الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا يجري في العراق؟

نزار جاف

2006 / 6 / 7
الارهاب, الحرب والسلام


الإستبشار الحذر الذي أشارت إليه بعض الدوائر الغربية على خلفية إعلان التشکيلة الوزارية العراقية الجديدة بعد مخاض عسير کان يحتاج في بعض الاحيان لأکثر من عملية قيصرية، بدأ يتبدد مع تصاعد الحمى الجنونية للعمليات الارهابية في العراق والتي کان آخرها إقتياد 50 موظفا عراقيا يعملون في إحدى مکاتب السفر من وسط العاصمة العراقية و في وضح النهار الى جهة مجهولة، ناهيک عن قتل24آخرين قرب مدينة خانقين على خلفية الإنتماء الطائفي قبل عدة أيام.
الامر الذي يدعو المرء للتوقف و التمعن طويلا في حجم و نوع و طريقة تنفيذ هذه العمليات الارهابية التي باتت تزلزل الارض من تحت أقدام الشعب العراقي قبل القوات المتعددة الجنسيات، يجبره على الإقرار بأن هناک أکثر من يد و أکثر من جهة تقف خلف هذه العمليات و تمولها بشکل غير عادي، والذي يجب ملاحظته هنا و الوقوف عنده أيضا، هو أن هذه العمليات تتصاعد بشکل مواز لمسألتين مهمتين تتعلق إحداهما بالشأن العراقي من حيث سيره المتعثر الحذر نحو الثبات و الإستقرار الجزئي، أما الثانية فتتعلق بأجندة خارجية تعلق بدول الجوار وتحديدا بإيران و قضية ملفها النووي الساخن الذي يلقي بتداعياته و ظلاله الکئيبة على الوضع السياسي و الامني في عموم العراق.
وإذا ما أخذنا تأکيدات رئيسة الدبلوماسية الامريکية السيدة کونداليزا رايس بشأن الدعم الايراني المستمر للإرهاب داخل العراق، وتلک التقارير الإستخبارية المتوالية بشأن ضلوع الاجهزة الامنية الايرانية في العديد من جوانب حالة الفلتان الامني في العراق، ناهيک عن تلک الشهادات الميدانية الصادرة عن قوى شيعية عراقية بشأن تعاظم النفوذ الايراني بشکل غير مسبوق في العراق، فإن الکثير من الطلاسم و الالغاز العويصة لتصاعد تلک العمليات الارهابية سوف تفک تلقائيا.
ونظرة واحدة على الساحة العراقية و دور القوى السياسية النافذة فيه"دوليا"، تؤکد أن أکثر الاوراق و أهمها خطورة و فعالية هي تلک التي في الجعبة الايرانية، وعلى الرغم من أن هناک دور سوري و ترکي ليس بالامکان تجاهلهما، غير أنهما يسيران في سياق يجنح للتحديد و عدم الإظطراد، ولعل هشاشة الوضع السوري الحالي و تلک الضغوطات الدولية المستمرة عليها مع تلک الوساطات العربية المستمرة لإنقاذ دمشق من التزحلق صوب الرمال الامريکية المتحرکة، يدفعان المراقب للتيقن من أن دمشق التي باتت تتجاوب بشکل قابل للملاحظة مع السيد براميرز، لن تجد ما ستستفيد منه من خلط جنوني للأوراق بالعراق وهي ليست في موقف يسمح لها بالجلوس على الطاولة کما هو الحال مع إيران، کما إن ترکيا أيضا لن تستطيع المضي أکثر من مسافة محدودة لن تتسع أفقيا کما هو الحال مع طهران.
إن جهة بمقدورها أن تسير 7 سيارات محملة بمسلحين يداهمون مکاتب للسفر و يختطفون50موظفا وفي وضح النهار، سوف نخدع أنفسنا و نوهمها إذا تصورنا إنها القاعدة أو المخابرات السورية أو خلايا حزب البعث المنحل، ذلک إن جميعها لاتمتلک قدرة لوجستية تمکنها من إنجاز هکذا عمل إرهابي محکم و متقن، وأن تلک المخابرات التي إستطاعت أن تصل الى بغداد وفي عز أيام دکتاتورها السابق صدام حسين، هي نفسها التي تقف من دون شک خلف هکذا عملية إرهابية ملفتة للنظر.
إن الثبات و الإستقرار و الامن في العراق يعني فيما يعني إحتراق أهم و أکثر الاوراق الايرانية حساسية في وجه واشنطن، کما إنها تعني ترکيز الإنتباه الامريکي بشکل خاص و الدولي بشکل عام على إيران، وهو أمر تدرکه طهران جيدا وتفهم کل أبعاده، ومن هنا فإنها لاتجد بدا من المضي قدما في لعبة العبث الجنوني بالشأن العراقي متأملة أن يکون مسک ختام عبثها"النيروني"هذا هو إنصياع الولايات المتحدة الامريکية و الغرب للإرادة الايرانية و قبولها کشريک حيوي مهم في المنطقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج