الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غيمة وردية وقمر ازرق(قصة سوريالية)

غالب المسعودي
(Galb Masudi)

2020 / 3 / 14
الادب والفن


الحقيقة, هو حلم بدرجة عالية من الواقعية, حتى اني عندما استيقظت من حلمي هذا, ذهبت الى المغاسل لأنظف يدي مما تعلق بها من سائل دبق ,لونه مائل الى الابيض كمني ثور, يبدو ان الالهام عاد لي بعد ان استقرت علاقتي العاطفية مع غيمة وردية كنت اتفيأ بظلها من حين لحين. طيلة الفترة المنصرمة لم اكتب, بل رسمت قليلا, بعد عودة الالهام الى مخيلتي قررت ان استمر بالكتابة , خصوصا ان غيمتي الوردية صارحتني بكل عشقها وتركت علاقتها بالقمر الازرق, زارتني في حلمي هذا, كان يراودني بعض الشك بصراحتها, كونها متطلبة, طلبت مني ان ارسم لها خيطا ذهبيا من حبات المطر, كان الوضع صعبا, الحرب دائرة في ساحات الوغى وجائحة عالمية المت بي صدفة, ارضي مبتلة بماء اشجار السرو القميئة, اشجاري بدائية, تأكل ثمارها طفيليات, سراويلها متسخة من التخمة ,تعمل لخدمة كل ديدان الارض, انتابتني حالة من التنمر, قررت ان افتح قلب غيمتي الوردية, علي اكتشف لون خيوط الشك بمعرفتي الداخلية, وارتاح ذاتيا لفحوى علاقتي بالغيمة الوردية, اكتشف بقايا علاقتها بالقمر الازرق, كنت حاذقا بالشك ومحملا به حد اللعنة, هدفي البحث عن خيوط القلب ,ان كانت شفافة سأكون مرتاحا واستمر بالكتابة, وان كانت ذهبية اغادر النياط واخلو الى عزلتي, امارس اوهامي بصدق, فتحت قلبها رغم كونه مستعمل, لكنه كان محشوا بثلاث بطاريات جديدة تشبه التي تستعمل في ساعات اليد الالكترونية, معلقة بين نابضين, قررت اقفال قلبها على هذا الوضع, انتابني خوف مرعب, وضعتها بمدارها بين الغيوم, من مختلف الالوان كانت متميزة, لانها وردية, خلال مداهمتي لقلبها, كان يراقبني القمر الازرق, وتأشيرة قرنه الاعوج تشير الى خلفي, ادرت وجهي باتجاه قرنه الاعوج لاحظت, كلبا من نوع جيرمان شيفرد ظهره اسود يلاحقني بسرعة هائلة, عندما لمح وجهي استدار الى الخلف, كان كلبا شرسا انيابه تضيء العتمة, حرصت على متابعة غيمتي, يبدو انه يتابعني التقطت حجرا اسود من جانب الطريق رميته به اصاب وجهه انهارت اسنانه على اسفلت الطريق, في تلك اللحظة انتابني خوف شديد, تسلقت جدارا بجانبي ,جدار يشبه جدران جبال الفايكنك ,الناس يقفزون من الاعلى بمظلاتهم وانا أتسلق, دقات قلبي تتسارع ,بتسارع قفزات الاخرين ,تحسست جسدي واذا بي فوق صفيح ساخن, قرب مبنى يبدو مقدسا, بدى كمعبد قديم, مبني على دكة من رمل التراث, سرت بجوار جدرانه العالية التمس بابا مفتوحة, لم اعثر عليه طول مسيرتي الى الامام, لا جدوى, قررت ان انزل الى عمق الوادي, كان المعبد مربوطا الى الوادي بأنابيب تشبه تلك التي تنقل النفط, تمسكت بأحدها, دار بي بين المعبد والضفة الاخرى بحركة اهتزازية, اثارت رعبي, اندلقت على جدار المعبد , عزمت ان ادخل من الباب الخلفي ,التقطت حفنة تراب من تحت قدمي, وجدت الباب مواربا تحرسه كلاب سائبة من كل الالوان, من اللازورد المبقع الى كل الوان قوس قزح, رميت حفنة تراب قدماي عليها لم تحرك ساكنا, نامت مغناطيسيا, تصورت نفسي ساحرا فتحت الباب دلفت المعبد, كان مبنيا من ردهات طولية وعرضية بينها ممرات كأنها احجية ,الارضية مغطاة بماء مالح يميل لونه الى الاصفر, رائحته نتنة, اشخاص يرتدون لباسا طبيا, مغطين وجوههم بالكمامات, على رؤوسهم اغطية زرقاء غامقة يحملون بأيديهم ماسحات بلاستيكية, يخطون الماء جيئة وذهابا, لم يعر أي منهم لوجودي اي انتباه, هم يخطون, وانا اسير الى الأمام, علي اعثر على باب توصلني الى اسفلت الشارع, وصلت الى شباك يطل على نفس الوادي, تراجعت الى الخلف وجدت غيمتي تطير فوقي, اومأت الى كوة فيها بصيص ضوء, لاحقتها وجدت بابا مفتوحا, نزلت على درج خشبي الى اسفلت الشارع ,واذا بمدينة رائعة الجمال لكنها خالية, القمر الازرق يتابعني, يسير امامي كانه دليل ,فتشت حارات المدينة حارةً حارة, لم اجد اي اثرا لحياة, الا من ورود شوكية وعصافير محنطة, حتى الكلاب اختفت ,وقف القمر الازرق عند ركن منعزل من المدينة أومأ بقرنه الاعوج الى الاسفل, لاحظت مجموعة من السراخس, وظيفتهم تنظيف صحيات المعبد يحيطون بامرأة جميلة ترتدي فستانا ورديا, من ووجوههم ,عرفت انهم قرروا رجمها, احطت بهم اجلستها بين ركبتي كانت ممتلئة عجيزتها مدورة, ادرت وجهها على وجهي, وأشرت على كبيرهم ان يبدا بالرجم ,كان يرتدي بدلة زرقاء, حملوا حجارتهم, حاولوا الرجم ,تبخرت اجسادهم كعصف مأكول, لم اشعر بما دار في تلك اللحظة ,الا ويداي مبللتان بسائل لزج, صحوت من حلمي, ذهبت جريا الى الصحيات, لم اتبين يدي, كانت الساعة الثانية عشر والنصف على ضوء المحمول, غطيت وجهي بوسادتي ورجعت الى حلمي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأهلي هياخد 4 ملايين دولار.. الناقد الرياضي محمد أبو علي: م


.. كلمة أخيرة -الناقد الرياضي محمد أبو علي:جمهور الأهلي فضل 9سا




.. فيلم السرب لأحمد السقا يحصد 34.5 مليون جنيه إيرادات


.. … • مونت كارلو الدولية / MCD جوائز مهرجان كان السينمائي 2024




.. … • مونت كارلو الدولية / MCD الفيلم السعودي -نورة- يفوز بتنو