الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شهد الروح في خواتم البكاء

شجاع الصفدي
(Shojaa Alsafadi)

2006 / 6 / 8
الادب والفن


أيْ بنيْ, أما وقد جئتَ لتسكن صفحاتي التي أرقتها كهولتها, وضاقت بها السبلُ, فلَكَ يا ولدي في جعبتي أشياء لتتذكرها, لعلها تعبرُ بك من فوّهة العمر الضيّق وتعينكَ على شق الطريقِ في غاباتٍ لا تحكمها شرائع.
كُنْ يا بنيّ وترا يجيد العزف منفردا, فلا شئ يدرك قطار الغناء حين يسافر في اللحن.
وحين تدرك المكان والوقت, وتتسلل إليكَ نشوة الوصول, تمتع بنكهة المرأة الأولى, ولا تُعِر اهتماما إن أخذتكَ على مهلٍ أو على عجلْ, فبعض الأشياء تُسْلَبْ ولا تُشتَرى, تُدْرَكْ ولا تُطْلَبْ , تُمْتِعْ ولا تُشبِعْ , ولكن لا تنسَ أنكَ بعدها ستكبر وقد ينال منكَ سهم حبٍ لم تكن بانتظاره , فإن وقع الأمر , احذر يا ولدي زيف المساحيقِ وابتعد عن مجاملات الحب الكاذبة , إن أصدقَ حب هو ذاك الذي لا يعرف تعدد الألوان .
يا صغيري, من ستحبكَ ستلمس قلبها دون حاجةٍ للكلام, وتكونَ كمن مسّه شئٌ مجهول في القلب, يحثك على البحث عنه في فضاءات الحياة كلما أفَلَ نجمه.
الحب يا طفلي له استحقاقات كثيرة لا بد وأن يدركها العاشقون, وأي حب لا ينضج بما يحميه من الجوع, هو حب قاصر, ارحل عنه, فلا ينفعك زهر البرتقال بلا ثمار.
و تذكر يا بنيْ, لا تشتري الوعي من كأسٍ أنهكها الشراب, ولا تشتهي من النساء من لم تكن حرة, فهنّ يأكلن بما لديهنّ كقطة تأكل أبناءها حين تجوع, أما الحرة يا ولدي وإن جاعت لا تأكل بثدييها.
هلا أدركت يا بنيّ حبي لك في تلك الوصايا , ووعيتَ ما عنيْتهُ وما عانيتهُ لأصنعه لك ؟ , فاجعل كلامي لك سبيلا كلما ضاقت بكَ الدنيا, واعلم أنكَ عشبةٌ نبتت في صحرائي, وسمائي المعتمة قد بتّ نورها, فأكْبُر لتصير شهد الروح في خواتم البكاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??