الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عدنان الزرفي على مقصلة الاقصاء!

عبدالله صالح
(Abdullah Salih)

2020 / 3 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


ما أن اعلن برهم صالح عن تكليفه عدنان الزرفي بتشكيل الحكومة، حتى برزت الخلافات بين أحزاب المحاصصة وبالأخص بين الكتلة التي تعتبر الذراع السياسي للحشد والاقرب الى ايران أي الفتح مع بقية الكتل التي أيدته أو التزمت جانب الصمت إزاء ترشيحه.

اللجنة السباعية التي شكلتها الكتلة الشيعية لتحديد المرشح لهذا المنصب، وبعد مشاورات مستفيضة، لم تتفق على مرشح معين مقبول من قبل تلك الأطراف، وهو ما يشير دون أدنى شك الى التخبط والتشرذم الحاصل بين هؤلاء وقد زاد من تفاقم هذا الوضع الانخفاض الحاد في أسعار النفط و انتشار وباء كورونا .

ان انتخاب الزرفي باعتباره سياسيا من الصف الثاني لم يأت اعتباطا ولا صدفه فهو أولا خبير في " الفقه الإسلامي الشيعي "وهو الخيط الرفيع الذي ربما تعلق عليه إيران الآمال، وعاش حوالي عشرين سنة في الولايات المتحدة وهو ما تفضله أمريكا، وينوي انتخاب وزراءه، وكالعادة، من أطراف المحاصصة، ولكن التكنوقراط منهم! أي ان حَلبْ الوزارات سيبقى مستمرا وهو ما تريده الأحزاب الحاكمة داخل السلطة الطائفية والقومية، ولكن ومع كل هذه " المميزات " الا ان الجهة التي رفضت وترفض كل من جاء ترشيحه من قبل السلطة، أي الجماهير المنتفضة، هي التي ستحدد مصير هذا المرشح وتدفع به دون شك الى نفس المصير الذي لاقاه أسلافه وذلك لعدة فرضيات ومنها:

لنفترض بان الزرفي شكل كابينته الوزارية من أصحاب الكفاءات، ولنفترض بأن الكابينة حصلت على أصوات البرلمان ، وان الزرفي تولى قيادة البلد ودعمته كل من ايران وامريكا ! إلا أن هناك أسئلة ستبقى تطرح وبإلحاح:

اين الجماهير المنتفضة من هذه الفرضيات؟ وكيف سيمارس سلطته وهناك سلاح بيد ميليشيات منفلتة العقال تمارس السلطة خلف الاسوار وتعيث في الأرض فسادا؟! ومن اين يستمد القوة التي تمكنه من حصر السلاح بيد الدولة؟ وما هي خطته إزاء الوضع الصحي الحالي؟ وما الذي سيفعله إزاء خزائن وزارة المالية المفلسة؟ وهل سيستطيع إعادة الأموال المنهوبة من زعماء أحزاب المحاصصة الطائفية القومية؟

كل هذه الفرضيات تجعل حتى من هم بعيدون عن السياسة كي يعتقدوا بأن الزرفي لا خيار أمامه سوى الهروب الى الامام ليلتحق بمصير اسلافه ويتجه نحو نفس المقصلة!

ان هذه السلطة وبكل مؤسساتها وركائزها الداعمة، سياسية، اجتماعية، عسكرية، دينية وفكرية هي منظومة واحدة يجب ان تسقط وترحل.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العراق: السجن 15 عاما للمثليين والمتحولين جنسيا بموجب قانون


.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. هل تنهي مفاوضات تل أبيب ما عجزت




.. رئيس إقليم كردستان يصل بغداد لبحث ملفات عدة شائكة مع الحكومة


.. ما أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطنون في شمال قطاع غزة؟




.. كيف تحولت الضربات في البحر الأحمر لأزمة وضغط على التجارة بال