الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وداعاً للمقاومة: انقعوها واشربوا ماءها

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2020 / 3 / 18
الارهاب, الحرب والسلام


تطورت، في الآونة الأخيرة، أساليب وتكتيكات الحروب وطرق الرد المباشرة وعملية إدارة الصراعات، خاصة المزمنة منها، لاسيما بعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر، ومغامرتي العراق وأفغانستان الفاشلتين، اللتين أحدثتا تحولاً نوعياً في طريقة تفكير، كما بإدارة الحروب والأزمات في المناطق الملتهبة والساخنة، وعلى الخصوص منها الشرق-أوسطية، وقد كان ما يعرف بـ"الربيع العربي"، ثورات وحروب "أوباما"، هي التجلي الظاهري الأمثل لنمط جديد من الحروب الناعمة وبالوكالة، الـG4، التي تعتمد تفجير وتخريب المجتمعات من الداخل وإشعال الحروب والفتن الأهلية فيها، وتدميرها، ومن دون أن تطلق الولايات المتحدة، طلقة واحدة، أو ترسل، وتخسر جندياً واحداً، رغم الخراب الهائل والأثر المدمّر الذي خلفته وراءها.
فجأة، وعلى حين غرة، ومن دون إنذار مسبق، ومنذ حوالي الأشهر الثلاث، حملت الأخبار الواردة من عمق بلاد التنين انتشار فيروس قاتل ومرعب في مقاطعة "ووهان"، الصينية، الذي انتشر كالنار بالهشيم وسرعان ما وجد طريقه لدول العالم قاطبة، وإن كان لهذا الانتشار تفسير وشرح ورؤية خاصة، لكنها، بالمطلق ليست محور مبحث ومشغل هذا المقال، إذ سيبقى تركيزنا محصوراً بالموضوع الأهم وهو همروجة ما يسمى "مقاومة" المشروع الغربي والصهيوني بالمنقطة.
فقد رفعت "بـُعيض"(تصغيراً لبعض) دول بالمنطقة، وأخذت على عاتقها موضوع مقاومة ما يطلقون عليها اسم "المشاريع الغربية" بالمنطقة، وليس مصادفة بهذا الصدد أن تكون إيران "المقاومة" واحدة من رؤوس الدول المستهدفة بقوة بما يمكن تسميته بالجيل الخامس الـG5، من الحروب بعد أن تعرفنا وخبِرنا الأجيال الأربعة المتلاحقة، ووفقاً للرئيس الإيراني الملا حسن الروحاني، فلقد أنهكت، ودمّرت العقوبات الاقتصادية والحصار إيران، أو الجيل الرابع من الحروب، ولم تستطع إيران المقاومة عمل أي شيء للتصدي، و"مقاومة" الجيل الخامس من الحروب "كورونا"، الذي ضربها وأقعدها وزلزل كيانها، وكان بمثابة الضربة القاضية لعاصمة المقاومة، التي لن تصحو ولن تنهض من كبوتها و"سكرتها" لعقود.
لقد قدّم أمراء الحروب الدولية أنماطاً جديدة من الحروب والصراعات والمواجهات التي أخذت طابعاً خفياً و"ناعماً" عبر الإعلام، والمال، والاقتصاد، والدعاية، والتهويل، وأخير وليس آخراً حرب الفيروسات التي أكدت التصريحات الصينية رفيعة المستوى على لسان الناطقين باسم الدفاع والخارجية في "بيجين"، والردود الأمريكية عليها، تورط الولايات المتحدة إلى حد كبير في نشر الفيروس الذي عطّل الحياة العامة بالصين، وأصابها بالشلل التام، فيما يشبه حالة الخروج من حرب مدمرة، إذ خلت المدن والقرى والشوارع والأرياف والمصانع وكل مراكز التجمع المعوفة (جامعات، مدارس، مصانع، أسواق، مولات...)، من روادها، ناهيكم عن الخسائر المهولة بتريليونات الدولارات التي أصابت عصب الاقتصاد الصيني العملاق الذي كان قد تربع على مقربة لصيقة من الناتج القومي الإجمالي للولايات المتحدة الذي يفوق عشرين مليوناً من التريليونات الدولارية الخضراء بنمو اقتصادي عال تخطى الولايات المتحدة بأربع نقاط.
وإن استطاع التنين الأصفر العملاق، وبأساليب الرد غير المتماثلة وغير التقليددية، وبنفس الطريقة رد الصاع صاعين للأمريكان واحتواء الهجوم البيولوجي الأخطر، فلم تستطع إيران، المقاومة، وهي التي تتزعم وتحمل راية المقاومة، فعل أي شيء ولا إعلان الحرب، ولا حتى امتلاك أدنى معرفة حول كيفية"مقاومة" مجرد "فيروس" خفي غير مرئي وهي تُستنزف مادياً واقتصادياً، كما أن صواريخ رعد، وشهاب، وشلال، وزلزال، وقهار، و"هوسين"، وعثمان و"رمضان" بات يأكلها الصدأ في مخازنها.
لقد تبين تماماً، أنه لن تكون هناك بعد اليوم، وليس بنيّة، المعسكر الغربي، خوض أو إشعال حروب ومواجهات تقليدية وعسكرية، ومع تطور وتنوع تكتيكات وطرق الحروب، ينبغي بالمطلق، والمنطق، وبالمقابل، تغيير وتطوير أساليب الرد، أو ما يعرف هاهنا اصطلاحاً باسم "المقاومة" بأساليبها التقليدية القديمة والبالية المتهالكة المعروفة التي أصبحت من الماضي والتي قد تصدأ أسلحتها و"صواريخها" في مخازنها، وربما التخلي عن كل أدواتها القديمة والبالية.
وفي العرف الرئاسي الأمريكي، والتقاليد الانتحابية فأن لكل رئيس امريكي حربه وجيشه الخاص به ومشروعه الحربجي الذي يتقدم به مع الـC/V الترشيحي للمنصب الأول البيضوي الـ Oval...وإذا كان الجيل الرابع هو الحروب اللا متماثلة واللا متناظرة وحروب الوكالة "الناعمة" والخشنة فالجيل الخامس الـG5 من الحروب على ما يبدو، وربما بالمؤكد، هو نجم المرحلة وعلى الطاولة وهو حرب الفيروسات والبيولوجيا الطائرة....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل باتت الحرب المفتوحة بين إسرائيل وحزب الله أقرب من أي وقت


.. حزمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا وإسرائيل وتايوان..إشعال ل




.. طلاب جامعة كولومبيا الأمريكية المؤيدون لغزة يواصلون الاعتصام


.. حكومة طالبان تعدم أطنانا من المخدرات والكحول في إطار حملة أم




.. الرئيس التنفيذي لـ -تيك توك-: لن نذهب إلى أي مكان وسنواصل ال