الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحصار على إيران في هذا الظرف الاستثنائي.. كشف لعورة العالم (المتحضر)

محمد عبد حسن

2020 / 3 / 19
حقوق الانسان


في هذا الظرف الاستثنائي الذي تستنفر فيه دول العالم كلّ طاقاتها لمواجهة فيروس (كورونا) العابر للقارات.. وفي الوقت الذي أبدت فيه دولًا كبيرة فزعًا من وصول هذا المهاجر، غير الشرعي، إلى أراضيها مطالبة بتخصيص عدة مئات من ملايين الدولارات لمواجهته والحد من انتشاره؛ يعيش الشعب الإيراني، الذي تعدّ بلاده ثاني أكبر بؤرة يتركز فيها الوباء بعد الصين، حصارًا خانقًا مفروضا عليه منذ سقوط نظام الشاه عام 1979 ولحد الآن.
ولتجنّب الإطالة باستعراض معلومات يعرفها الجميع؛ فإن الحصار الأمريكي على كوبا لم يسقط نظام (فيدل كاسترو). والحصار الجائر الذي فرض على الشعب العراقي، بعد اجتياح النظام السابق لدولة الكويت، في تسعينيات القرن الماضي.. تضرّر منه الشعب بالدرجة الأساس. ولمن لا يعلم فإنّ وقتًا قصيرًا على أيّ من محركات البحث المتاحة على الانترنت كفيل برسم صورة واضحة ليس لأعداد ضحايانا حسب.. بل وللآخر الذي يحاول البعض تجميل صورته.
وليس دفاعًا عن إيران.. ولا ترويجًا لهيكلية نظامها وشكله وسياساته؛ أقول: لقد خاضت إيران، ولثماني سنوات، حربًا طاحنة وهي تحت الحصار، بل وفقدت خلالها، في أحداث عنف في الداخل الإيراني عام 1981، الكثير من قيادات الثورة ومنظريها البارزين دون أن يكون ذلك كفيلًا بإسقاط نظامها كما أراد البعض.. بل أتاح لها الحصار فرصة بناء قدراتها بشكل غدت معه قوة مؤثرة في المنطقة، وهو ما لم، ولن، تفعله دولنا العربية، حفظها الله ورعاها، مجتمعة.
وإذا كنّا نتفهّم موقف منظمات حقوق الإنسان، ذات العين الواحدة العوراء، ومنظمات المجتمع المدني التي أنشأها، ويدعمها، العالم الآخر لخدمة أجندته.. فما لا نتفهّمه، ولا نقبل به، هو موقف نخبنا ومثقفينا من الحصار المفروض على الشعب الإيراني في هذا الوقت تحديدًا، في حين تُرصد ملايين الدولارات لمحاصرة الفيروس والحد من انتشاره.. أمْ أنّ البعض، في الداخل والخارج، قد اكتفى بوهم هامش (الحرية) المتاح له ليمارس (حريته) دون إزعاج!؟
ألا ينبّهنا ذلك إلى إعادة النظر ليس في دعاوى ومسمّيات حقوق الإنسان حسب.. بل وفي منظومة أخلاقنا وقيمنا الجديدة المكتسبة؟ الم نكن، نحن العرب والمسلمون، نفاخر غيرنا بالإيثار والسمو.. وبأن صلاح الدين الأيوبي قد أرسل طبيبه لمعالجة عدوه.. بل وأنتجنا من أجل ذلك الأفلام ودبّجنا الكثير من القصص والمقالات؟
أليس من الضروري، بل الواجب، رفع الصوت عاليًا لرفع الحصار عن إيران، في هذا الوقت، بما يمكّنها من توفير الاحتياجات الطبية والإنسانية لشعبها في هذا الوقت العصيب الذي يشهد تدهورًا خطيرًا لأسعار النفط؟ أم أنّنا، الآن، مصداق لقول شاعرنا الكبير (مظفر النواب) في وترياته:
هل عرب أنتم !!!
"ويزيد" على الشرفة يستعرض أعراض عراياكم
ويوزعهنّ كلحم الضأن،
لجيش الردة !!!
هل عرب أنتم !!!
والله أنا في شكّ في ذلك من بغداد إلى جدّة
هل عرب أنتم
وأراكم تمتهنون الليل
على أرصفة الطرقات الموبوءة
أيام الشدة !!!
قتلتنا الردة .. قتلتنا الردة؟؟
إنّ الواحد منّا يحمل في الداخل ضدّه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمريكيون يتظاهرون أمام البيت الأبيض للمطالبة بوقف حرب إسرائي


.. ليبيا.. ترحيب بأوامر اعتقال بحق ستة أشخاص متهمين بارتكاب جرا




.. -الخسائر بلبنان غير مقبولة-.. المتحدث باسم الأمم المتحدة: أو


.. موفدة العربية ترصد تطورات التصعيد على الضاحية ومأساة النازحي




.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - ‏الأمم المتحدة تدين العدوان الإسر