الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيروس كورونا يطرق الأبواب

صادق جبار حسين

2020 / 3 / 16
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


في مقطع فديو يظهر فيه رجال الشرطة العراقية وهي تعتقل شخص وتقتاده مقيد اليدين وتضعه في حوض سياره نقل رباعي تابعه للشرطه ، كما لو كان مجرم خطير ، وبعد التحقق في الموضوع اتضح بأن الشخص مشتبه بأنه مصاب بفيروس كورونا •
وفي مقطع فديو آخر يظهر فيه احد المحتجزين في احد مستشفيات بغداد وهو يتشاجر مع الكادر الطبي المشرفة على الحجر الصحي ويطالبهم بتوفير الماء له وأسلوب الكادر الاستفزازي والصراخ عليه بالرغم من التقصير الكبير في توفير المكان الصحي النظيف للمصابين بهذا الفايروس ، حيث أظهر مقطع الفديو غرفة المريض في حالة يرثى له من حيث القاذورات والأدوات الصحية المكسورة في غرف الحجر الصحي •
وفي فديو اخر يظهر فيه شابان عرقيان يقومان بتصوير فديو في معبر زرباطيه الحدودي بين ايران والعراق يظهران فيه عدم وجود أي فرد من قوات الحدود او لجان طبيه لفحص المسافرين بل ان الحدود مفتوحه تماما في حالة من الفوضى وعدم المسؤوليه امام هذا الخطر الذي يهدد سلامة المواطن العراقي •
فبالرغم من عدد الإصابات الرهيبه في ايران واصابة العديد من المسؤولين والقادة الكبار في الحكومة الإيرانية الا ان الحدود الايرانية العراقية بقيت مفتوحة على مصراعيها امام الوافدين دون اجراءات احترازية تُذكر تتخذها السلطات العراقية من أجل الوقاية من فيروس كورونا
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ، تحدث عن دخول زوار إيرانيين إلى العراق ، ومنهم دبلوماسيين قدموا برفقة عائلاتهم هربًا من كورونا ، دخلوا عبر المنفذ دون أوراق ثبوتية ، واستقروا في فندق بالنجف ، وعندما قامت دائرة الصحة في النجف باخذ عيّنات من الدبلوماسيين وعائلاتهم ، أظهرت النتائج إصابة إحدى النساء بفيروس كورونا •
وقد سجل العراق اولى حالات الاصابة بفيروس لرجل يحمل الجنسية الإيرانية ، وجميع الحالات المشخصة في العراق لأشخاص وافدين من ايران التي تعدّ أحد بؤر الفيروس وتأتي في المرتبة الثالثة في عدد الإصابات بأكثر من 10 آلاف حالة ، وإن كانت الأرقام الحقيقية أكثر من ذلك •
فعلى الرغم من التحذيرات االتي أعلنت عنها منظمة الصحة العالمية من خطورة فيروس كورونا وعدم السيطرة عليه ، او إيجاد العلاج له ، إلا أن جميع تلك التحذيرات لم تلقَ آذانا صاغية لدى المسؤولين العراقيين ، اذ اكد مسؤول في وزارة الداخلية إن ضغوطا من بعض الكتل السياسية والاحزاب حالت دون إغلاق الحدود البرية والجوية مع إيران
وكشف المصدر في حديثه لوكالة “يقين” عن أن وزارة الصحة كانت قد أرسلت تحذير عاجلا وسريا إلى وزارة الداخلية طالبتها فيه بضرورة الاسراع بإغلاق الحدود قبل انتقال الفيروس إلى العراق ، وصرح المصدر أن وزارة الداخلية لم تستطع تنفيذ الاغلاق بسبب ضغوط الأحزاب والميليشيات ذات الولاء الإيراني •
وفي ظل واقع صحي بائس يعاني منه القطاع الصحي في العراق والذي يعاني من الفساد الذي ينخر في جسد الدولة العراقية ، فقد كانت الإجراءات المتخذة للوقاية من هذا الوباء الذي اعتبرته وكالة الصحة العالمية وباء عالمي عابر للقارات والذي اخذ بلانتشار بسرعه كبيره في جميع دول العالم هزيلة جدا •
فقد اكد النائب جواد الموسوي ، عضو لجنة الصحة والبيئة النيابية ، لشبكة رووداو الإعلامية إن "وزارة الصحة طبقت بعض الإجراءات للوقاية من فيرس كورونا وهي إجراءات ليست تامة بل أن هناك ضعف في المتابعة" •
مضيفاً أن "وزارة الصحة والمؤسسات الصحية العراقية ليست بالمستوى المطلوب وخدماتها ضعيفة في الجانب الصحي وتعاملها مع هذا الوباء الطارئ تعامل ضعيف" مشيراً إلى أن " الفيروس الذي أصاب إيران هو أخطر وأشد فتكاً من الذي أصاب الصين ونسبة الوفاة بها بإيران تصل ما بين 20 – 30 % بينما في الصين نسبة الوفاة فيها لاتتجاوز 2%" •
وأشار الموسوي إلى أنه "يستدعي من الجانب العراقي إجراءات خالية من أي تهاون ، ولا بد من وجود قرار جريء لإيقاف التبادل بالمواطنين مع إيران بشكل نهائي" •
وبين أن "الحدود ليست مغلقة تماماً هناك دخول الكثير المواطنين بين البلدين ، ونحن في لجنة الصحة والبيئة تعاملنا هو مع الجانب العراقي كما اننا اجتمعنا مع وزارة الصحة وخرجنا ببعض التوصيات بعضها تم اعتمادها من خلية الأزمة لكن بعضها لم يتم اعتمادها مثل منع تبادل الدخول بين إيران والعراق بشكل تام وإيقاف التبادل التجاري لكن لم يتم اعتمادها من قبل خلية الأزمة" •
وتابع الموسوي أن "خلية الأزمة لا تتخذ الإجراءات الصارمة والطارئة على مستوى الخطورة"لافتاً إلى أنه "لم نلمس أي دور لخلية الأزمة في مطار بغداد الدولي حيث أنهم لم يقوموا بزيارة المطار وتدقيق إجراءات الوقاية في المطار" •
وأكد لقد "طالبنا رئيس الوزراء ووزارة الدفاع بتخصيص طائرة مروحية لأعضاء لجنة الصحة والبيئة لزيارة جميع المطارات والمنافذ الحدودية البرية لنقدم الملاحظات" •
منوهاً إلى أن "الحكومة إجراءاتها ليست بالمستوى المطلوب وحسب خطورة هذ المرض وهذا يتطلب تدخل السلطة الرقابية الممثلة بمجلس النواب العراقي" •
وطالب الموسوي "خلية الأزمة ورئاسة الوزراء بإجراء تحقيق رسمي وعاجل للإخفاقات التي تم ملاحظتها في مطار بغداد ، كما انه لا توجد ميزانية محددة لهذا الموضوع لأنه طارئ لكن ميزانية 2019 عالجت ذلك ببعض الإجراءات لأنه يوجد بند بالموازنة يسمى الصرف على الحالات الطارئة لكن هناك بعض العرقلة من رئاسة الوزراء أو وزارة المالية بصرف المبالغ المخصصة لوزارة الصحة للإسراع بعملية شراء المستلزمات الضرورية والطارئة لمواجهة هذا المرض" •
مشدداً على أنه "إذا لم تستجب خلية الأزمة ووزارة الصحة باتخاذ جميع الإجراءات والتوصيات التي قمنا بتحديدها لهم فمن المؤكد سيتم استجوابهم بشكل رسمي" •
وقد أقر وزير الصحة والبيئة ، جعفر صادق علاوي ، السبت (14 اذار 2020) بأن العراق لا يمكنه أن يتحمل علاج آلاف المرضى في حال تفشي فيروس (كورونا) المستجد
وقال “لا سلطة لدينا كحكومة لمنع الزيارات الدينية ، السلطة بيد الجهات الدينية ، وإن العراق لا يتحمل علاج آلاف المرضى ، لذلك ندعو لترك التجمعات الدينية حالياً ” •
لكن الواقع مزري جدا والإجراءات الحكومية التي أعلنت عنها تزامنًا مع تصاعد خطر تفشي الفيروس في العراق لا تناسب حجم المخاطر التي يحذر منها المختصون ومنظمة الصحة العالمية ، فالاجراءات التي لجأت اليها الجهات الحكومية بالواقع إجراءات ترقيعية لا تتناسب وحجم الخطر ، من خلال صناعة كمامات وقائية محلية ومشفى كرفاني في الأنبار، ومستشفى مدمر بالحرب يتخذ كمحجر للمصابين على الرغم من أن العراق بلد غني ويمكنه تدارك الأزمة ، إلا أن ذلك ينم عن غياب التخطيط الصحيح •
أن تفشي الفيروس في العراق يعني كارثة بكل ما تعنية الكلمة ، فالمؤسسات الصحية ليست لديها القدرة على التعامل مع مثل هكذا نوع من الأوبئة ، ومما زاد الوضع سوء هو جشع واستغلال أصحاب المذاخر والصيدليات لازمة ورفع أسعار الكمامات والمعقمات التي أصبحت شحيحة بسبب الطلب المتزايد عليها والذي استغله الكثير من أصحاب المذاخر الطبية والصيدليات فارتفعت أسعار الكمامات إلى أضعاف سعرها الأصلي ، ففي الوقت الذي كان فيه قبل ظهورهذا الوباء سعر الكمامة الطبية العادية بـ 125 دينارا فقط ، إلا أن سعر الواحدة الان. بات 1500 دينار مع ندرة وجودها •
ويبقى غياب المسؤولية وعدم جدية الاجرات التي تقوم بها الحكومة العراقية والجهات ذات العلاقة امام هذا الخطر الذي يهدد سلامة المواطن العراقي قاصرة ومجرد كلام بدون تطبيق فعلي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا