الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إلى النازفين قمحاً

راوند دلعو
(مفكر _ ناقد للدين _ ناقد أدبي _ باحث في تاريخ المحمدية المبكر _ شاعر) من دمشق.

(Rawand Dalao)

2020 / 3 / 12
الادب والفن




إلى النازفين قمحاً من أكواعهم حتى النخاع ؛ من أثر القصيد .....

إلى الطاحنين ملح الأدب بمعاصمهم .... أولئك المهاجرين إلى الله على خطوطهم و مفاصل أحرفهم ...

إلى الراقصين كل أنواع التانغو و السامبا على أغطية محابرهم التي لا تعرف الجفاف ...

إلى الذين لم يتعاطوا مع الرصاص إلّا في أحشاء اليراع ...

إلى المتأرجحين على حواف أقلامهم ...

ما بين جنوب الظاهر و شمال التأويل ... ما بين جنون النص و هيستيريا التعبير ...

إلى المُخبِّئين أطناناً من الدهشة في خبايا سعالاتهم الأدبية ...

إلى المُنَقِّبينَ في مشاعرهم تحت ضوء القمر و فوق نور الله ...

إلى مزاوِلِي ( الزّعل) ... و متدربي الحزن ...و تلامذة الألم الرحيم ....

إلى مقمشي المآسي و متصيدي الشعر على ضفاف الأوجاع ...

إلى من يمتطون أهوار الظاهر و مستنقعات الباطن و حقول التأويل و فيافي الحصيد ...

إلى من ينحتون المفهوم برفوف من حروف .... و يصقلون الرؤى العقلية بالذكريات و الأقمار و البساتين و القطوف ...

إلى من يتآمرون مع القمر على جدائل بنت الجيران في نهاية كل يوم .... ليظفروا بقبلة طائشة من هنا أو هناك ...

إلى من يرصدون معدَّلات الدفق الموجي على أسطح السواقي ... ليغرفوا من تعاليم التَّهيُّم و الغزل و الأشواق

إلى مصممي الألم ... كحبر سيال على تضاريس الورق ...

إلى صانعي النوتة المحرفية ... و التعرجات العاطفية ... و المرافئ الشعرية ... و الوشوم الفكرية ...

إلى من يُصفّرون كل عداد ذاهب إلى الله .... ليبدؤوا من جديد مع باكورة كل صباح ...

إلى من آدّهم معول الحرف من أثر الصقيع ... و استنزفهم الفكر لتحرير القطيع ... و أكلهم التنسيق و التحريف و التدبيج و الترصيع ...

إلى مزارعي الكتب و مصففي الورود بعلامات الترقيم .... و صانعي ظاهر النص بقصاصات من تآويل ...

إلى من يصممون الله في كل نقطة حبر عفوية .... ثم يهريقونه سبكاً مدهشاً من وصوف سرمدية ...

إلى من يقتاتون على تشاكس المعنى و طلاوة المبنى و انسيابية الحناء من السبك و المَغْنى ....

إلى من يهجعون تحت ظلال السهر من أعينهم .... بين صفحات الموسوعات التي لا تنتهي ...

إلى مخرطشي الأقلام و مُلَقِّمي الكيبوردات و معبئي المحابر بأنهر من عشق و طحين من زمرد المقابر ...

إلى المنتشين حتى الثمالة بالتوأمة مع الحرف ... و التعاقد مع السبك ... و الهجانة مع الفكر ... و التوحد مع العقل

إلى ملاعبي الأوتار و مهندسي الصولات و محققي مخطوطات النغم ...

إلى من يصيبوننا بوباء الموسيقا ثم يحقنوننا باللقاح ....

أولئك الذين يقودوننا من آذاننا و فصوصنا الصدغية كما يقود الفارس فرسه ... و يمتطون مصادغنا كما يمتطي عفريتنا الأكبر ظهر الشمس ...

إلى كل مبدع خلاق ...
إلى كل من أنفق عمره في صناعة الحرف و الموسيقا و الفن و الإبداع و التجديد و السعادة و السلام ...

كل عام و أنتم الأرقى ...

و صوتي لكم يبقى ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صراحة مطلقة في أجوبة أحمد الخفاجي عن المغنيات والممثلات العر


.. بشار مراد يكسر التابوهات بالغناء • فرانس 24 / FRANCE 24




.. عوام في بحر الكلام-الشاعر جمال بخيت يحكي موقف للملك فاروق مع


.. عوام في بحر الكلام - د. أحمد رامي حفيد الشاعر أحمد راي يتحدث




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت يوضح محطة أم كلثوم وأح