الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نجاح المقاومة الجماهيرية المنظمة للاستيطان الصهيوني... جبل العرمة نموذجا

كاظم ناصر
(Kazem Naser)

2020 / 3 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


بطولات شعبنا الفلسطيني وتضحياته لمقاومة الاحتلال والتوسع الصهيوني وحماية وطنه يعرفها ويشهد بها العالم أجمع، وكان أخيرها وقطعا ليس آخرها، تصدي الآلاف من أبناء بلدة بيتا للمستوطنين وقوات الاحتلال دليلا ساطعا على عظمة شعبنا، وعلى قدرته على المقاومة، واستعداده للتضحية بأغلى ما يملك لحماية أرضه، رغم ظروفه الصعبة ومحاصرته، وتآمر بعض ذوي القربى عليه، وتخلي البعض الآخر عنه!
لفد سطر أهالي بيتا الأبطال وشباب فلسطين الذين هبوا وجاؤوا لمساعدة إخوانهم شباب بيتا من عقربا، وحوارة، وأوصرين، وقبلان، وعورتا، ويانون وغيرها من مدن وبلدات وقرى فلسطين، نموذجا بطوليا في مقاومتهم للاحتلال والتصدي لقطعان المستوطنين، وإجبارهم على الانسحاب، وإفشال محاولاتهم المستمرة للسيطرة على .. جبل العرمة .. الأثري، وعلى المزيد من الأراضي الفلسطينية.
المستوطنون الصهاينة يختارون المناطق الفلسطينية الاستراتيجية والتاريخية، ويحاولون السيطرة عليها وبناء المستوطنات فيها بدعم من الدولة الإسرائيلية، وبحماية جيشها، وللأسف نجحوا في بناء 503 مستوطنة على هضابها وجبالها وسهولها، وزرعوا فيها ما يزيد عن 800 ألف مستوطن متطرف هاجروا اليها من جميع أرجاء العالم، ولا جذور لهم فيها، ولا تربطهم بها رابطة سوى أكاذيبهم الدينية، وتزويرهم للتاريخ.
جبل العرمة التابع لبلدة بيتا من أعلى القم في جنوب مدينة نابلس حيث يبلغ ارتفاعه 850 مترا عن سطح البحر، ويطل على مدينة نابلس والبلدات والقرى المحيطة بها، ويضم معالم تاريخية رومانية وإغريقية وإسلامية من ضمنها قلعة تاريخية مهمة جدا، وابنية، ومجموعة من الصهاريج الكبيرة المحفورة في الصخور؛ فلا غرابة إذا في محاولات الصهاينة السيطرة عليه وإقامة مستوطنة على قمته، وسرقة المزيد من الأراضي المحيطة به التابعة لبلدات بيتا وعقربا وعورتا وأوصرين، وتكون بمثابة تهديد دائم لها ولسكانها.
الفلسطينيون تصدوا للرصاص الحي والأعيرة المعدنية المغلفة بالمطاط، وقنابل الغاز السام المسيل للدموع التي أطلقها عليهم جيش الاحتلال والمستوطنون بالحجارة وبصدورهم العارية، مما أدى إلى استشهاد ابن بيتا الفتى البطل محمد عبد الكريم حمايل، ابن الخمسة عشر ربيعا، واصابة 191 فلسطينيا بجروح مختلفة.
نجاح الفلسطينيون في منع الصهاينة من السيطرة على جبل العرمة يثبت أن المقاومة الجماهيرية المنظمة قادرة على وقف الاستيطان إذا توفر لها الدعم التنظيمي والمادي والحماية؛ ولهذا يجب على السلطة الوطنية الفلسطينية، والفصائل المختلفة، والأحزاب السياسية، ومؤسسات المجتمع المدني العمل معا لتشكيل لجان مقاومة للاستيطان في كل مدينة وبلدة وقرية فلسطينية، وان يشارك الجميع في حماية المدافعين عن الأرض بكل الوسائل الممكنة، وأن من واجب السلطة الفلسطينية أن تصدر تصاريحا للبناء في جميع مناطق " سي "، وتشجع، وتحميه، وتدعمه بكل الوسائل الممكنة وتعتبره من أهم وسائل محاربة الاستيطان.
ديفيد بن غوريون أول رئيس لوزراء الدولة الصهيونية صرح بعد إقامتها قائلا، بعد أن يموت هذا الجيل الفلسطيني، سينسى الجيل القادم فلسطين، وتعيش الدولة الصهيونية بأمان؛ لكن شعبنا ما زال صامدا يدافع عن أرضه، ويؤمن بتحريرها، وسينتصر حتما ما دام أطفالنا وشبابنا من أمثال البطل الشهيد محمد عبد الكريم حمايل ورفاقه يقولون للصهاينة السابقين واللاحقين نحن ننتمي إلى الجيل الفلسطيني الرابع، وما زلنا وسنظل هنا في بلدنا فلسطين، نؤمن بعروبتها، ونقدسها ونحميها، ونبنيها ونعمرها، ونجود بأرواحنا فداء لها كما جاد أجدادنا بأرواحهم عندما اغتصبتموها، وسنحررها كما حررها أجدادنا من الغزاة الذين سبقوكم في احتلالها.
الفخر كل الفخر، والإجلال كل الاجلال لشهيد بيتا الفتى محمد عبد الكريم حمايل ورفاقه الشهداء الذين أثبتوا للصهاينة، وللانهزاميين والمستسلمين والمطبعين العرب أن شعب الجبارين الفلسطيني لا يمكن كسره وسينتصر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرّ الأحذية البرونزية على قناة مالمو المائية | #مراسلو_سكاي


.. أزمة أوكرانيا.. صاروخ أتاكمس | #التاسعة




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات الميدانية في قطاع غزة


.. الجيش الإسرائيلي يكثف هجماته على مخيمات وسط غزة ويستهدف مبنى




.. اعتداء عنيف من الشرطة الأمريكية على طالب متضامن مع غزة بجامع