الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- گيلما گاڤاني -

امين يونس

2020 / 3 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


" رُبما كانَ الراحِل العم / دنخا / من قرية دِرگني ، ساذجاً بعض الشيء ، لكنهُ كانَ شخصاً محبوباً في العمادية وشهيراً بتعليقاته التي لا تنقصها الصراحة والسُخرِية .. فلقد كانَ يسخرُ من نفسهِ ومن الجميع أيضاً ! . في سنةٍ ما من ستينيات القرن الماضي ، أصبحَ راعٍ لأبقار العمادية ، أي " گاڤان " بالكُردية . وكان أهالي البلدة من أصحاب الأبقار والثيران ، يعطونهُ ما يتوفر من طعام في الصباح قبل أخذه القطيع للرَعي ، لكنهُ بدلاً من وضع الطعام في عدةِ أوانيٍ حسب النوع ، فأنهُ كان يضعها في وعاءٍ واحد ، فيجمع اللبن بالراشي والجبن والبيض المسلوق والبصل .. إلخ ويتغدى بهذا الخليط العجيب بكل راحة ! . ولأن النقود كانتْ نادرة في ذاك الزمان ، فأن بعض الناس ، كانوا لا يدفعون لهُ مالاً عن أجور رَعي أبقارهم ، بل يعطونه أرزاقاً بدلاً من ذلك ، فكان يجمعها في كيسٍ واحد ، فيمزج الرز بالبرغل والفاصوليا والحمص والعدس .. إلخ . فإشتهرتْ جعبة دنخا في الصباح وكيسه في نهاية الشهر ب [ گيلما گاڤاني ] أي خَلطة راعي البقر ، كنايةً عن إختلاط الحابل بالنابل أو فوضى مزيجٍ غير مُتجانِس ، وذهبتْ مَثلاً في أنحاء العمادية ".
في أقليم كردستان والعراق عموماً ، فأن حكومتنا الموقرة ، أي راعيتنا " ألله يچّرِم " ، بما عُرِفَ عنها من لامُبالاة بأحوال الرعِية ، فأنها تختزن الأزمات في جعبةٍ واحدة أو كيسٍ واحِد : تجاهُل الثورة الشبابية في بغداد والجنوب وإهمال محاسبة قَتلة المتظاهرين السلميين ، وغض الطرف عن العصابات المسئولة عن إغتيال الناشطين والمثقفين والنساء / الإمعان في الفساد المستشري في جميع أوصال السلطة / الإصرار على إستمرارية المحاصصة الطائفية والأثنية / التمسُك بتدوير النفايات من قادة ما يُسمى بالعملية السياسية / المُماطلة في تشكيل حكومة نظيفة تدير المرحلة الإنتقالية / العجز عن مواجهة آثار إنخفاض أسعار النفط / التهاون في التعامل مع إحتمال إنتشار فايروس كورونا .
گيلما گاڤاني الراحل العم دنخا ، كانتْ فكاهة غير مًؤذِية ، ودنخا نفسه كان طيباً وبريئاً . بينما گيلما گاڤاني حكومتنا العتيدة ، فهي حقاً فوضى عارمة والحكومة ليست طيبة ولا بريئة . لا أرى مَخرَجاً لهذهِ المعظلة ، غير إستمرار الثورة الشبابية في الساحات وإبتداع أساليب لإجبار السلطة على الرضوخ لمطالب المنتفضين العادلة .. علينا جميعاً وكُلٌ بطريقته وإمكانياته ، الإصطفاف مع الشباب الثائر في بغداد والعمارة والناصرية والبصرة .. إلخ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح والعلاقات بين مصر واسرائيل .. بين التوتر والحفاظ على الم


.. الجدل المتفاقم حول -اليوم التالي- للحرب في غزة.. التفاصيل مع




.. حماس ترد على عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-.. فما انعكاس


.. قتلى ومصابون في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل وحزب الله | #ر




.. جدل مستمر وخلاف إسرائيلي وفلسطيني حول مستقبل حكم غزة | #التا