الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى مقتل الناشطة الأمريكية -ريتشيل كورى-، 16 آذار (مارس) 2003م

سعيد جميل تمراز

2020 / 3 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


أ. سعيد جميل تمراز
في ذكرى مقتل الناشطة الأمريكية "ريتشيل كورى"، 16 آذار (مارس) 2003م:
سيبقى ذكراها وتضحياتها خالدة أبد الدهر، بعد أن أصبحت أيقونة ضمير العالم ضد وحشية الاحتلال "الإسرائيلي" وما يفعله بأهل غزة، فحين وقفت تلك الفتاة الأجنبية أمام جرافات الاحتلال لتنقذ منازل الفلسطينيين من الهدم، لم يبال بها رغم جنسيتها الأمريكية، ففعل بها ما فعل.
ريتشيل كورى (أو راشيل كورى) ناشطة أمريكية يهودية حلمت بـ«السلام»، ومناصرة للقضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين ومناهضة للاحتلال "الإسرائيلي"، وهي مولودة في العاشر من نيسان (أبريل) ١٩٧٩م، عضوة في حركة التضامن العالمية (ISM) وهي منظمة احتجاجية غير عنيفة تهدف إلى دعم القضية الفلسطينية، وجاءت "راشيل" إلى قطاع غزة عام 2003م، إبان الانتفاضة الفلسطينية الثانية، حيث عملت مع متضامنين أجانب في قطاع غزة من أجل منع هدم منازل الفلسطينيين، ولنقل المأساة التي يعيشها الفلسطينيون، وتسجل ممارسات التعذيب اليومي الذي يتعرض له الفلسطينيون، فكانت هي إحدى ضحاياه، فقد قتلت بطريقة وحشية من قبل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" في ١٦ آذار (مارس) ٢٠٠٣م، وهي في الـ (23) من عمرها، عند محاولتها إيقاف جرافة عسكرية تابعة للقوات "الإسرائيلية" كانت تقوم بهدم مبان مدنية لفلسطينيين في مدينة رفح في قطاع غزّة.
وفي حي السلام بمدينة رفح، رفعت "راشيل" شعار "كن إنسانا"، وتقدمت وهي ترتدي معطفا برتقاليا نحو إحدى الجرافات "الإسرائيلية" كي تمنعها من الاقتراب من تدمير المنازل وتجريف أراضي المزارعين، وقفت أمام الجرافة تحمل مكبرا للصوت وتدعو الجنود "الإسرائيليين" للتوقف عن عملية الهدم وتجريف الأراضي، وكانت تظن أن ملامحها الأجنبية قادرة على إنقاذ الفلسطينيين، فوقفت لأكثر من ساعتين أمام الجرافة "الإسرائيلية"، تحسب أن السائق سيتراجع أمام جنسيتها الأمريكية، فتحول دون الهدم، إلا أنه حملها لأعلى الجراف ليختلط جسدها النحيف بتراب الهدم، ثم راح يطرحها أرضا، ويدهسها تحت عجلاته مرتين.
غير أن سائق الجرافة لم يكترث لنداء الشابة الأميركية وقام بدهسها في عملية متعمدة، وتكسرت "جمجمة" راشيل وذراعيها وساقها، كل هذا ما فعله بها سائق الجرافة "الإسرائيلية"، ليستكمل هدم المنازل الفلسطينية، ورغم أنه كان يراها واقفة أمامه، بحسب النشطاء الذين كانوا مع "راشيل" حينها، إلا أنجيش الاحتلال "الإسرائيلي" قال حينها إن "كوري" قُتلت أثناء تعطيلها للعمليات الميدانية للجرافات العسكرية.
قبل قتلها، عاشت راشيل عدة أسابيع في فلسطين، سكنت في بيت متواضع لطبيب فلسطيني مع أسرته، وحين يحل الليل تجلس في غرفتها تكتب رسائلها إلى أمها، تحكي فيها عن بشاعة الاحتلال.
تقول راشيل في إحدى رسائلها: "ما أشعر به يسمى عدم تصديق ورعب، خيبة أمل، أشعر بالانقباض من التفكير في أن هذه هي الحقيقة الأساسية في عالمنا وأننا جميعنا نساهم عمليًا فيما يحدث، لم يكن هذا هو ما أردته عندما جئت إلى هذه الحياة، ليس هذا ما كان ينتظره الناس هنا عندما جاءوا إلى الحياة، وليس هذا هو العالم الذي أردتِ أنت وأبي أن آت إليه عندما قرّرتما إنجابي".
ومما قالته أيضاً في هذا السياق في رسالتها الأخيرة لأهلها في الولايات المتحدة الأمريكية: «إن أي عمل أكاديمي أو أي قراءة أو أي مشاركة بمؤتمرات أو مشاهدة أفلام وثائقية أو سماع قصص وروايات لم تكن لتسمح لي بإدراك الواقع هنا، ولا يمكن تخيل ذلك إذا لم تشاهده بنفسك».
وكانت كوري بين 8 نشطاء آخرين من حركة التضامن الدولية والذين جعلوا من أنفسهم دروعا بشرية لحماية مخيم رفح للاجئين، وقالت السطات "الإسرائيلية" في ذلك الوقت إن عمليات الهدم ضرورية لأن المسلحين الفلسطينيين استخدموا تلك المباني كساتر لإطلاق النار على الدوريات الإسرائيلية في المنطقة، أو لحفر أنفاق لتهريب السلاح عبر حدود غزة مع مصر.
ولم تكن ملابسات مقتل راشيل موضع جدل إذ أكد شهود عيان (وهم صحفيون أجانب كانوا يغطون عملية هدم منازل المواطنين الفلسطينيين) أن سائق الجرافة "الإسرائيلية" تعمد دهس راشيل، والمرور على جسدها بالجرافة مرتين أثناء محاولتها إيقافه قبل أن يقوم بهدم منزل لمدنيين في حين يدعى الجيش "الإسرائيلي" أن سائق الجرافة لم يستطع رؤية ريتشيل.
وكان الجيش "الإسرائيلي" قد أغلق ملف التحقيق الذي أجراه بمقتل الناشطة الأمريكية في عام 2003م، قائلا: "إن مقتل راشيل كان حادثا عرضيا، ولن يُحاسب الجنود "الإسرائيليون" على حادث لا يتحملون مسؤوليته".
وأطلق الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات على راشيل لقب "الشهيدة"، كما تم إطلاق اسمها على العديد من المراكز الثقافية في الأراضي الفلسطينية، ونظمت لها جنازة على غرار جنازات الشهداء الفلسطينيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعرف على السباق ذاتي القيادة الأول في العالم في أبوظبي | #سك


.. لحظة قصف الاحتلال منزلا في بيت لاهيا شمال قطاع غزة




.. نائب رئيس حركة حماس في غزة: تسلمنا رد إسرائيل الرسمي على موق


.. لحظة اغتيال البلوغر العراقية أم فهد وسط بغداد من قبل مسلح عل




.. لضمان عدم تكرارها مرة أخرى..محكمة توجه لائحة اتهامات ضد ناخب