الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المغرب ضد الفيروس الشائع -كورونا-

عماد الحسناوي

2020 / 3 / 16
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


إن العالم اليوم يتألم ويتأثر بسبب فيروس ظهر في 2002 في جنوب اسيا وبعد ذلك توقف هذا الفيروس بعد ثلاثة أشهر، لكن بتاريخ 2012 ظهر للمرة الثانية هذا الفيروس في السعودية ، حيث حصد عدد هائل من ضحايا تجاوزت 30%. نحن اليوم في مواجهة فيروس جديد، كون أن خطورته الأساسية تتجلى أساسا في سرعة تنقله، هذا الفيروس يدعى كورونا. بداية أنا لست هنا لكي أقدم تعريفا لفيروس كورونا؛ كيف بدأ وأين... وإنما سأركز على فيروس كورونا في المغرب.
أولا هذا الفيروس كما قلت في البداية خطورته تتجلى في سرعة إنتقاله لذلك عندما سمعنا ما وقع في الصين وبعد ذلك إيران وايطاليا كان على الجهات المسؤولة أن تستخدم حس البداهة و الوضح لكي تعلم أن هذا الفيروس قادم إلى المغرب لا محاه لعوامل عدة كون المغرب لا يوفر لأبناء شعبه فرص الشغل وبالتالي نسبة كبيرة جدا ذهبت الى أوروبا بحثا عن لقمة عيش، ثم أن المغرب وجهة سياحية بامتياز.
من خلال العوامل التالية كان على المغرب أن ينطلق منها لكي يتخد الإجراءت اللازمة للوقاية من المرض.
ما يهمنا حاليا هو دخول هذا الفيروس الى المغرب؛ أنا لا يهمني هل هذا الفيروس مصدره أمريكا أو خدعة من الصين أو مؤامرة أو الإنتقال بالحروب من ماهو عسكري الى ماهو بيولوجي، أو شيء من هذا القبيل. ما يهمني هو كيف تصدى المغرب وكيف استقبله المجتمع المغربي في ثقافته الساذجة..
فيروس كورونا قام بإزالة اللثام و كشف الأوهام على مجموعة من القضايا منها ماهو متعلق بالصحة ومنها ماهو متعلق بوعي الشعب. أولا الصحة: بالعودة الى المنابر الاعلامية و القنوات التلفزية فالشعب المغربي يشاهد كل المنابر تتحدث عن مختبر واحد يتكرر اسمه أكثر من مرة وهو معهد باستور. وتكرار هذا الاسم دليل على الحالة المزرية التي يعيشها المغرب في قطاع الصحة. ثانيا وعي الشعب: هناك شعوب تتقدم بالعلم والبحث المستمر و القراءة، وهناك شعوب تهوى الغباء وتنتظر من القدر أن يفعل فعلته ويخرجهم من الأزمة.
المغرب كذلك استغرق وقتا في المختبر و أنتج لنا قصة حول كورونا، هناك من قرأ كتابا وأنتج لنا نكتة، وهناك خيرة من العلماء الكبار التي داع صوتها في العالم اجتهدت وثابرت لكي تقدم لنا أغنية.
نحن في ظل مجمتع يكرس نظاما للتفاهة بصيغة الفيلسوف الكندي الان دونو. دائما ما نضحك لكي لا نتألم في حين أننا بهذا الحل نؤجل الألم البسيط و الأولي الى ألام سيدمرنا ككل.. علينا أن نتحلى بالجدية و الصرامة، واستخدام العقل و الحكمة للحد من هذا المرض وأننا كلنا نحمل جزءا كبيرا من المسؤولية في ما سيقع لهذا الوطن. لكن هذا التجاهل جاء نتيجة إقصاءنا للجسد، وهذا مرتبط أساسا بثقافتنا التي تجعل من الجسد مصدر الغرائز و الاخطاء و الاوهام والشر. هذا الخلل في الجسد يوافقه مباشرة خلل في النفس او العقل، لأنه كما قال أرسطو إذا كانت العين حيوانا فالإبصار هو عقلها. بالتالي أي خلل جاء من الجسد فهو خلل للعقل كذلك. كما أن غاية الفلسفة المعاصرة خاصة نيتشه هي إعادة الاعتبار للامفكر فيه الذي هو الجسد، بمعنى أخر ليس نقدا للعقل وإنما محاولة منه توسيع مجال العقل لكي يشمل اللاعقل. 
التفاهة تدمر البشرية ومن ويعزز قول التافه في اللحظة الحالية كمن يعطي مسدسا للمجنون. والتفاهة تجسدت في أماكن عدة منها مواقع التوصل، منها الشارع، منها الشره في إقتناء مواد التنظيف و الوقائية و الغدائية...
في الأخير سأحاول أن أقدم بعض الإرشادات: بالاضافة الى ماهو شائع ومتوفر مثل عدم الخروج كثيرا، غسل اليدين، تجنب المصافحة، و الأماكن الممتلئة.. أدعو عامة الناس تجنب السكر الأبيض، و التركيز على السكريات الطبيعية الموجدة في الفواكه.
على التغدية أن تكون من مصادر طبيعية وتحتوي على نسب عالية من الخضر و الفواكه، كونها مصادر مهمة للفيتامينات، و شرب الماء جيدا لان شرب المء قد ينقل الفيروس الى المعدة بالتالي لن يؤثر سلبا على الإنسان كونه يستهدف الرئتيين.
ثم التركيز على فيتامين C كونه المسؤول الاساسي على تقوية المناعة وهذا الفيتامين يوجد بكثرة في الفلفل و الكيوي و الليمون... كما أنه متوفر في الصيدلية.. لكن على المرء أن لا يتجاوز نسبة 5 غرامات في اليوم لكي لا يكون له ثأثيرا سلبيا على صحة الانسان.
يجب أن نعلم أن الأخطاء هي التي ربت الانسان كما قال نيتشه ويجب أن نأمل في إرادة طيبة ستحركنا نحو الافضل بصيغة كانط.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ