الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحب في زمن كورونا

عمار عرب

2020 / 3 / 15
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


خرج أخيرا من المعتقل بعد أن كاد يفقد الأمل بذلك !..
وقد كانت لحظة خروجه تلك أشبه بمعجزة القيامة من الموت .. و هناك خارج القبر كانت شمس الربيع الدافئة هي أول حضن دافيء يستقبله مثبتة له أنه لا يحلم وأنه فعلا حي من جديد .
لقد دخل ثائر المعتقل بعد أن كتب مقالا في إحدى الجرائد يعدد فيه إيجابيات التداول الديمقراطي للسلطة ..
لم يعرف سبب خروجه تماما ، رغم أنه سمع سجانه يقول بأن المعتقلين السياسيين سينالون عفوا من أجل "كورونا " ..
كان ثائر قد قضى وقتا طويلا في عزلة تامة داخل منفردته في المعتقل لدرجة أنه إعتقد أن " كورونا " ما هو إلا زعيم جديد من زعماء العالم الحر، هو من ضغط لإخراج المعتقلين السياسيين ..
أفكار كثيرة دارت في رأسه حينها عن سبب إهتمام"كورونا" بأمرهم ولكنها كانت في النهاية مجرد ثانويات بالنسبة له فالشيء الذي كان يشغل تفكيره أكثر من أي شيء في وقتها كان أنه أصبح أخيرا حر .. ولو بالمعنى النسبي للكلمة ..
و هنا عندما خط خطوته الأولى خارج الفرع وإذ بصوت ملائكي مألوف يناديه : ثااائر ، بدى للوهلة الأولى وكأنه صادر من إحدى خيالاته أو من ذكرياته البعيدة التي طالما رافقته في عتمة "قبره" و كانت السبب في بقائه حيا كل هذا الوقت .. وهنا إلتفت ثائر محاولا إلتقاط ملامح الوجه الذي صدر منه الصوت دون جدوى، فقد أعمت عيناه أشعة الشمس التي لم يتعود بصره على نورها بعد .. إلا أن الملامح بدأت بالوضوح أكثر فأكثر كلما إقترب وجه المرأة بخطوات متسارعة منه ..
يا الله .. هو نفس الوجه الذي طالما حلم بلقائه ..
مايا ؟ سألها بشك ، و كأنه ينتظر منها التأكيد ..
قالت له : إنتظرتك طويلا ..
أراد عناقها فعاجلته بقولها : إبتعد عني فأنا مريضة قليلا و قد أكون مصابة بالكورونا!
فسألها مستغربا: وما هذا الكورونا ؟؟
فقالت له : فيروس جديد ك الإنفلونزا لكنه ربما يكون أخطر قليلا ... لا أحد يعرف بالظبط .
فشدها إليه بحرقة وقال : يا مرحبا بأي شيء يجمعني معك من جديد حتى لو كان مرضا عضالا لا شفاء منه .. و عاجلها بقبلة كانت هي الإثبات الأخير بالنسبة له بأنه لازال حيا يرزق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يتصرف الألمان عندما يمرضون؟ | يوروماكس


.. لمى الدوري: -العراق يذخر بالمواقع الأثرية، وما تم اكتشافه حت




.. الهدنة في غزة على نار حامية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. مسلسل المانغا - بون- : وحدة تسافر عبر الزمن وتحي الموتى




.. -طبيب العطور- بدبي.. رجل يُعيد رائحة الأحبة الغائبين في قارو