الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


موجز الأنباء

عبد الحكيم نديم

2003 / 4 / 14
الادب والفن


 

قرأت المذيعة الأنيقة الحزينة موجز الأنباء
 في الفضائية المشوشة للأحداثِ،
فرح الشعب بسقوط الطاغية!
وذهول الطبالين لمسك الخطوط الوهمية
فموجز أنباء ساعة النصر :
 الجداول يابسةٌ، ودماء الجماجم الطّرية
أمطارٌ تحملها الغيوم الرمادية
 نحو حواش الشّمال الحبيب
وخلف خطوط الجنوب
 توابيتٌ
 وجوهٌ
 لا تعرف قاتلها وتاريخ الإصابة الأبّدية!
هياكلٌ جوزّية اللون في عمق تاريخ المأساة
غاصّة حدّ النسيان
 في وحل بكاء كتم الأنفاس
خدودٌ خلف القضبان
 حنطّتها حرارة طعن الأقزام!
الأقنعة السوداء على طول الوطن تنشر الُرعب
 أشلاء بلا رأس
 تؤرخ مسيرة سنين الحِرمان
هياكلٌ ...  دهاليزٌ،
 تحكي مجازر ثقافات عنف الجرذان
يا زارع وهم الحشود الخائفة!
أين بغداد  المدّججة بالرقيب ومسيرات السّلام؟
الوطنُ في كف الجِن والمارد يلهث
 اينَ المْهرب من جحيم اللعّنة
ومن لهيب النيران
البحرُ يلعن زمن الجفاف
وعيونٌ غائرةٌ فوق جسر الشهداء
الأرضُ تلعنُ
والسماء منذ عقود لا تعرف افقها بسمة
غير سُحُباً داكنة
والقصور عامرة بالآهات
 وجلابيب النِّساء مخضبة بالسّواد
لا طيفٌ غير طيف الخلاص
 ورقصة الشعب
تحكي سقوط النمور الورقية وعواء الذئاب
زغرودة طويلة بعد سنين العناء
صورة من خزين الذاكرة الحزينة
غريبٌ من بين ثقوب الأبواب الموصدة
طفلةٌ تتكأ على طفولتها المسروقة
 تبحث بين الأكوام،
ذراعها الطائر ليعانق عدالة الصِدام!
بحثاً عن حنان أب مفقود
 في حروب أخطاء أشباه عساكر الرجال
طفلٌ لا يعرف أباه
 يحبو بنَسَبِه الضائع بين الغرف الإنفرادية
يتأمل بصيص أمل
 خلف الهياكل العظمية المنصوبة منذ عقود
في الساحة الضّيقة المسكونة بآهات البشر
وفي نصب ساحات التحرير وغزو الحرية 
لا صوت غير صوت القائد
ولا سجون غير سجون القائد
هذا قصر الحياة
 وتلك قصر السجود،
وعلى أطرافه صرائف الحرمان
تخنقها الفاقة
 رجال صنعوا الكرامة بمجد الصمود
تتحسر المذيعة الأنيقة
 على مجد قائد الضرورة
 ولزمن الهروب
تُباً لأكذوبة نيسان الحروب
 ويا حسرتاه!
لصوت الثورة المسروقة من رجالها
ألف تحية من الأعماق
لرجال الحواسم المسحوبة باتفاق
أهذا كان وجه العراق،
 وسيف قائد العراق؟
المذيعة الأنيقة الحزينة
 في فضائية الإستلاب
وماذا عن حرب المدن الموعودة
 ومعارك الحواسم
 وذبح رجال العلوج ونسف الزقاق!
و صوت المراسل
القابع في الطابق السفليّ مدويّاً
وا لصلاح الدين العصر!
 ولسود القلوب والجباه!
تذوب القيادة الحكيمة

 في وحل الهزيمة
 بسرعة البرق
وتُسحب الأشبال الذهبيّة
 والنمور الورقية من قفاه!
يا سيدتي الأنيقة الحزينة عظم الله أجركِ
لا يجدينا النعيق والعناق
ولىّ زمن النفخ والشِقاق
وانتهى نظامنا المشيّد بالجماجم
 ورخاء أحفاد الرفاق!
عاد الوطن لشعبه
 والشعب المجاهد للعراق
عراقنا للعراق!
 والوطن الحبيب هو العراق ...

 

                                         عبد الحكيم نديم
                                                                        شاعر وفنان تشكيلي


 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟