الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إذا كان الشيوخ قد تنبئوا بزوال اسرائيل ، فلماذا لم يتنبئوا بمجئ كورونا ؟!

جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)

2020 / 3 / 8
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


أكيد سيغير كورونا عدو الشعوب بعد رحيله الغير مأسوف عليه الكثير من العادات الراسخة في ثقافات الشعوب حول العالم ، وستجعلهم اكثر حرصا على الالتزام بالثقافة الصحية خاصة شعوبنا العربية ، واتقان طرق الوقاية لتجنب عودة كورونا أو ما هو اسوء واخطر منه ربما في المستقبل .
الحسنة الوحيدة عند هذا الفيروس انه تذوب عنده كل الفوارق ، فلا فرق بين إنسان وآخر ولا بلد وآخر … الكل تحت نيرانه وفي مدى مرماه ، وهذا ما يمكن ان يسحب البساط من تحت المتبنين لنظرية المؤامرة …
ارى الحياة احياناً وكأنها فلم هندي … هكذا ببساطة ! وبما ان كل شئ وارد ومحتمل في الفيلم الهندي كذلك كل شئ وارد ومحتمل في الحياة ، ولا استبعد أي نظرية ما لم يخرج الخبراء والعلماء من كهوفهم التي اغلقوها عليهم في مسعى مضني لإيجاد علاج ولقاح لكورونا … ان يخرجوا ويشرحوا لنا علمياً … من أين جاء هذا الفيروس وكيف ولماذا وكل ال ( .C.V ) له حتى يصمت الجميع … ! وستخرج عندها اخبار اغرب من الخيال !!
يرى البعض ان نظرية المؤامرة التي يتبرء ، ويشمئز ويتعالى عليها الكثيرون خاصة المثقفون منهم - لان في اعتقادهم ان من يؤمن بها هو إنسان ساذج وسطحي وربما تافه - ذات جذور عربية بدليل انها لا تعيش الا في اجواء العقل العربي المغلق على نفسه … الرطبة والرملية والمغبرة وكثيرة الكثبان ، وهي اجواء مفضلة ومناسبة لهذه النظرية لكي تستوطن فيها وتستقر ، وقد تنمو وتترعرع وربما تنجب نظريات لا تقل عنها سذاجة وسطحية !
مثل التنبوء بالغيب التي يتبناها الشيوخ … كما تنبأ احدهم بحتمية زوال اسرائيل ، وغيرها من احلام اليقظة ، في وقت غاب عنه وعن غيره التنبوء بزيارة كورونا للارض هذه الايام ؟ ام انهم يتنبئون بما يشتهون وما هو مخمَّر في عقلهم الباطن ، وبما يدغدغ احلامهم وآمالهم ويوفر لهم حظوة اكبر لدى السذج من بسطاء المسلمين ؟!
المعروف ان التنبوء والودع وضرب الأحجار والأصداف وقراءة الفنجان والكف كلها فنون اصولها شرقية عربية يتفنن بها العرب قديما وحتى حديثا ، فكان عند العرب قبل الإسلام في كل قبيلة ساحر أو نبي يتنبأ بما سيصيب هذه القبيلة من قحط او عدوان أو غيرها من المصائب ، ولمن يسافر منهم في تجارة أو غيرها يذهب قبل سفره لاستشارة هذا المتنبئ ليبارك له السفر أو ينهيه عنه … ولا تخلو قبيلة من هذا المتنبئ ، وهو مجرد خيال وفهلوة لا اكثر … ويبدع الغجر ايضاً حول العالم بهذه المهنة ! وهي تنتشر في أوساط الجهلة والسذج !
وبعد مجئ الإسلام تحول هذا الفن إلى الشيوخ ، وكعادة المسلمين في تديين كل شئ في الحياة ، وإخضاعه لقوانين الدين الغيبية ، ثم يسبغون عليه صفة القداسة لحمايته من النقد والتجريح والرفض …
فحولوا القرآن مثلا كمادة للتنبوء … يقضي الواحد منهم ساعات وربما أيام وهو يعد ويحسب حروف هذه السورة أو تلك وقد يخطئ ، ويجدها سبحان الله مطابقة حسب قوله لنظريته المعشعشة في رأسه الخاوي ليثبت صحة كذا وكذا ، وهو متاكد مائة بالمئة ان لا احد تافه مثله ليراجع بعده ويعد نفس الحروف ليتأكد من صدق هذا الشيخ العاطل عن العمل والعالة على المجتمع أو كذبه … !
ويوفر التقديس لهذا النوع من الدجل الحماية الكافية ، ويجد صدى واسع عند العامة وحتى المتعلمين ، ولن يتجرء احد ان يقول للشيخ ثلث الثلاثة كم ! وبالطبع هو يختمها ب ( والله اعلم ) فكل شئ يرمونه على الله ويخرج هو سالما معافى ، و من لديه اعتراض فحسابه مع الله .
اخيرا :
ثمة حقائق وثمة أساطير … ثمة علم وثمة جهل … ثمة خير وثمة شر ، ولك ان تختار !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قرارات بتطبيق القانون الإسرائيلي على مناطق تديرها السلطة الف


.. الرباط وبرلين.. مرحلة جديدة من التعاون؟ | المسائية




.. الانتخابات التشريعية.. هل فرنسا على موعد مع التاريخ ؟ • فران


.. بعد 9 أشهر من الحرب.. الجيش الإسرائيلي يعلن عن خطة إدارة غزة




.. إهانات وشتائم.. 90 دقيقة شرسة بين بايدن وترامب! | #منصات