الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولة النيل الازرق ، هل هو حلم ضيعه عبدالناصر ؟

عساسي عبدالحميد

2020 / 3 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


كم كنت اتمنى ان تكون حدود مصر جنوبا عند بحيرة تانا منبع النيل الازرق، عوض شريط حلايب الملعون ....

كان هذا بالإمكان في خمسينيات القرن الماضي لو ان الارعن عبدالناصر انتابه شيء من التعقل والبراغماتية ...وبدل التوجه والارتماء في حضن صنم العروبة القاتل ، و تزعم كل العرب لرمي اسرائيل في البحر، كان بإمكان عبدالناصر نسج وبسهولة وحدة متراصة بين مصر والسودان واثيوبيا حول النيل الازرق .

و لانه كان ارعنا وبغلا فقد اثر الوحدة مع سوريا على وحدة طبيعية مع بلدين من بلدان حوض النيل السودان واثيوبيا،و الذان هما امتداد طبيعي لجغرافية مصر الطبيعية ....

كان توجه عبدالناصر عروبيا على حساب أصالة وهوية وجغرافية مصر ،حيث الهرم و حيث النيل و حيث الكنيسة القبطية ....

لو كان الارعن في كامله قواه العقلية آنذاك لما كان هناك شيء اسمه سد النهضة، ولما كان هناك شخص اسمه احمد ابي يحصل على جائزة نوبل ولما كان هناك سودان بقادة حمقى ، بل دولة وازنة مزدرهة وعظيمة ممتدة من الاسكندرية شمالا إلى بحيرة تانا جنوبا بل حتى اسمرة المطلة على باب المندب ...ولكانت اللغة الامهرية لغة وطنية الى جانب العربية و العامية المصرية....( والقبطية ....لما لا؟؟ )...

كان بإمكان عبد الناصر تكليف الكنيسة القبطية في عهد البابا كيرلس السادس للقيام بهذه المهمة وكانت الكنيسة المصرية ستنجح .

فالكنيسة القبطية هي الام الشرعية للكنيسة الأمهرية، و لنا أن نتامل في ارشيف الاعلام المراي والمسموع والمقروء كيف كان يتم استقبال بابا الاسكندرية من طرف الامبراطور الاثيوبي " هيلاس هيلاسي " ،كان هذا الأخير ينحني قدامه باحترام يفوق حد الوصف ، و يقبل يديه أمام شعب اثيوبيا ...
.
و بتكليف الكنيسة كان بإمكان عبد الناصر تكليف مؤسسة الازهر آنذاك ، و كان هذا كله من أجل تدبير الأمن الروحي في اثيوبيا سواء لدى مسلميها او مسيحييها ...وحين تنال تعاطف الشعب المتدين بطريقة وسطية ومنفتحة و حداثية ، حينها بمقدور رجل السياسة تمرير اجنداته السياسية و الاقتصادية بسلاسة و انسيابية.

ولأن عبدالناصر كان بغلا وارعنا فقد رمى بالبلاد في هاوية سحيقة، ليظهر لنا ذات أمسية من امسيات حزيران وهو يقدم استقالته غداة كارثة نكسة 67 ويعترف للشعب بمسؤوليته في الطامة العظمى التي ما زال الشعب يؤدي ثمنها الى اليوم ...فخرج الشعب عن بكرة خالقه الى الشارع يبكي و يصرخ ( لا تستقيل ياناصر ...بنحبك ياناصر)....

وقتها كانت رءيسة الوزراء الاسرائيلية "غولدا ماءيير" رحمها الله و اسكنها فسيح جناتها مع النبيءين والصالحين تتفرج على شاشة التلفاز على مسيرة مليونية لشعب هب عن بكرة خالقه ليمنع زعيمه من ترك الكرسي ،وكانت غولدا تتفرج و هي تنفث دخان سيجارتها وتقول :يالهي ...,ياله من شعب راءع، خلف قاءد راءع ....

نعم ، كم كنت اتمنى ان تكون حدود مصر الجنوبية عند بحيرة تانا..

ولو اننا خسرنا الكثير ،فاني ظن انه ما زال بالإمكان تحقيق هذا الحلم، حلم دولة واحدة على حوض النيل الازرق النابع من بحيرة تانا الراءعة ...

.........








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - درس من الماضى
على سالم ( 2020 / 3 / 19 - 14:05 )
نعم اننى اتفق معك تماما فى ان الغبى والبغل عبد الناصر كان كارثه مروعه ومصيبه هائله ابتلت بها مصر البائسه وكل امه العرب المتخلفه العقيمه ومازالت تعانى من افه الحكم العروبى المتخلف العفن الغبى

اخر الافلام

.. 9 شهداء بينهم 4 أطفال في قصف إسرائيلي على منزل في حي التنور


.. الدفاع المدني اللبناني: استشهاد 4 وإصابة 2 في غارة إسرائيلية




.. عائلات المحتجزين في الشوارع تمنع الوزراء من الوصول إلى اجتما


.. مدير المخابرات الأمريكية يتوجه إلى الدوحة وهنية يؤكد حرص الم




.. ليفربول يستعيد انتصاراته بفوز عريض على توتنهام