الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألعراق … وأزمة كورونا !

جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)

2020 / 3 / 12
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


الدول الرصينة والناجحة لا تسقط الزمن من حساباتها ، وعليها ان تحسب حساب المستقبل القريب والبعيد واحتمال الأزمات المتوقعة وغير المتوقعة ، وفق خطط علمية مدروسة من اختصاصيين وطنيين يأخذون كل الاحتمالات وحتى أسوأها بالحسبان ، ورصد ميزانية للأزمات ، وأخرى للأجيال القادمة كما تفعل كل الدول التي تحترم نفسها وشعبها … الا حكومتنا التي يسيطر عليها الفاسدون وناقصي الخبرة وعديمي الذمة والمسؤولية !
كلنا كنا نخاف ان يُغلق مضيق هرمز … من احتمال حصول حرب أو توتر في المنطقة المشتعلة اصلاً ، وسط العداء المستحكم والمهاترات والتهديدات بين ايران وأمريكا على خلفية الملف النووي ، واتهام ايران برعاية الإرهاب إلى اخره … والخطر لا يزال قائما بقيام اسبابه !
ولم يكن احد يتوقع مهما بلغ به الخيال مداه ان يأتي فارس صغير الحجم عظيم القيمة والأذى ذو طبيعة مقاتلة ممتطيا لا شئ … يحارب الدنيا كلها ضعيفها وقويها ، ويطيح بكبرياء وغطرسة اعتى الدول قوة وجبروتا ، ويسبب أزمة عالمية قل نظيرها ، ويهبط على اثرها سعر برميل النفط إلى مستويات قياسية ، وضعت الدول التي تعتمد في اقتصاداتها على النفط كالعراق والسعودية وروسيا … إلخ في وضع لا يحسدون علية .
فتوالت الخسائر بالتزامن مع الانهيار المتواصل في أسعار النفط … فاصبح النفط بين عشية وضحاها وكأنه لا قيمة له مما وضع بلداً مثل العراق الذي يتبنى اقتصاداً ريعيا يعتمد على بيع النفط بنسبة تتجاوز ال95 % ، وهي مقامرة خطيرة في بلد ومنطقة دائمة الاشتعال بالازمات الداخلية والخارجية !
وحكومتنا العتيدة غارقة لاذنيها في عجز الميزانية الذي وصل إلى خمسين مليار دولار والمديونية التي قد تصل إلى مائة وثلاثون مليار ، والتكاليف الجديدة في مواجهة فايروس كورونا والغير متوقعة ، أضف لها ما تتعرض له البلاد من مظاهرات وشلل شبه كامل في كل القطاعات ، والأدهى والأمر هو استمرار الفساد الذي اهدر مليارات الدولارات من ثروة الشعب ولا يزال ، وبقاء الفاسدين وحيتانهم بمنأى عن المسائلة والمحاسبة لحد الان بالرغم من كونه مطلب شعبي ، ومن اهم مطالب المتظاهرين مما زاد الطين بلة …
كل هذه العوامل قد تسحب البلد الى ما لا تحمد عقباه ، والمفزع ان الحكومة ليس لديها خارطة طريق أو رؤيا واضحة تدفع بالبلد إلى اعتاب الأمن والأمان !
بلد تسيره حكومة تصريف اعمال لم تقدم لحد الان مشروع ميزانية 2020 وسط عجز خطير ، واغلاق للحدود مع ايران الرئة التي كان العراق يتنفس منها ، فكل البضائع بدء من الروبة وانتهاءً بالسيارات … كل شئ تشتريه الحكومة من ايران …! لا توجد معامل ولا مصانع قيد التشغيل لتعويض الفاقد من السلع المستوردة ! ولا احد يعرف كيف ستتصرف هذه الحكومة لتجاوز الأزمة الخطيرة الراهنة ؟ فنحن العراقيون جميعا يضرب بنا قارب تائه وسط الامواج العاتية ، ولا يلوح لنا شاطئ قريب !!
تزاحم الناس على محلات بيع المواد التموينية ( الجملة ) بعد تفشي اخبار مصدرها منصات التواصل بان الأزمة ربما ستستمر لأشهر ، والكل كالعادة يريد ان ياخذ قبل الاخرين وسط تزاحم وتدافع … وهكذا ، والشئ بالشئ يذكر …إليكم هذه الحكاية :
في زلزال 2011 الذي ضرب شرق اليابان والذي احدث دمارا هائلا وضحايا وبسبب تسرب اشعاعات نووية من محطات الطاقة … تضررت بعض المواد الغذائية فحصلت ازمة خاصة في مادة الرز وغيرها من المواد التموينية ، ولكن الشعب الياباني تغلب عليها بما يملكه من خزين حضاري وأخلاقي ونكران للذات دون تدافع ولا ازدحام ولا احتكار ولا تفضيل الواحد نفسه على الآخرين وبمنتهى الترتيب والنظام … وبعد انتهاء الازمة سأل صحفي امريكي احد المسؤولين اليابانيين حول كيفية القضاء على هذه الأزمة فاجاب المسؤول : بان من يحتاج الى اثنين كيلو يأخذ كيلو واحد طواعية ويترك الكيلو الثاني للآخر … وهكذا تغلبنا على الأزمة ببساطة !
اخيرا : يوجد خلل في منظومتنا القيمية … فاين هذا الخلل … ؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خامنئي و الرئيس الإيراني .. من يسيطر فعليا على الدولة؟ | الأ


.. مناظرة بايدن-ترامب .. ما الدروس المستخلصة ؟ • فرانس 24 / FRA




.. #فرنسا...إلى أين؟ | #سوشال_سكاي


.. المناظرة الأولى بين بايدن وترامب.. الديمقراطيون الخاسر الأكب




.. خامنئي يدعو الإيرانيين لمشاركة أكبر بالانتخابات | #غرفة_الأخ