الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وهم النفط

اثير حداد

2020 / 3 / 12
العولمة وتطورات العالم المعاصر


يتناول كثيرون موضوعة النفط وكانها موضوعة فوق الطبيعية، فيقدسونها على اعتبار انها سلعة ستراتيجية، ويتناسون، او لا يعلمون، او يتكاسلون في فهم المتغيرات الدولية والاسواق العالمية التي تجري ضمنها السلع والخدمات.
ويتناول البعض منهم النفط ضمن العلاقات الدولية، متصورين او متوهمين ان تلك العلاقات الدولية علاقات حب وغرام تمر عبر الخطوبه والخاتم والحنه وليلة الدخله، ثم انجاب و الخ .
العلاقات الدولية يا سادة يا كرام هي علاقات مصلحية بالاساس وتعقد الاتفاقات الدولية على هذا الاساس. وهنا اود ان اورد مثالا استخدمه دائما في مناقشاتي لدعم قناعتي بان العلاقات الدولية هي علاقات مصلحية ليس الا . وهذا المثال هو : في عام 1956 هاجمت بريطانيا و فرنسا و اسرائيل مصر بعد ان اممت مصر قناة السويس. ان ذالك كانت بريطانيا هي الحليف الستراتيجي لاسرائيل، ولم تكن الولايات المتحده قد احتلت موقد قيادي في العالم ولم تكن الحليف الستراتيجي لاسرائيل. حين ذلك لم تتبلور بشكل واضح السياسة الخارجية الامريكية تجاه الشرق الاوسط وكانت تميل قليلا، او لربما تحاول التقرب من التيار القومي العربي. لهذا وقفت الولايات المتحده مع مصر، اي نعم مع مصر، في تلك الحرب ضد تلك الدول التي اعلنت الحرب عليها. بمعنى اخر ان الولايات المتحدة وقفت مع مصر ضد اسرائيل وبريطانيا و فرنسا، لانها كانت تعتقد ان مصلحتها تكمن في علاقات جيدة مع الدول العربية.
دعوني انتقل الى قضية السلعة الستراتيجة. يسيطر الوهم على عقول الكثيرين على اعتبار ان النفط سلعة ستراتيجة. وهنا اتسائل هل ان النفط لوحده سلعة ستراتيجية ام الحديد ايضا حيث النهضة الصناعية البريطانية على الحديد والفحم الحجري، وكذلك اليابان. اما الصين حاليا فان نهوضها مبني على استخدام الكثافة العمالية، او بمعنى اخر استخدام عالي للايدي العاملة. ويقى السؤال الاهم في يومنا الحالي
1-اليس الانترنت سلعة ستراتيجة ؟ و
2-اليس الدولار سلعة سترتيجية ؟
ساوجز، العالم شديد التعقيد والترابط، شئنا ام ابينا، كرهنا ام احببنا، فالعلاقات الدولية مبنية على المصالح الاقتصادية فقط، هذا العالم في تغير مستمر وليس ساكن خامل. فالانترنت ادخل اليه تغيرات جوهرية فاعلة و ايجابية في البعض و مدمرة في البعض الاخر.
التغير الاخر الذي اراه مهما هو فيما كان يسمى سابقا بالشركات العالمية . بعد اب اوغسطس/15/1971 وتحرير الدولار من الذهب اصبحت العملات حرة تتحرك حسب قوانين العرض والطلب، بمعنى اجر ظهر مفهوم جديد للعملات وهو اسعر صرفها، بمعنى قيمة اية عملة لا تحددها اوزان الذهب المدعمة لها بل اسعار صرفها تجاه العملات الاخرى . هذا الجانب حرر رؤوس اموال الشركات العالمية من ان تكون مملوكة بالكامل من قبل دولة معينة الى ان تكون مملوكة من قبل المواطن العالمي. فتقريبا 70% من رؤوس اموال الشركات اليابانية يمتلكها مواطني دول اخرى، وكذلك الحال في الصين، وهنا ظهرت البوصة العالمية. (اسمح لي ايها القارء العزيز ان اؤجل نقاش موضوع الصراع الامريكي الصيني المسمى الصراع التجاري الى مقالة اخرى قادمة).
لنعد الى النفط و اوبك، بعد ان قدمت ما اعتقدة احجار الزاوية لبناء ما يلي، او القادم. قبل اوبك كان المسيطر على تسويق و انتاج النفط احتكار القله. ذاك الاحتكار كان من الذكاء بحيث لم يعرض سعرا عالميا عاليا للنفط، لان ذلك السعر المرتفع سيكون مغريا او جذابا كالمرأة الجميلة في جذب شركات اخرى. اما اوبك فوقعت في فخ الجاذبية السعرية. اي السعي المستمر لرفع الاسعار. هذه السياسة ادت الى ظهور منتجين جدد للنفط في المناطق التي تعاني من ارتفاع تكاليف الانتاج من روسيا و النفط الصخري في الولايات المتحدة فيما بعد، وبهذا خلقت لنفسها منافسين لها.
*في المقالات القادمة سنكمل المشوار*








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير