الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الانانية والحرب العالمية

عدنان جواد

2020 / 3 / 16
مواضيع وابحاث سياسية


الانانية : هي حب التملك والسيطرة، وان تكون انت الوحيد المسيطر على كل شيء وتدفع الشخص الى النظر الى ممتلكات غيره والتمني في الحصول على منصب الشخص الاخر وأمواله او غيرها بما انعم الله عليه به، وهي تؤدي الى التكبر والغرور وحب المال، وهؤلاء الاشخاص لا يعيشون بمبدأ عش ودع الاخرين يعيشون، ولكنهم يعيشون بمبدأ نفسي نفسي، والانانية اليوم تحكم العالم، ولسان حال الاناني دمار العالم ولا خدش في اصبعي.
تلك الانانية اشعلت الحروب عبر التاريخ، واقربها لنا حروب امريكا في العراق وافغانستان وقبلها الحرب العراقية الايرانية، ولا ننسى الحرب العالمية الثانية، فهي جميعها اندلعت بسبب الانانية وحب الذات وداء العظمة، واليوم ترامب يعيد نفس الاسلوب ، فهو في بداية انتشار فيروس كورونا في الصين وايران، قال ان هذه الدول نظامها الصحي متخلف وهي السبب في انتشاره، وعندما وصل الفيروس للولايات المتحدة اعلن حالة الطوارئ، وطلب من علماء المان يشرعون في صناعة لقاح ، بتزويد امريكا اولا مقابل اي مبلغ يطلبونه قبل طرحه بالأسواق، فالجميع كان يتصور ان نظام الحكم في الولايات المتحدة الامريكية قائم على نظام المؤسسات والقانون، وانها ام الديمقراطية، لكن تبين ان اسلوبها هذا كانت تخدع فيه العالم حين كان العالم فيه قطبين ، قطب الاشتراكية ومتمثل في الاتحاد السوفيتي، وقطب يمثل الرأسمالية وتمثله امريكا، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتفكك دوله بفعل اموال امريكا واعلامها المؤثر في العالم، ومن خلال كرباتشوف وسوء تطبيق الاشتراكية، اظهرت سياستها الحقيقية من خلال التفرد في قيادة العالم ، واصبح شعارها اما ان تكون معي، والا فانت ضدي، ومادمت معي افعل ما يحلو لك من ظلم شعبك او قتله او تجويعه، ولا سيادة اعلى من السيادة الامريكية، فلا يسمح ان يحاسب الجندي الامريكي حتى وان ارتكب جريمة خارج نطاق الحروب، لأنه يحمل تلك السيادة.
فاصبحنا اليوم في عالم ليس فيه قيادة، ولا يوجد توازن في القيادة، وكل دولة تقول مصلحتي اولا، وفي داخل الدول فالطبقة الحاكمة اول ما تفكر فيه مصلحتها الشخصية واتباعها ، وامريكا القائدة الفعلية للعالم بفعل سلاحها واقتصادها وانتشارها في العالم، لكنها اتخذت اجراءات احادية الجانب من خلال فرض عقوبات وتجويع لدول وشعوبها، وهذا الامر اصبح غير مقبول قانونيا وانسانيا واخلاقيا، وهي لم تكتفي بالعقوبات وانما باستخدام اشد انواع الحروب قذارة وهي الحروب البيولوجية، وعدم الخضوع للاتفاقات الدولية بشان الاسلحة المحرمة ، والحد من الملوثات على الكرة الارضية، وحتى بيع النفط وضخه اصبح بيد الولايات المتحدة الامريكية واتباعها، ولا يحركه العرض والطلب كما يعتقد، ومن يتحكم بسعر النفط فعليا هم امريكا والسعودية وروسيا، وامريكا رغم انها منتجة لكنها تستورد 5 مليون برميل سنويا، وتحاول ايجاد بديل للنفط من الغاز ومصادر الطاقة النظيفة، وبانخفاض اسعار النفط سوف يحدث هبوط في بورصات عالمية وعجز في موازنات وافلاسات قد تطال امريكا نفسها،
يقول الخبير الاقتصادي الاستراتيجي طلال ابو غزالة في لقاء على قناة RT الروسية، ان سعر النفط سوف يهبط فيصل الى 20 دولار للبرميل ، واذا لم يجلس قادة الدول الكبرى والتفكير بمصلحة العالم ككل وليس التفكير بمصلحة دولهم فقط، والحاجة لصياغة نظام عالمي جديد، بعد ان انهار النظام العالمي القديم بفعل الانانية، وحوار واقعي بجلوس الحكماء في تلك الدول لحل الازمات ، والقبول بالخسارة القليلة جميعا ، وابعاد التنافس الاقتصادي الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية، والتي لا تسمح من خلاله لدول اخرى بمنافستها على عرشها، مثل ما تسعى الصين من خلال صناعتها واقتصادها الذي ينمو بسرعة ومشروعها طريق الحرير، وروسيا في الصناعات العسكرية، وايران كدولة نامية تحاول الحصول على التكنلوجيا النووية ، والذكاء الصناعي، والجهر بعدائها لإسرائيل صاحبة اليد الطولى والتأثير المباشر على القرار الامريكي، واذا بقى هذا المنهج قائما سوف تندلع الحرب العالمية الثالثة لا محال، فالشعب الايراني وهذا التجويع والحصار ورغم انتشار كورونا فلا انسانية تحرك الغرب وامريكا لمساعدتها، وعندما تكتشف الصين ان من صنع الفيروس هي الولايات المتحدة الامريكية، سوف لن تقف مكتوفة الايدي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لماذا خصّ الرئيس السنغالي موريتانيا بأول زيارة خارجية له؟


.. الجزائر تقدم 15 مليون دولار مساهمة استثنائية للأونروا




.. تونس: كيف كان رد فعل الصحفي محمد بوغلاّب على الحكم بسجنه ؟


.. تونس: إفراج وشيك عن الموقوفين في قضية التآمر على أمن الدولة؟




.. ما هي العقوبات الأميركية المفروضة على إيران؟ وكيف يمكن فرض ا