الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كأن شيئاً هناك

احمد ابو ماجن
شاعر وكاتب

(Ahmed Abo Magen)

2020 / 3 / 15
الادب والفن


سأحبك
مثل شجرة يابسة
كلما أقول أحبك يسقط غصن منها
وهكذا مرارا وتكرارا
حتى لايتبقى منها سوى الجذع
فيمر الناس عليه
فيظنونه شاهد قبر

________________

تعالي ننحدر
إلى سابع سماء على وجه التعاسة
لنخلق لنفسنا موتا مهيبا
ترتعد من أجله فرائص الفرح
وترقص من أجله تجاعيد الحزن
ونجزم حينها على نهاية البداية
في حين أن النهاية ابتدأت
منذ أن زق الوقت رصاصه في جمجمة التأمين الصحي
الذي وهبتيه لي بقبلة مفخخة
أكثر من تلك المرة التي بعد أن تجرعناها
عرفنا بأنها مرة
الحلاوة من بين تلك الكدمات
رسالة بيضاء
لم تبح بمشاعر أكثر سوداوية
من قرص ليزري مضغوط بضغطة القبر
رسالة بيضاء
تراهن على أن تكون حمامة كلام
في دولة وجداني المحطم بالسكوت
رسالة بيضاء
تشذب نفسها دائما
من أجل أن تكون برقية بطيئة
مرسولة من أذين قلبي إلى بطينه
في حين أن الأرض ابتلت برذاذ القمر
الذي أخذته نوبة عطاس قبل دقيقة
أو أكثر من نصف حقيقة
الحلاوة وحدها هي من تزيد وثاق الفرقة بيننا
لأننا لم نعد نبث الشكاية نحو بعضنا
لمزيد من المقت
أو ننفلت كخيط يدور بشكل غجري
كلما داهمنا العتاب
فمايجعلنا أبديين جدا
هي المرارة
وحدها قادرة على ذلك
تخلق صراعا فيما بيننا فنكون حينذٍ
فكرتين بأقطاب مختلفة
كأن أكون عدما أمام وجودك
أو تكوني آلهة أمام طبيعتي
فنحتكم حينها إلى المرآة
ونكتشف مدى أصابتنا بالهلاوس
فمازلنا ننحدر
سنصل نعم، سنصل قريباً
أشعر بذلك القرب
شيء ما يلامس شعري الآن
أعتقد أننا وصلنا أخيراً
نعم، لا لا تبا ابعدي يدك عن رأسي
لاتداعبي انتظاري مثل كلب مدلل
وتعدين نفسك أخر الارستقراطيين
من أجل أن تذيلي كتاب حياتي بتوقيعك المبهم
أو تكبسين زر الامتلاك...
في حين أنا وأنت ننحدر باطمئنان
نحو الهاوية.

__________________

الثورة
التي نفجرها كلما حل الليل
هي ذاتها التي تنفجر كل لحظة في أعماقنا
بحجج كثيرة مثل اللهفة والشوق والحنين
تترك في مدانا الداخلي
شظاياها متناثرة بشكل دائم
فنصاب بمرض مزمن أو التهاب حاد
أو ضيق في تنفس أفكارنا الضعيفة
أو قلق يجعلنا بحركتها مستيقظين
نواجه النوم برفض وعناد
ثم نضع رؤوسنا على الوسائدة
مرتجفين مثل رقاص ساعة في قبو أسود
تكتكاته تعيد الأيام إلى الوراء
تحدثني بشريط ذي لسان رمادي
أراني طفلاً يداعب الطين
ويبكي على مصروفه الذي قطعه أبوه أثناء الحصار
حتَّى يكبر قليلاً
ويبدأ بتكوين علاقات مع الجرائد المهملة
ليصنع كولاجات تأنس وحدته العتيقة
يرسم على سطح الدار ملامح لفتاة وهمية
يجلس في زاوية السطح
ينتظر من تلك الملامح أن تتحرك
ثم أنها تتحرك فعلا
بفعل الهواء العاصف
فتختفي...
أراني أكبر بسرعة
كأية إشاعة في هذه البلاد الخربة
كأية نار في في محيط غاباتٍ أسترالية
أكبر
وانتشر
واتهاوى في نفسي دفعة واحدة
فكم من مرة شعلت فتيل العشق
فأنفجر بوجهي
ونسيت أنني مخلوق
من أجل ممارسة طقوس العناء بمفردي
مثل فلاح أقسم أن لايفارق أرضه المالحة
وهو ينثر بذور عمره كل موسم
من دون جدوى
ويعلم أنها لاتصلح للزراعة
بقدر ما هي صالحة لتكون مقبرة
تفي بوعدها الأبدية
هكذا أقلب حياتي
على نار من السنوات المسرعة
حياة تسري مثل قطار سوفيتي محمل بالجنود
متوجه لساحة ستالينكراد
لايقف إلا في محطات باردة
وجدت دفئها في أحضان الموت
هكذا أنبو من مكاني
مثل طلقة ثائرة
كلما زق الصوت اسمها في ثغر أسماعي الجائعة
اسمها علامة فارقة في كل كتاب مقدس
اسمها ترتيلة الرب على رؤوس الأشهاد
اسمها حكاية عفوية لم يقصها أحد
اسمها عشاء أخير تعفن دون أن يتذوقه الحواريون
اسمها وطن يحارب نفسه بنفسه
من أجل أن لا يقال عنه جبان
اسمها ينكر اسمها
فيصدق الجميع أنه قذيفة حية منذ الإطلاق
وحتى تلاشيها في الجدار
من هي؟
هي تلك التي رسمها الطفل على سطح المنزل
بشقفة من حجارة أبليس
وانتظر أن تتحرك لاحتضانه
فحركتها الريح...... وانمحت
هي أنت أيتها الحكاية
أنت حينما ترتشفين العمر باللامبالاة
وتقلبين قلبي مثل صحيفة بالية
وتسحقين شعوري بكعبك أفكارك
وتفرقعين الكون على رأسي بعد ذلك ولم اتوجع
في الحين ذاته تقع عليك انظاري
فتتوجعين...
وتقودين الثورة ذاتها على سلطتي الضائعة
وتنبتين أنياب الإتهام في شرفة صمتي
وتحرضين الحياة والعقارب
على التهام راحتي
بعد أن تحبسين روحي في عالمك السفلي الذي تتوجتي به
فتقولين بنبرةٍ عاصفةٍ: متْ ياتموز، متْ بلعنتي
وأنا أحترق
واحترق
واحترق
حتَّى شملت بذلك الاحتراق ملكوتك
وألف جيل من أجيال عنادك ياعشتار
فوقفتُ (مُشتعلاً)
وما في الموتِ شكٌّ لِواقفٍ
(كأني) في جَفنِ الردى وهو نائمُ....

___________________________

لَستُ مِمَن يَرغبونَ بهِ
وَلَستُ على مَقاسِ أحدِهم
وأعلمُ أن لا شَيءَ هناك
لَكنِّي على الرَّغمِ من ذَلك
سَأعيشُ وكأنَّ شَيئاً هناك
حتَّى أصابعي المرتجفة
ستعيش بجانبي مثل ديكور عتيق
وكأنها أغصان يابسة
لاتتردد أبداً في أن تكون حطبا
في ليال برودهم الممتد من بداية اللهفة وحتى قتلها
لستُ فيلسوفا
لأبتكر طريقة مجدية
تساعدني في إلقاء القبض على ذهني الشارد
ولستُ رجل دين ناصح
أجمع من حولي الكثير من الأفئدة
ببعض الكلمات المبطنة بالنفاق
لستُ شيئاً على مايبدو
أقطعني مثل طريق عائم في الظلام
نهايتي مخفية عن أعينهم المكسورة
أقطعني كأي شريط سلسل
تجعد وسطه بفعل فاعل
أقسم على تجريدي من كل التهم الموجهة لي بأني أضحك
أقطعني باستمرار
وأربط طرفيَّ بسلك كهربائي متهم بعدم التوصيل
حتى أنقطع من جديد
لأكون مقاما جديدا للباحثين عن الإنصاف
مقام على شكل كتاب مليء بالكثير من الأواوين
ورأسي المدجج بالحكايات
طفل غريب
تائه بين أقدام اللاجئين البعيدين عن السماح
المرفوضين من كل حدب وخوف
المشاهدين الجيدين لسينماي
التي أقسمتْ ألا تعرضني إلا بشكل مقطَّع
مثل أغلب الشهداء العراقيين الذاهبين إلى السماء
بحافلة مفخخة..
لأبدو في النهاية لا شيء
لاشيءَ يمكنُ أن تعوِّلَ عليهِ الرغبةُ
فيرغبونَ بهِ
وأعلمُ أنني لَستُ مِمَن يَرغبونَ بهِ
وَلَستُ على مَقاسِ أحدِهم
وأعلمُ أن لا شَيءَ هناك
لَكنِّي على الرَّغمِ من ذَلك
سَأعيشُ وكأنَّ شَيئاً هناك...

______________________

لاشيء يعصر قلبي
مثلما تفعل فكرة هاوية من دهاليز الوحدة
وأنا على حين عجلة من دهري
موبوء بالفقد
أتعثر بالذكريات
ولا رسالة منهم على جانبي الحلم
يمكن أن أسند عليها تمايلي الآتي
أبكي بصوت عالٍ
أصرخ بالشدة نفسها
ولايسمعون...
في الحين نفسه يقتلني ضجيج سكوتهم
فلست أحداً منهم
أنا كلهم
أولئك الذين تخطوا من أمام عيون أوطانهم
كعبارة مسجونة بين قوسين
تتخذ من الصراخ نشيجا وطنيا
تردده آفة التيه على إنصات الموتى
ولايسمعون...
فتهيل التراب على نفسها
تلك القبور
من دون أن تربت بالدموع
على أكتاف شواهدها
حتَّى لاتزيد الطين علّة
وكأن الجثامين تود الرجعة بما تبقى منها
لتصرخ من جديد
وتنفى لمفترق طرق عبر قطارات مشحونة بالحقد
لاتألف المحطات الدافئة
ولا السفن المشرعة نحو الخلاص
أتخيل لو لم تكتشف المرآة
وكان علينا أن نرى وجوهنا بوجوه الآخرين
بوجه من سنرانا أكثر حقيقة
وكل النفسيات موبوءة بتراكماتها العنيدة
ولم نكن نرسيس
كي نرى وجوهنا في مجرى نهر هارب من بعضه
حتَّى أنهارنا التي وصفت بالعذوبة الخالدة
أصبحت الآن تشبه أفكارنا
فهي أيضا موبوء بالوحل..
حتَّى أصبحنا نراقب مجيء الموت
مثل ظل أسود كبير يجر خطاه
يدعس الأحياء فردا بعد أخر
يدعس من يبكي
ومن يضحك
ومن يثرثر
ومن يسكت
يدعسهم كلهم، فقط لأنهم طيبون
أصبحنا نلتقط أنفاسنا بعجالة
خوفا من تلك الخطوات الآتية
أصبحنا نضحك ونسخر ونغني
نضبط توقيت مزاجنا على ساعات أحبتنا
حتَّى إذا دعسنا الموت
نكون موقفا طريفا للشامتين بنا
من أجل أن يضحكوا
أو على الأقل يبتسمون فرحا
فتنساب دمائنا على الأرض
وهي ترسم علامة النصر
لأننا أصبحنا بمقتلنا سببا
في رسم البهجة على وجوهم الشاحبة
أصبحنا نعد العدة
مثل أي جندي يكدس في حقيبته متاع البقاء
وينسى دعاء أمه معلقا في ملابس البيت
أصبحنا نجهد في طلب الحياة
عاكفين على تكديس الأمنيات في قلوبنا
وننسى أنها مثقوبة
أصبحنا مشغولين بزرع الخيبة
في شوارع قلوبنا المحطمة
ونقطف ماتبقى فيها من ورد
لنقدمه هديةً لمن كان السبب
أصبحنا ننعش وجودنا
بالحزن
كمن يستخدم لإنعاش بساتينه
بعض القاذورات
حتَّى أصبحنا
وأصبحنا وأصبحنا
وأصبح الملك لله








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع