الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كورونا تحقق المساواة، ولكن بطريقتها الخاصة!

عبدالله صالح
(Abdullah Salih)

2020 / 3 / 13
ملف 1 ايار-ماي يوم العمال العالمي: العمال والكادحين بين وباء -الكورونا- و وباء -الرأسمالية- ودور الحركة العمالية والنقابية


ابتلى العالم، ومنذ أكثر من شهر بفيروس كورونا الذي اعتبرته منظمة الصحة العالمية أخيرا وباءً عالميا. هذا الفايروس أصاب مئات الالاف من البشر حول العالم لحد هذه اللحظة ولازالت الإصابات والوفيات في ازدياد مستمر. قامت العديد من الدول بإجراءات صارمة للحد من انتشاره، وفي إجراء غير مسبوق وضع سكان بعض الدول تحت حجر صحي، مع فرض قيود مشددة على تحركاتهم وخروجهم ودخولهم من مختلف المناطق ولربما طُبقت وستطبق في دول أخرى لاحقا.
لست هنا بصدد دراسة أسباب ظهور الوباء وانتشاره وسبل مكافحته وتجنب الإصابة به، لان هذا الجانب أصبح الشغل الشاغل لكافة وسائل الاعلام العالمية، المرئية منها والمسموعة والمكتوبة.
ما اريد التطرق اليه هو الوجه الآخر للفيروس الذي يكشف بكل وضوح ودون اية حاجة الى دراسات معمقة بأنه تجاوز كل الأطر التي رُسمت من قبل النظام الاقتصادي الاجتماعي السياسي الحالي السائد في العالم أي الرأسمالية وتجاوز كل الحواجز والفوارق، لأنه ببساطة لم ولن يترك انسانا لم يصل اليه ولا مكانا لم يطرق بابه فهو يصيب الانسان غنيا كان أم فقيرا، رئيسا كان أم مرؤوسا، عاملا كان أم رأسماليا، رجلا كان أم امرأة، شيخا كان أم شابا ، وبغض النظر عن انتماءهم القومي أو الديني أو الاثني أو على أساس لون البشرة فالكل سواسية أمامه لأنه ببساطة ضد الانسان أيا كان ومها كانت مكانته أو منزلته.
في هذه اللحظة التي تقف فيها البشرية أمام خطورة هذا الوباء! نحتاج الى لحظة تأمل! نحتاج أن نسأل أنفسنا:
تُرى هل توحدت البشرية لمكافحة هذا الوباء أم هناك لازالت فوارق بين دولة وأخرى؟ فوارق في الإمكانيات المادية والبشرية والمستلزمات الطبية الضرورية وهو ما يدفعنا الى التفكير في الميزانيات المخصصة لما تسميه دول هذه المنظومة الرأسمالية بـ " الشؤون الدفاعية " وما تخصصه للأمور المتعلقة بصحة وسلامة البشر! وهل وضعت هذه الدول في حساباتها ظهور وباء فتاك كهذا، في الوقت الذي فكرت في صناعة وشراء الأسلحة لإبادة الانسان؟ هنا ندرك مدى الفرق الشاسع بين كلتا الحالتين والتي يمكن اعتبارها احدى الأسباب الرئيسية وراء انتشار هذا الوباء الفتاك وبهذه السرعة!!
ثم، وفي نفس لحظة التأمل السابقة لنسأل أنفسنا: تُرى لو كانت هذه المساواة قد تحققت وزالت كل الفوارق بين البشر، ولكن ليس أمام هذا الوباء، بل في مجتمع من دون أية تفرقة، مجتمع همه الانسان فقط أيا كان انتماءه، دينه، عقيدته، جنسه أو لونه، مجتمع يوفر الرفاه والسعادة والحرية والامن والأمان والعيش الكريم لكل انسان على وجه هذه المعمورة؟ انه ليس بالحلم بل هي المساواة الحقيقية، ولكنها تحتاج الى نضال انساني موحد ضد من يقف أمام تحقيق تلك المساواة، ذلك النضال الذي يخوضه الان أناس صمموا على السير في هذا الطريق، رغم كل العوائق والصعوبات والتضحيات، لتحقيق ذلك الهدف المنشود، أي تحقيق المجتمع الاشتراكي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -