الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كورونا....ورفع اسعار المواد الغذائية

وليد خليفة هداوي الخولاني
كاتب ومؤلف

(Waleed Khalefa Hadawe)

2020 / 3 / 15
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


ما ان أعلن عن منع التجوال في بعض المحافظات، والتنقلات الا للأشغال الضرورية، حتى بدأ ت الاشاعات بأن منع التجوال سوف يعم جميع البلاد، وبدأ الناس بالتوافد على محلات بيع الأغذية وشراء المواد الغذائية وبكميات كبيرة. ونتيجة لزيادة الطلب بدأ التجار برفع الأسعار، وعلى سبيل المثال، كيس العدس زنة (10) كيلو، قبل يومين كان (11) ألف دينار ارتفع بعد يومين لدى نفس البائع الى (13550) أي بنسبة زيادة تبلغ ت22,7% وسيتضاعف سعره غدا.
والعجيب في الامر ان العالم كله في حيرة وخوف جراء الوباء القاتل الذي لا يوجد دواء يشفي منه لحد الان ،والمفروض في مثل هذه الظروف تقرّب العباد الى الله بفعل الخير والصلاة والدعاء ،كي ينجيهم من الإصابة بهذا الوباء ،الذي أصاب حتى البعض من رؤساء الدول والوزارات والوزراء وكذلك الناس البسطاء ،موقعا الالاف من الوفيات .فليس هنالك من هو محصن تجاهه "يقول الله تعالى في سورة لقمان ".....وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34)،فهل ضمن التجار عيشهم لغد حتى يضاعفوا الأرباح ويجنوا المزيد من الاموال. يقول الشاعر:
أموالنا لذوي الميراث نجمعُهــــــا *** ودورنا لخراب الـــدهر نبنيهـــــــا
إنما المكارم أخلاقٌ مطهـــــــــرةٌ *** الـدين أولها والعقل ثانيـــهـــــــــــا
والعلم ثالثها والحلم رابعهـــــــــــا *** والجود خامسها والفضل سادسها
فهل مات الجود والفضل والكرم؟ اليس النعم من الله، لمن يضاعف التجار ارباحهم فوق استحقاقهم؟ الا يقنعوا بما منحهم الله من أموال يتاجرون بها وعافية؟ وما فائدة المال إذا خطفه كورونا نتيجة الجشع والبخل؟
يقول الشافعي (رض):
‏وَاشكُر فَضَائِلَ صُنعِ اللَّهِ إِذ جُعِلَت
إِلَيكَ، لَا لَكَ عِندَ النَّاسِ حَاجَاتُ
قَد مَاتَ قَومٌ وَمَا مَاتَت فَضَائِلُهُم
وَعَاشَ قَومٌ وَهُم بين النَّاسِ أَموَاتُ
إضافة لان منع التجوال لا يعني منع حركة المواد الغذائية، ولا يعني غلق محلات بيع المواد الغذائية او الافران او المخابز او الصيدليات في الاحياء والمحلات السكنية ـ لان ذ لك يعني ان لم يقتل المرض الناس سيقتلهم الجوع. ليعرف الناس انه ليس هنالك شحة في المواد الغذائية مثل الرز والسكر والزيت والمعجون .......الخ. وعليهم ان يتسوقوا كفايتهم وبالمعقول، فهذا ليس التسوق الأخير، وليتركوا لغيرهم حصة، فكورونا لا تعني نهاية الدنيا، والله واسع الرحمة.

نأمل ان توضح خلية الازمة ذلك الى الناس من جهة، وان تسمح بحركة التسوق وامدادات الغذاء في حالة منع التجوال وفتح المحال التجارية والبقالة والمخابز .... الخ، وان توعز الى فرق المراقبة الاقتصادية في الجهات الأمنية ومراقبة الأسواق واخذ تعهدات بعدم رفع الأسعار مستغلين هذه الازمة. وعن عبدا لله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول أي الناس أحب إلى الله، فقال رسول الله (ص):" أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم تكشف عنه كربة أو تقضي له دينا أو تطرد عنه جوعا، .......الخ". الا يريد احدنا ان يحبه الله ، فليتعظ بحديث سيد الخلق محمدا وليسال الله ان يكفيه شر الوباء بحق ما قضى للناس من حاجات وبحق ما فعل من أفعال الخير ، وسيجد الله قريبا مجيبا للدعاء .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض


.. واشنطن وبكين.. وحرب الـ-تيك توك- | #غرفة_الأخبار




.. إسرائيل.. وخيارات التطبيع مع السعودية | #غرفة_الأخبار


.. طلاب بمعهد ماساتشوستس يقيمون خيمة باسم الزميل الشهيد حمزة ال




.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟