الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رجال الدين ودورهم في انتشار فيروس كورونا

صادق جبار حسين

2020 / 3 / 17
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


في الوقت الذي تحاول فيه دول العالم والموسسات الصحية العالمية الحيلولة دون انتشار وباء فيروس كورونا من خلال اجراءات احترازية الغاية منها لحد من انتشاره اكثر كفرض الحجر الصحي ومنع التجمهر ، فقد لجأت الى ذلك العديد من دول العالم وفي مقدمتها الصين بؤرة ظهور الوباء وقد حقق تطبيق تلك الإجراءات الى الحيلولة دون انتشارة اكثر ، لكننا نجد العكس من ذلك تماما لدى بعض رجال الدين في العراق الذين اعتبروا منع اقامة الشعائر الدينة اعتراض على مقادير الله •
ففي الوقت الذي تشير فيه منظمة الصحة العالمية إلى احتمال اتساع وتيرة انتشار كورونا وازدياد عدد الدول التي اكتشفت فيها حالات إصابة جديدة ، في هذا الوقت دعا المرجع الديني الشيخ قاسم الطائي ( وهو أحد مؤسسي التيار الصدري ) إلى الاستمرار بالشعائر الدينية من صلوات الجمعة وزيارة المراقد الشيعية ، معبرعن قناعته بأن (فيروس كورونا لا يصيب المؤمنين المخلصين في ايمانهم ، بل لعله لايصيب المسلمين الملتزمين بأحكام الشريعة الاسلامية ، واضاف الطائي ان مواجهة الفيروس تاتي من خلال الاستمرار باداء شعائر الدين )
ويضاف الى الطائي العشرات من المراجع وعلماء الدين الذين اعلنوا صراحه استخفافهم بفيروس كورونا ، ويصرحون من خلال وسائل الاعلام بان هذا الوباء لايصيب المؤمن الصادق وعليه فانه ليس من الضروري اتباع الارشادات المحلية والدولية للوقاية او الخوف من هذا الوباء •
وفي مقطع مصورتناقلته وسائل التواصل الاجتماعي يظهر فيه ، رجل الدين العراقي الشيعي الدكتور الشيخ علي السماوي وهو جالس وسط مجاميع من زوارالصحن الحيدري في النجف ويخطب بهم مبدي راية في خطورة فيروس كورنا
وقال السماوي بانه ” ذرة الا واحد بالتريلون لا يرجف قلبي من هذا المرض ولا غير، وائتوني بمريض لأقبله في فمه ، إن كان يحب الحسين ، ولا أتخوف من نقل العدوى.. لم يتبق لنا إلا التسمك بطريق الحسين ، وهم يريدون منا إهمالها” •
وانتقد السماوي ، مطالبات الجهات الصحية ، بضرورة الغاء التجمعات ، قائلاً “هل سنترك مجالس الحسين ، ونترك دعاء الندبة ، وصلاة الجمعة ؟ "
وتساءل “هل أجرؤ على عدم تقبيل شباك الإمام بداعي وجود مكروب ؟ "
وقد اثارت خطبة علي السماوي ، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي ، بشأن رفضه الإجراءات المتخذة من الجهات الصحية ، لمواجهة وباء كورونا ، فيما تحدث عن رغبة متعمدة من بعض الجهات بإنهاء الممارسات الدينية ، مثل الزيارات والتجمعات وانها حرب ضد المذهب والشعائر الدينية •
وبعد خطبة السماوي مباشرة ظهرت على مواقع التواصل الإجتماعي فيديوهات لزوّار يلعقون شبابيك الأضرحة والمزارات في مدينة النجف ، في تحدٍّ صريح لقرار السلطات المحلية والدولية الصارمة للحد من انتشار وباء كورونا ، وحسب مقطع فيديو انتشرعلى مواقع التواصل الاجتماعي يظهر مجموعة شباب من داخل صحن الامام علي بن ابي طالب في مدينة النجف وهم يهتفون ( يم حيدر قاضي الحاجات ، عيب نلبس كمامات ، من كورونا متخوفين ، عندكم تخلف في فهم الدين ، حيدر يشفي المتمرضين ، هاذي السوالف فلم هندي ، ما تعبرعلى الجندي المهدي ، هو يعقمنا وما يعدي ، هويدخلنا الجنات ، نقسم بحسين الي مامات ، نلبس عيب كمامات )
وتحت ضغوطات من قبل جهات عده مسيطرة على القرار الحكومي في مقدمتهم مقتدى الصدر فقد فتح مقام الإمام علي أمام الزوار، حيث تجمع آلاف من مناصريه لإقامة صلاة الجمعة في مسجد الكوفة ، لكن أن الصدر لم يحضر الصلاة ، واكتفى بإرسال ممثل عنه •
ولا يعتبر هذا التصرف غريب فقد دعا رجل الدين الإيراني البارز علي رضا بناهيان الإيرانيين لنشر فيروس كورونا وذلك من اجل التعجيل بظهور المهدي المنتظر، مؤكدًا أن تفشي الفيروس علامة من علامات ظهور المهدي الذي يعتقد الشيعة بغيبته وظهوره في آخر الزمان •
وأوضح “بناهيان” المقرب من المرشد علي خامنئي ، وفقا لوكالة أنباء تسنيم المحلية ، أن انتشار الأمراض والوباء مثل فيروس كورونا هو مقدمة لظهور الإمام المهدي الغائب
ونقلت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية عن علي رضا بناهيان ، المقرب من المرشد الأعلى علي خامنئي قوله إنه “وفق الروايات ظهور الأمراض والأوبئة ومنها كورونا هو مقدمة لظهور الإمام المهدي” ودعا الإيرانيين إلى نشر الفايروس بين الناس ، لأن ذلك سيعجل بظهور المهدي على حد تعبيره •
وذكر عنه ”وفقا للروايات الشيعية فإن قبل ظهورالإمام المهدي ، فإن العالم يعاني من مخاوف واسعة النطاق والعديد من المشاكل الاقتصادية وكثرة الوفيات ، وسيحتاج الناس إلى حكومة دينية يقودها الإمام المهدي“ •
ويؤكد اخصائيين ان هذا هو سبب انتشار فيروس كورونا بشكل واسع في ايران التي تعتبر بؤرة انتشار فيروس كورونا بعد الصين في اسيا •
ولا يحصر هذا التفكير على الشيعة فقط بل انه تخطاه الى رجال الدين السنة في تعاملهم مع هذه الكارثه التي باتت تهدد جميع المواطنين •
فبعد التأكد من الإصابات بفيروس كورنا في اربيل والسليمانية وكويسنجاق انتهت إحداها بالموت ، والتي اغلبها أصيبت بسبب اشخاص كانوا في ايران وعادوا ، فقد إتخذت حكومة إقليم كوردستان إجراءات احترازية أكثر صرامة للحيلولة دون انتشار الفيروس في عموم الإقليم وعليه أوعزت الحكومة بحظر جميع التجمعات وإغلاق المساجد ومنع إقامة صلاة الجماعة في كافة مساجد الإقليم ، بسبب انتشار فيروس كورونا في بعض المدن و خضوع الآلاف من المواطنين للحجر الصحي بعد عودتهم من إيران خلال الفترة الماضية •
لكن في الوقت ذاته ارتفعت اصوات معارضة القرار الحكومي بغلق المساجد ، واعتبروا أن غلق المساجد لم يرد أبداً في الشرع ، وان جميع الروايات تجمع على أن صلاة الجماعة لم تتوقف عندما انتشر وباء (الطاعون في عهد عمر بن الخطاب)
وعلى الرغم من منع إقامة صلاة الجمعة في إقليم كوردستان ، أصر بعض المواطنين على أداء صلاة الجماعة ، وحسب مقطع فيديو انتشرعلى مواقع التواصل الاجتماعي يظهر مجموعة من المصلين وهم يصلون أمام الجوامع لايمانهم بفتوى المجلس الأعلى للإفتاء في إقليم كوردستان الصادرة في 3 اذار 2020 ، والتي نصت على (مَن مات بفيروس كورونا يعدّ شهيداً ) وذالك استناداً للأحاديث النبوية الصحيحة التي تؤكد ان (من مات بالطاعون فهو شهيد) والشريعة الاسلامية لا تفرق بين من مات بالطاعون او من مات بفيروس كورونا •
فهل هكذا تصريحات وتصرفات من رجال دين يتبعهم الالاف تدل على ايمان قوي بقضاء الله وقدرة ام تدل على جهل وتخلف سوف يجر الويلات والبلاء لأناس لاذنب لهم ولا يؤمنون بخرافاتهم •








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - امة التناقض وتدجين العقول
سمير آل طوق البحراني ( 2020 / 3 / 18 - 06:35 )
في الوقت الذي يقولون ان الامام علي كان جالسا قرب حائط وعندما علم بانه آئل للسقوط قام وابتعد عنه فساله احدهم لماذا فمت يا امير المؤمنين فاجاب الامام علي ابتعدنا عن قضاء الله والتجانا الى قدره وهذا يعني بكل وضوح وبدون شك او ريب ان الاخذ بالاسباب هو قضاء الله وقدره. لماذا لان الله خلق قوانين غير قابلة للنقض وهي ان سقوط اي حجر من جدار بالي قد يسبب وفاة وهو قضاء الله والابتعاد عنه الى مكان سليم هو قدر الله وهذه سنة الله في خلقه. وتعضيدا لهذا المبدا نذكر بقصة الاعرابي الذي زار الرسول وعندما ساله الرسول اين ناقتك يا اخا العرب قال: تركتها سآئبة وتوكلت على الله فقال له اخطات يا اخا العرب وقال له قولته المشهورة: اعقل واتكل. اضافة الى ما تقدم نسال رجال التخدير ـ رجال الدين ـ لماذا انهزم المسلمون في احد وانتصروا في بدر؟؟؟. ان اعتراض رجال الدين على منع التجمعات الدينية لان كل ما يجري هو قضاء وقدر وان من يموت من الفيروس هو شهيد او ان اضرحة الاولياء لا ينالها اي مكروب هو ادعاء خال من الحقيقة وعلى المدعي البينة. اذا كانو حقا صادقين فيما يقولون كما قالها احد رجال الدين بانه اجرى اختبار على احذية


2 - امة التناقض وتدجين العقول ـ تابع
سمير آل طوق البحراني ( 2020 / 3 / 18 - 06:36 )
زوار الحسين مع طبيب مشهور في كربلاء فاثبت الاختبار بان الاحذية خالية من الميكروبات وعند اخذها خارج كربلاء ب اربعين مترا رجعت الميكروبات الى الاحذية وهذا يعي ان تراب ارض كربلاء هو قاتل للجراثيم فلماذا لا يستدعون علماء من الغرب لاخذ عينات من التراب لتجريبه في المختبرات وبهذا ينفذون اليشرية من شر هذا الفيروس القآتل ويكون فخرا للاسلام وللمذهب الشيعي شمعة يستضاء بها؟؟. اخي الكريم انها المتاجرة بالدين ولا عزاء للمغفلين.استمع الى الفيديو ادناه وما ذا يقول هذا المهرج. فهل ترتجي من امة وضعت عقولها في ايدي هؤلاء اي تقدم او اي عيش كريم وهي تؤمن بضاء الله وقدره المغلوط تاويله للسكوت على ما يفعل بها ونسبته الى الله.انها السنة الاموية التي اتخذت من القضاء والقدر وسيلة لتثبيت دولتها.
https://twitter.com/husain_khamis14/status/1239274752751079424?s=12


3 - الاخ سمير ـ سقط عن فكرك سهوا. يجب التذكير
سهيل منصور السآئح ( 2020 / 3 / 19 - 04:39 )
تعقيبا على قول من جرى اختبارات على احذية الزآئرين وخلوها من الفيروسات والجراثيم اقول اليست مساجد وجوامع وبيوت الشيعة مملوءة بالتربة الحسينية وهي مصنوعة من تراب كربلاء فلماذا لا يعقمون بها العراق اولا وبعدها ايران دولة (الولي الفقيه) الممثل الشرعي للامام الغآئب وبعدها بلدانهم فاذا نجحت عملية التعقيم بعدها تكون التربة تجارة رابحة لدولة العراق بل ستفتح الابواب مشرعة لدخول الاسلام واعتنقاق المذهب الشيعي الاثاعشري وعندها نستطيع ان نتحدى الغرب الكافر. وما ذا عن تراب مكة وماء زمزم الذي يشتريه الحجاج باموال طآئلة ولماذا تجاهلت الدولة السعودية عن تحلية مياه البحر الاحمر وبيعه باسم زمزم لتكون تجارة رابحة ام اللعبة لا يتقبلها الا السذج من المسلمين؟؟. اخي الكريم. ان ما يجري في عالم اليوم من وباء الـ Corona اظهر زيف الادعآءآت الفارغة من فوآئد ما ادعاه المسلمون من الادوية الناجحة كـ حبة البركة وبول البعير وماء زمزم واتربة الاماكن المقدسة الذي خدعوا دهاقنة الدين بها الناس لابتزاز اموالهم.وماذا عن الادعية والابتهالات ومفعولها؟. العلم هو الركيزة التي يجب الاعتماد عليها ولا شيء غير ذالك. هذا قضاء الله

اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا