الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكورونا بين المؤمن التقليدي والمتعقل

وائل المبيض

2020 / 3 / 10
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


إن الإيمان بالعلموية التي تصف الحياة والوجود والإنسان في ضوء العلم، لا يتعارض مع الإيمان بالدين الحقيقي، بل هو تعارض بين الفكر الديني والفكر العلمي، كرفض أحد أئمة الأزهر سابقا لعملية زرع الكلى، لرؤيته أنها بمثابة إعتراض على قدر الله !!

في ظل جائحة الكورونا الراهنة، أماط هذا الفيروس اللثام عن طبيعة الفكر لدى المؤمن التقليدي والمؤمن المتعقل، فالمؤمن التقليدي يرى أنه من الفرقة الناجية،التي لا تصيبها حوادث الطبيعة وموبقاتها( براكين، زلازل، فيروسات، حرائق)، فتراه يحصر تفكيره في أفق فكري ديني ايديولوجي ضيق، لا يتماشى مع توصيفات العلموية وإرشاداتها، فيكتفي بقراءة دعاء الحفظ ليحفظه الله من آفات الدهر وشرور السنين، هذه العقلية التقليدية هي نفسها التي قتلت الاف المسلمين وأبادت قرى بأكملها، حينما حلت الكوليرا على المسلمين إبان إحتلال العثمانيين لهم، تحت ذريعة تبرير لاهوتي، في حين أن حاخامات اليهود أمروا أتباعهم بإلتزام البيوت، فنجوا من تلك الحادثة، عندما تعاملوا بعقلية المؤمن المتعقل، الذي يؤمن بالعلم ويصدقه، ولا يرى في ذلك إنقاص من شأن الدين، بل متمما له.
ان العقلية التقليدية الصماء، التي لا تستعمل العلم إلا في تبرير متبنياتها العقائدية، والرد على الخصوم، لها بالغ الأثر في تفسير حالتنا في أسفل القاع بين الأمم.

لذلك، على المؤمن التقليدي أن يعلم أن خلق الله له لا يعني تواكله والإعتماد عليه، بل عليه بالأخذ بالأسباب المادية، فعندما تمرض يجب عليك أن تأخذ حبة الدواء، لا التقاعس والركود وإنتظار الشفاء !

ويحكم، أبحجة الإيمان نجرب الرب !
نلقي بأنفسنا من علو الجبل ونتحداه أن يلتقطنا، وننسى وصية " لا تجرب الرب إلهك".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Ynewsarab19E


.. وسط توتر بين موسكو وواشنطن.. قوات روسية وأميركية في قاعدة وا




.. أنفاق الحوثي تتوسع .. وتهديدات الجماعة تصل إلى البحر المتوسط


.. نشرة إيجاز - جماعة أنصار الله تعلن بدء مرحلة رابعة من التصعي




.. وقفة طلابية بجامعة صفاقس في تونس تندد بجرائم الاحتلال على غز