومنصف ، وقانون أحزاب وطني يلبي طموح الطيف العراقي ويكون ولاء الأحزاب للوطن ولا شيء غير الوطن .
قيام انتخابات حرة وعادلة وشفافة وبإشراف دولي حقيقي ، وقبل أي انتخابات يجب إعادة بناء المؤسسة الأمنية والعسكرية وحل الميليشيات جميعها بما في ذلك الحشد الشعبي وحصر السلاح بيد الدولة حصرا .
إبعاد المال السياسي عن الانتخابات وشراء الذمم ، وتشريع قانون من أين لك هذا .
هذه الشروط واجب توفرها لقيام انتخابات عادلة وشفافة وبعكسه ، لا جدوى من الحديث عن انتخابات حرة ونزيهة وشفافة مبكرة أبدا .
وعشية اليوم العالمي للمرأة .. لا يسعنا إلا أن نقف وقفة إجلال وإكبار أمام شموخ وبطولات الشهيدات المضحيات بالنفس ، لإعلاء راية العراق وشعبهم عاليا وننحني أمام تضحياتهم من الشيوعيات والديمقراطيات والوطنيات الأخيار ومن مختلف المكونات .
المجد كل المجد لرموز شعبنا من النساء المناضلات اللاتي ساهمن في كتابة تأريخ العراق الحديث وتركن الأثر الطيب والذكرى العطرة .
كل العرفان والتقدير والتثمين للشجاعات الباسلات المتواجدات في ساحات التظاهرات المعتصمات السلميات ، وهن يكتبن مع إخوتهم ورفاقهم وزملائهم تأريخ العراق الجديد ، ننحني لهاماتهم .
كل التقدير والعرفان والتبجيل لكل المتظاهرين والمتظاهرات ، ونشد على أيديهم ونثني على عزائمهم وإصرارهم وتصميهم ، لتحقيق أهدافهم النبيلة ومن أجل عراق حور أمن رخي سعيد .
في الختام نوجه ندائنا الى أبناء شعبنا وبناته الغيارى ونقول للجميع ، الثورة ثورتكم والمطالبة بالحقوق هو حق وواجب وشرف يقع على عاتق الجميع ، فلا تتخلفوا واخرجوا نساء ورجال بجموع قوية ولا تتخلفوا ، فالنصر رهن أيديكم ويتوقف على خروجكم وثبات موقفكم ،
نكرر ندائنا .. لا تتخلفوا بعد اليوم ، من محافظات العراق كافة ... من محافظات إقليم كردستان العراق ، الى المحافظات الغربية التي انتهك حرمتها داعش الإرهابي وشرد الملايين منكم ، اخرجوا مع شعبكم لتستعيدوا حقوقكم المهدورة والمغتصبة ولا تتخلفوا فتفشلوا وتندموا ، الحقوق تأخذ ولا تمنح أبدا .
النصر حليف شعبنا المكافح .
عاش نضال وثبات وعزيمة نسائنا العراقيات .
عاش العيد الأغر لنساء العالم .
7/3/2020 م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مين اعترف بالحب قبل.. بيسان أو محمود؟ ????


.. العراق.. اهتمام شعبي لافت بالجرحى الفلسطينيين القادمين من غز




.. الانتخابات الأوروبية: انتكاسة مريرة للخضر بعد معجزة 2019.. م


.. أغذية فاسدة أو ملوثة، سلع مستوردة مجهولة المصدر.. كيف نضمن ج




.. هنا تم احتجازهم وهكذا تم تحريرهم.. مراسل سكاي نيوز عربية من