الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ان لم نحمل السلاح سنموت بسلاح غيرنا!

جواد الاحمدي

2020 / 3 / 8
الارهاب, الحرب والسلام


لا نريد حروبا عالمية او اهلية ولا نريد اراقة دماء مواطنين عزل، لسنا من مصاصي الدماء...،بل نريد عالم خال من الاسلحة، نريد العدالة والرفاه لشعوب العالم...، ولكن نؤمن أشد الايمان انه من المستحيل ان يتخلى العدو عن سلاحه ان لم يتم مواجهته بنفس السلاح او بسلاحه نفسه، اذا لا مفر من حمل السلاح ضد اعداء السلام.

من وجهة نظر المادية التاريخية، نجد ان كل المجتمعات البشرية بداية من المشاعة البدائية وصولا الى عصرنا هذا كان ثمة صراع الطبقات، اي ان حتمية النصر للطبقة على طبقة اخرى لن يأتي يوما بالمفاوضات او السلمية او ما شابه ذلك، دائما كان يأتي بالعنف أي باستعمال السلاح الاكثر فتكا للظفر بالمعركة لصالح الطبقة التي تحمل مشروع بديل أي الانتقال من نمط انتاج قديم الى نمط انتاج جديد. لهذا نجد ان معلمي الاشتراكية العلمية انجلز ماركس لينين و ستالين لم يتحدثوا عن ثورات سلمية، تحدثوا وبرهنوا عن فاعلية الثورات العنيفة، اذ نجد في البيان الشيوعي اعظم تاكيد على هذه الحقيقة و اليكم هذا الاقتباس :"... يترفع الشيوعيون على اخفاء اراءهم ومقاصدهم، ويعلنون صراحة ان اهدافهم لا يمكن بلوغها وتحقيقها الا بدك كل النظام الاجتماعي القائم بالعنف "- انتهى الاقتباس،
وقد وضح ماو تسي تونغ الهدف من العنف، عندما قال: "تندلع الحرب كي تزيح العقبات التي تعترض طريق السياسة...وحين تزاح العقبة وتحقق السياسة هدفها، تقف الحرب"، اننا نفهم انه لمن المستحيل ان ننتصر بدون السلاح على عدو حمل السلاح ضدنا.

وحتى لا يفهم عنوان المقال بشكل خاطئ، عندما نتحدث عن حمل السلاح، فاننا لا نعني التسطيح الدال على كل من هب ودب في هذه العملية، لا ابدا ، وإنما السلاح الذي نقصده،أولا، يجب ان يكون في أيادي أمينة، أي عند الثوار، ولا يمكن ان نتحدث عن الثوار بدون وجود مشروع ثوري، بالمختصر المفيد أي تنظيم ماركسي لينيني ذو جناح عسكري قبضته من حديد، والا استحال كمثله مثل اطارات المجتمع المدني وباقي تنظيمات وقوى التعايش الطبقي، و التاريخ انصع مثال على ذلك في تجارب عديدة ( الصين، فيتنام، البانيا، كوبا...)،وحتى وان كان موضوعنا مزعجا ومثارا للغضب لدى كل الاحلام السلمية التافهة، فحديثنا هنا لا يخرج عن سياق العنف الثوري المنظم المستمر في الزمكان حتى دفن وهزيمة دكتاتورية البرجوازية وتوطيد ديكتاتورية البروليتاريا.

اننا نعرف الكثير ممن يختلف معنا في هذا الموضوع، أكيد لهم مبررات لهذا الاختلاف، ولكن عاجزين ان يقدموا لذواتهم و للشعوب التواقة للانعتاق والحرية حلا افضل من حمل السلاح ضد العدو، ومع ذلك فاذا نظرنا كيف اصبح العالم في زمننا هذا نستشف مقدار التراجع المخيف لليسار الماركسي اللينيني، هذا التراجع طبعا له أسبابه، ولعل اكثرها اهمية وخطورة تخلي معظم الاحزاب الشيوعية عن جوهر الاطروحة الثورية في هذا الصدد، وانساقت مع الطوابير النشاز ، وضربت المبدأ الماركسي اللينيني عرض الحائط المتمثل في حق الشعوب في تقرير مصيرها (نحن نعرف ان هذا الحق يتم استغلاله غالبا من طرف اليمين المتطرف..)، ومن بين الاسباب الرئيسية ايضا الفهم الخاطئ واحيانا العمد لكلام لينين- لنبن الحزب تحت نيران العدو-، كأن لينين يقول انتظروا حتى يهاجمكم العدو ، آنذاك سنبن الحزب وهلم جرا من اوهام البرحوازية الصغيرة، لاحظوا معي بعض التجارب مثلا، تجربة الشيوعيون الايرانيون (TODA)هم كانوا قادة الثورة سنة 1979،بل وقبلها لكن في الاخير وعبر وهم البناء السلمي والتحالف مع قوى الرجعية والظلام (الخميني)، سلموا رقابهم للبطش الرجعي العنيف ويتكرر هذا السيناريو في معظم التجارب المثيلة (مصر سوريا العراق ...) لماذا ذكرت هذه التجارب بالضبط؟ لان الشيوعيون في تلك المراحل كانوا طرفا لا يستهان به، وليس مثل العقود الاخيرة، ففي اعتقادي ان خطأهم الوحيد يكمن في تغليب الوحدة على الصراع، وهذا نتاج لعدم جهوزيتم للمواجهة المادية مع خصمهم بعد سقوط النظام الحاكم.

الامبرالية بقيادة امريكا وحلفائها في الاتحاد الاوروبي ودول الخليج لا يؤمنون بالسلمية، رغم إدعائهم الحرص على الامن والسلم الدوليين، لأن شعار السلمية في ظل الامبرالية أعلى مراحل الرأسمالية، شعار تضليل الشعوب وجرها الى مستنقع من الدماء والاستغلال، ونشر الفوضى الخلاقة، كل هذا يأتي بالسلاح أي تسليم السلاح للتنظيمات الرجعية بكل تلاوينها الطائفية والعرقية من اجل نهب مزيد من ثروات البلدان وتهجير العباد تحت يافطة محاربة الارهاب وتحقيق السلام عبر (الامم المتحدة) اذا تمعنا في الاحداث الجارية نجد ان الارهاب اداة فعالة تستخدمها الرأسمالية، هذا مع قناعتنا ان الرأسمالية هي الارهاب نفسه، وليس أقوى دليلا على هذا الوصف اكثر من ان مبدأها هو الربح ثم الربح لا شئ غير الربح؛ وهذا الربح لا يأتي بدون الدمار والخراب وجر كل الشعوب المضطهدة الى الحروب اللصوصية كما وصفه لينين أي حرب غير عادل، وعقد صفقات النهب والاحتكار التام للاقتصاد السياسي العالمي.

وفي الوقت الذي نرى فيه اليسار الثوري على المستوى النظري يتبنى حمل السلاح-العنف الثوري المنظم- ضد العدو، لكن في الممارسة وعبر تجاهله للحقيقة التي تطرقنا لها يبتعد عن أرض الواقع وعن النظرية التي يتبناها، وفي هذا السياق قال ستالين:"ان النظرية تصبح عديمة الهدف اذ لم ترتبط بالممارسة العملية الثورية، وكذلك شأن الممارسة العملية فإنها تصبح على غير هدى اذ لم تنر طريقها لنظرية ثورية"، وعلى نقيض التنظيمات الرجعية التي تتبجح بالسلمية في الخطابات وبالخراب والدمار في الممارسة. بين ذاك وذاك ثمة على الهامش من يصنفون انفسهم من اليسار الشيوعي العالمي من احزاب وتنظيمات، يوهمون انفسهم انهم في مواجهة مفتوحة مع الامبريالية العالمية، هذا الوهم يتمثل في مواجهات فردية هامشية( الارهاب فردي)، هذا الفهم مجرد سحابة صيف في الصراع الطبقي، اصلا هذا ليس موضوعنا، موضوعنا كيف يجب ان نقول الحقيقة للشعب في كل المستويات؟ ونعلمه كيف يجب ان ينتصر للسلام، ونقولوا له ايضا لا يمكن تحقيق السلام ان لم يستعد لحمل السلاح للقضاء التام على الشر( الرأسمالية المتوحشة)، ومن يقول من اين يأتي السلاح؟ فعليه ان يسأل غبائه ليعرف من أين يأتي السلام..؟!

إن ما سمي بالسلمية عند غاندي بالمقاومة اللاعنفية يعتبر بمثابة داء ينخر شعبنا، ويدخله في نفق مسدود، ويكابد شعبنا الهزائم تلو الاخرى، و لا يمكن لعاقل او راشد ان يقتنع بالمواجهة اللاعنفية مع وحش ضاري، يحكمه بقبضة من حديد، و الاخطر من هذا ان اتباع المقاومة اللاعنفية يتماهون مع الاستعمار، ويستمدون قوتهم منه، وينتظرون منه خيرا، مع العلم ان ل"مهاتما"، يعتبر من اوائل الذين طبقوا فلسفة المقاومة اللاعنفية على ارض الواقع ضد الاستعمار البريطاني انذاك في بعد تام عن التزلف والخضوع للعدو، وعلى من يرظعون الف باء النضال ان لا ينساقون مع هذا الداء(السلمية) الذي ينتشر في العالم مثل النار في الهشيم، لأن الامبريالية الاستعمارية تؤمن ان هزيمتها لن تأتي بالسلمية، بل بالعنف الثوري المنظم، اذ لا يمكن اسقاط النظام القائم في أي بلد من بلدان العالم دون عنف؛ هذا العنف اما ان يكون ثوريا او رجعيا؛ اذا كان عنفا رجعيا، أكيد سيتمخض عنه تجديد نظام تبعي اكثر استبدادي من القديم، اما اذا كان عنفا ثوريا منظما فسيتمخض عنه نظام وطني ديمقراطي شعبي، يحفظ للشعوب كرامتها وإرادتها وفق استراتيجية العنف السياسي الثوري، أي على هذا النظام الجديد الذي يحمل مشروعا بديلا ان لا يحيد على هذا المنهج حتى القضاء التام على عناصر الثورة الضادة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اكلات تركية على أصولها من الشيف عمر لذيذة و سهلة جدا


.. الولايات المتحدة.. هدم فندق بطريقة لافتة • فرانس 24




.. عاجل | ميقاتي: مستعدون لتعزيز حضور الجيش اللبناني في الجنوب


.. شاهد | ميقاتي ينفعل بسبب سؤال يتعلق بحزب الله وربط جبهة لبنا




.. دُمّرت بفعل زلزال شباط 2023.. افتتاح مدرسة في مدينة جنديرس ش