الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أليست هذه كذبة!!

ثائر زكي الزعزوع

2006 / 6 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


إن كان التاريخ لا يعيد نفسه، وإن كنا لا نستحمّ بمياه النهر مرتين، فلماذا إذاً تتشابه مآسينا؟ ولماذا، وفي كل مرة يقرر الجلاد أن يستبيح إنسانيتنا يكرر تجاربه نفسها، دون أن يضيف عليها رتوشاً تضفي بعداً آخر للمشهد... قبل سنتين وحين تناثرت صور سجن أبو غريب اللاإنسانية واللاأخلاقية لم نتعب كثيراً في إيجاد شبيه تاريخي لها، فقلنا جميعاً بما يشبه توارد الأفكار: أبو غريب يشبه غوانتانامو، وحين اقتيد صدام حسين معتقلاً مكبلاً بالسلاسل تداعت إلى الأذهان وعلى الفور صورة عمانوئيل نورييغا الرئيس البنمي الذي رأت إدارة جورج بوش الأب فيه حاكماً غير شرعي لشعبه، واقتيد مخفوراً بالسلاسل ليزج به في أحد سجون الولايات المتحدة الأميركية بتهمة تزوير الانتخابات في بلده، هاتان حادثتان تفندان كذب مقولة (التاريخ لا يعيد نفسه)، الحادثة الثالثة مازالت وقائعها تطفو على السطح وكل يوم تتكشف فضيحة جديدة تتعلق بها، الحادثة تتعلق بمجزرة (حديثة) العراقية التي تشبه مجزرة (مي لاي) الفيتنامية بل وتتطابق معها في بعض التفاصيل، ألا تتشابه صور الجثث المكدسة التي خلفها جنود المارينز وكأنهما التقطتا في مكان واحد، إذن فالتاريخ يعيد نفسه وهو في كل مرة يعيد نفسه تكون أداة الإعادة واحدة وهي عصا الديمقراطية الأميركية التي تحمل من الذرائع والحجج ما تضيق عن استيعابه مجلدات... حتى صرنا وفي دواخلنا نسخر من الديمقراطية التي تنادي بها الويلات المتحدة الأميركية، وهذا ليس خطأً مطبعياً فأنا أقصد الويلات لا الولايات فحيثما حلّت جيوش الديمقراطية، تحلّ الويلات التي لا نهاية لها، هل ما حدث في العراق احتلال أم تحرير؟! وهل ما حدث إصلاح أم تخريب!
يتفق الناس كلّهم على أن صدام كان ديكتاتوراً، لكنهم يتفقون أيضاً على أن السيد جورج دبليو بوش هو أشد طغياناً وديكتاتورية من صدام حسين وحفنة كبيرة غيره من القادة المتربعين على العروش في دول العالم الثالث والرابع وصولاً إلى العالم الأخير، فإن كان جورج بوش الأب حاسب نورييغا على تزوير الانتخابات في بلده آنذاك فجورج بوش الابن أيضاً زور الانتخابات، حتى صرخ المخرج الأميركي المتميز (مايكل مور) غاضباً ومن على منصة الأوسكار عار عليك يا جورج بوش، ثم ألم ترفض هوليوود الترويج لحرب بوش على العراق بحملات دعائية؟.
وصار جبين كولن باول وزير الخارجية السابق يندى خجلاً لكذبه المتواصل على العالم بشأن امتلاك العراق أسلحة تدمير شامل، وقال الرجل في لحظة صدق مع الذات بأنه سيخجل من أحفاده لما فعله.
ولكن من يعوض العراقيين عما حدث، ومن يخرج جنود المارينز من أرض الفراتين قبل أن تقرر إدارة الصقور، في لحظة أزمة إنقاذ ماء وجهها، وتعيد التاريخ مرة أخرى على طريقة هيروشيما وناغازاكي؟
حمى الله العراقيين من إعادة التاريخ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خبراء عسكريون أميركيون: ضغوط واشنطن ضد هجوم إسرائيلي واسع بر


.. غزة رمز العزة.. وقفات ليلية تضامنا مع غزة في فاس بالمغرب




.. مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة مدنية شمال غرب مدينة رفح جنوب ق


.. مدير مكتب الجزيرة في فلسطين يرصد تطورات المعارك في قطاع غزة




.. بايدن يصف ترمب بـ -الخاسر-