الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


13 مارس ذكرى مولد -شاعر الثورة والمقاومة-

رضى حليم
باحث وصحفي مغربي

(Rida Halim)

2020 / 3 / 13
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


هو "عاشق فلسطين" و "شاعر الثورة والمقاومة"، الذي يمتزج شعره بحب الوطن ومحبوبته الأنثى؛ إنه الشاعر الفلسطيني محمود درويش، الذي يصادف اليوم 13 مارس ذكرى ميلاده سنة 1941 بفلسطين، في حاضرة البروة، التي تقع في الجليل قرب ساحل عكا. خرج محمود درويش مع أسرته برفقة اللاجئين الفلسطينيين سنة 1948 إلى لبنان، ثم عاد مع أسرته متخفيين سنة 1949 بعد توقيع اتفاقيات الهدنة، لتصدم عائلة درويش بقرية مهدمة شيد مكانها (قرية زراعية إسرائيلية) اسمها "موشاف" أو"أحيهود"؛ فما كان عليهم سوى الاستقرار بقرية اسمها "الجديدة"، وامتلكت فيها بيتا، لكن محمود درويش عاش في حيفا لمدة عشر سنوات وأنهى فيها دراسته الثانوية.
فانضم بعد ذلك للحزب الشيوعي الإسرائيلي وعمل في صحافته محررًا ومترجمًا في صحيفة الاتحاد ومجلة الجديد التابعتين للحزب نفسه، وترقى بعد ذلك لرئيس تحرير المجلة، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر.
وفي مجال الشعر، يقال أن الشاعر والفيلسوف اللبناني روبير غانم، هو من اكتشف مهارة درويش في الشعر، فبدأ ينشر قصائده على صفحات الملحق الثقافي لجريدة الأنوار. وقد طور درويش الشعر العربي الحديث، وأضفى الرمزية عليه؛ إذ له دواوين شعرية مليئة بالمضامين الحداثية، وقال فيه الشاعر والناقد السوري "حسين حمزة": "إن أهم ما يميز درويش أننا كفلسطينيين اختلفنا في خياراتنا الوطنية ولكننا لم نختلف فيه، وهناك إجماع حول هذه القامة الشعرية الشامخة، وباعتقادي أن النقاد سيختلفون في تأويل سطر شعري تركه درويش بعد ألف عام".
وكما قسم حسين حمزة شعر درويش إلى ثلاث مراحل؛ فسر فيها كيف انتقل درويش من ماركسية في المرحلة الأولى، إلى قومية عربية في المرحلة الثانية، وإلى الفكر الكوني الإنساني في المرحلة الثالثة، دون إغفاله للقضية الفلسطينية.
اُعتُقِل محمود درويش عدة مرات من قبل السلطات الإسرائيلية بدءًا من سنة 1961، بتهم تتعلق بتصريحاته ونشاطه السياسي ضد إسرائيل، وذلك حتى سنة 1972، حيث توجه إلى الاتحاد السوفييتي لإتمام دراسته، ثم بعد ذلك استقر لاجئًا في القاهرة في ذات العام ملتحقا بمنظمة التحرير الفلسطينية، ثم انتقل إلى لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، إلى أن استقل من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احتجاجًا على اتفاقية أوسلو.
ترك درويش وراءه بعد وفاته نتاجًا شعريًا عظيمًا، استطاع من خلاله أن يخلِّد اسمه في ذاكرة الأدب العربي، إذ نستحضر من بين مؤلفاته: ديوانه الشعري الأول "عصافير بلا أجنحة" تمّ نشرُه عام 1960م، وهو لم يتجاوز حين ذاك العشرين عامًا. وديوانه الشعري الثاني "ذاكرة النسيان": أحد مؤلفات محمود درويش التي كتبها أثناء حصار بيروت عام 1982م، وديوانه الشعري الثالث: "كزهر اللوز أو أبعد"، تمّ نشره لأوّل مرة عام 2003م. ومؤلف "يوميات الحزن العادي"، الذي يُصَنّف مع كتب السيرة الذاتية؛ دون فيه محمود درويش ذكريات طفولته التي عاشها في فلسطين قبل الترحيل، وكما نجد أيضا من بين مؤلفاته المهمة: مجموعته الشعرية: "لماذا تركت الحصان وحيدًا"؛ وهو عبارة عن سيرة ذاتية في صيغة ملحميّة، نُشر لأوّل مرة عام 1995م... وكما يذكر أنه في سنة 1977 بيع من دواوينه العربية أكثر من مليون نسخة، فترك محمود درويش" بيروت سنة 1982 بعد أن غزا الجيش الإسرائيلي، لبنان وحاصر العاصمة بيروت لشهرين وطرد منظمة التحرير الفلسطينية منها؛ فأصبح درويش "منفيًا تائهًا"، منتقلًا من سوريا وقبرص والقاهرة وتونس إلى باريس".
إلى أن وافته المنية يوم السبت 9 غشت في الولايات المتحدة الأمريكية، بعد إجرائه لعملية القلب المفتوح في مركز تكساس الطبي في هيوستن، التي دخل بعدها في غيبوبة أدت إلى وفاته بعد أن قرر الأطباء في مستشفى "ميموريال هيرمان" نزع أجهزة الإنعاش بناءً على توصيته، وقد وري جثمانه الثرى في 13 غشت في مدينة رام الله حيث خصصت له هناك قطعة أرض في قصر رام الله الثقافي. وتم الإعلان أن القصر تمت تسميته "قصر محمود درويش للثقافة".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العالم الليلة | انتصار غير متوقع لحزب العمال في الانتخابات ا


.. Mohamed Nabil Benabdallah, invité de -Le Debrief- | 4 mai 2




.. Human Rights - To Your Left: Palestine | عن حقوق الإنسان - ع


.. لمحات من نضالات الطبقة العاملة مع امين عام اتحاد نقابات العم




.. كلمات ادريس الراضي وخديجة الهلالي وعبد الإله بن عبد السلام.