الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة: عاثر حظ

إيمان سبخاوي

2020 / 3 / 11
الادب والفن


عـــــاثـــــر حـــــــظ
نشأنا في البيت ذاته، نتقاسم غـرفتنا الصغيـرة و نعلّق على جـدرانها فــراشاتنا الملـوّنة لنقتفي أثـرها في الصباح، علمتنا أمنا نفس الأشياء و الأسماء، أسدت إلينا كل النصائح الممكنة... لعبنا في الشوارع الـفقـيــرة نفسها، تتـبعنا قــرص الشمس معا و أرسلناه مغلفا نحو الغرب خلف التلال البعيدة، نصبنا فخاخنا لكل ما مر بيومنا من عصافير، لا حق كلانا ابنة الجيران الشقراء، علقنا على ضفيـــرتيها رغباتنا الدفينة في اقتطاف الكرز الذي على وجنتيها.
سلك الكهرباء الذي أعطاني إياه أخي عندما كنا صغارا و أودى بسبابتي جعلني أقلد أبي في تلمس الكتب بأربع أصابع، ثم التهام كل الجحيم الذي تهذي به أقلام الفلاسفة و العشاق، الحمقى، المــؤرخين، المجانين و الشعراء و كل من يدعي الكتابة و الحكمة.
رأس أخي المفلطحة و أصابعه العشــر علّمته حمل مسدس والدي سرّا و تقليد وجهه الآخر بحكم عمله في الجيش و قنص كل عـقبـة و تكسيرها بالـرصاص... إلى الآن هو رجل يصوب على كل فكــرة تعتــرض طــريقه حتى و لو كانت في رأسه و أنا عاثر الحظ أخاف من كل فكــرة تخـرج من بيـن دفتي كتاب لأني لا أملك جرأة امتلاك مسدس و لا شجاعة التصويب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا