الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلام قبيح

يسرية سلامة

2020 / 3 / 9
كتابات ساخرة


حرفيًا: أنا أعد آخر من سمعت أغنية "بنت الجيران" في مصر، لهذا المدعو "شاكوش" سمعتها بدوافع مختلفة منها باب "العلم بالش".
في الحقيقة لا أنكر إعجابي بصوت من شاركه الغناء، وليس هو،
ثم عاودت سماعها بدون موسيقى لأتعرف على كلمات تلك الأغنية.
كنت أستعين "بالمصباح المنير" أثناء قراءاتي لـ "عباس العقاد" أو "طه حسين"، لتوضيح بعض المعاني الغامضة، وحينما سمعت كلمات "الشاكوش"، ظللت أدور حول عقلي لأفهم معاني تلك الكلمات، فتدخل زوجي "بقاموسه الرجالي" لإفهامي التورية في كلمات الأغنية، والتي يستحيل على استحالة مطلقة أن أجدها في أي قاموس أو أفهمها بمفردي، هذا فضلاً عن ما ذكر بها صراحة لإسم نوع من أنواع "المخدرات"، فتأكدت أنها تحتوي على:
"كلام قبيح".

قلت لنفسي بالإسكندراني:
"إنتِ كل شوية تزعلي؟ مرة على نفسك ومرة من نفسك؟! يا شيخة روحي اشربي من البحر بقى "
لأنني سبق وقد تقدمت بروايتين واحدة تلو الأخرى لدار نشر عريقة وقوبلتا بالرفض، مع ضياع الفرصة في التعديل بالحذف أو الإضافة أو التصحيح، هذا شرطهم: التحكيم بإبداء رأيهم القاطع ولمرة واحدة فقط ، وإذا أردت فرصة ثانية فبرواية جديدة.
واطلعت على التقارير وديًا كما يقال "بالحب" لأعرف أسباب الرفض، وهو يُمتنع إطلاعي عليها حسب قوانين دار النشر.
فوجدت أن هناك تقارب إن لم يكن تماثل فيما ورد في التقريرين، وما ورد فيهما كالتالي:
- الكاتبة تستعرض معلوماتها.
- الكاتبة لديها أخطاء إملائية ونحوية كثيرة.
- تفتقد الكاتبة في روايتها للحبكة الدرامية.
- تستعين الكاتبة بأسماء غريبة عن مجتمعنا
- تفتقد الكاتبة للربط بين الأحداث بشكل منطقي.
- تكتب الكاتبة بإسلوب ركيك وأحيانا لغة عامية بلا داعي.
- تفتقد الكاتبة لـ......و، وووو....&

ابتسمت وقلت لنفسي:
لولا أنني متأكدة تمامًا من أن الأديب الكبير، الذي حكّم روايتي لا يعرفني، لظننت أنه شخص بيني وبينه عدواة ويريد الإنتقام منى.
كان ينقصه أن يقتل الكاتبة، ثم يقوم بدفنها، ويضع عليها "صبارة"، ليُخلص الدنيا من كتاباتها الركيكة المليئة بالأخطاء النحوية و....إلخ.
ولماذا لم يفعل؟!
فقد تركني أعيش على أمل، إلى أن أرى وأسمع هذا "الشاكوش"، والعدة كاملة من (مسامير وكماشة...الخ)..وهو يدق على أوتار الفراغ الفكري والثقافي في المجتمع.
وهذا الكلام القبيح..
حقيقة لا أعرف ما هي الحالة المزاجية لكاتب تلك الكلمات أثناء كتابته لها؟!.
ولماذا يتصف بعض المثقفين بالتعقيد؟ ويعتبرون الكتابة حكرًا عليهم،
وأنهم فقط من يستحقون بجدارة نشر أعمالهم، لعمق أفكارهم وغزارة علمهم.
يتشددون على من هم دونهم، ولا يمدون لهم يد العون كالتزام أدبي وواجب عليهم. تجاه من هم أقل علمًا، فمن يفيض من علمه يزيده الله.
ليفرز المجتمع الشاكوش وبيكا وكُّتابهم وأمثالهم، فيظهر رغم أنوفهم خفيفي الوزن، الذين يطفون على السطح كغثاء السيل.
ويظل المجتمع ما بين "كفي الرحا"، ما بين الأصالة والعمق من جهة، والإسفاف من جهة أخرى.
والأدهى والأمر، أن يظهر الشاكوش وهو يبكي - كوسيلة مكشوفة لاستعطاف الجماهير- مع مذيعة احترفت التمثيل في أداءها.على شاشات التلفزيون من سنين، ويروي لنا عن عشاءه "باللبن والبقسماط"، فتدمع عيناها من شدة التأثر بكلامه قائلة:
-"أنا كنت بحبك لكن دولقتِ، بحبك واحترمك".
كان نفسي أسألها عن الناس اللي بتنام بدون عشاء أساسًا؟
بتحبيهم بردوا؟!
واللا شرط يكونو قالوا "كلام قبيح"، وأصبحوا من أصحاب الملايين؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??