الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أزمة التكليف والمتغيرات الجيوسياسية

طلال الحريري
سياسي عراقي

(Tallal Alhariri)

2020 / 3 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


قبل كل شيء نرى بأن الرأي العام العراقي منشغل بمسألة ظهرت بعد تكليف عدنان الزرفي بتشكيل حكومة انتقالية والتي تتمثل بسؤال كثير الطرح وهو: هل الزرفي مدعوم امريكيا؟
الجواب لا بالمطلق.
زمن التوازن بين المصالح الأمريكية والإيرانية انتهى ولو كانت الجنسية لها علاقة بالأيدولوجية والولاء لما سيطرة ايران على دولة اغلبية الطبقة السياسية التي تحكمها تحمل جنسيات غربية!
رئيس الجمهورية اجتهد بتكليف الزرفي ضناً منه بأن هذا التكليف سيقربه من واشنطن من جهة ويضمن مصالح الحرس الثوري من جهة اخرى لكنه اخطأ ومشكلة المشكلة في هذا الخطأ تكمن في أن السيد برهم صالح يُدرك تماما بأن الزرفي لن يُمرر! كما أن عدم ادراك السيد برهم للمتغيرات الجيوسياسية الدولية والإقليمية جعل الأزمة تتحول الى اللاحل واللاإستقرار! وما يزيد ذلك تضخماً تجاهله لأبرز لاعب في هذه المرحلة المتمثل بالإرادة العامة للثورة!
مسيرة الزرفي السياسية السابقة تمثل تجربة ظاهرة للمصالح الإيرانية ورؤية الحرس الثوري والفاعل الطائفي المندمج برؤية الاغلبية الأسلامية التي انتجت حقبة الإرهاب.
وفي مرحلة اللادولة التي يشهدها العراق وتراكم الأزمات والتصدع الكبير الذي يعصف بالسلطة والطبقة السياسية تغيب عن الاغلبية الأكاديمية والسياسية رؤية المتغيرات الدولية والشرق اوسطية وانعكاسها على العراق!
ادارة ترمب لن تُقبل على خوض الانتخابات دون حسم قضية التهديد الإيراني المزعزع لإستقرار المنطقة وامن المصالح الأمريكية، والحقيقة المطلقة تتمثل برغبة اميركا بإنهاء وجود المليشيات الإرهابية العابرة للحدود والتعامل معها برؤية الإرهاب والتي بدأت منذ ايلول الماضي.
ومن هنا نستطيع القول بأن النظام الحالي سيخضع لمتغيرات كبرى وان الطبقة السياسية التي انتجت حقبة المليشيات وتدعم رؤية الإرهاب المنغمس بالمصالح الإيرانية سيتم التعامل معها بنفس الرؤية التي ستتعامل بها واشنطن مع المليشيات.
واشنطن لاتريد اي شخصية أو رؤية مخالفة لرؤية الثورة وزمن الحماية الإمريكية للنظام انتهت منذ ايلول 2019 وهنا تحديدا ينبغي أن نُدرك بأن التظاهرات المتمثلة بثورة اكتوبر هي اللاعب الأبرز، والتحول الأكبر، والعمق الأكفأ، والرؤية الأصلب في تقرير مصير العراق ومستقبل التحولات السياسية وأي فاعل سياسي يتجاوز هذا اللاعب سيخسر ويحترق قبل بلوغه الهدف.
لا أحد يقرأ مستقبل العراق في ظل التحولات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وهذا العوق في الرؤى السياسية جعل الطبقة السياسية تحت وصاية الخوف والتذمر واللجوء الى الحماية الكلاسيكية التي توفرها دولة في ايامها الأخيرة ما قبل الإنهيار!
العراق يتمتع بأولوية في مشروع التحولات الجيوستراتيجية ورؤية السلام الشامل التي ستحدد خارطة المنطقة سياسيا وايدولوجيا كونه يمثل اهم اقيليم جيواستراتيجي يستطيع ان يضمن التوازنات الجديدة ما بعد عهد الإسلام السياسي ضمن رؤية الشرق الأوسط الجديد.
وأخيرا وليس أخراً لا اعتقد بالمطلق بأن اميركا ستتدخل بتشكيل الحكومة واختيار الفاعل الذي يناسب المرحلة لكن اجراءات الرؤية الأمريكية الراغبة بإنهاء الإرهاب ستؤثر على مجمل الاحداث والمتغيرات السياسية التي سيشهدها العراق وفي النهاية ستسود رؤية الثورة حيث سيصبح مشروع الدولة الليبرالية هو الحل النهائي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تتطور أعين العناكب؟ | المستقبل الآن


.. تحدي الثقة بين محمود ماهر وجلال عمارة ?? | Trust Me




.. اليوم العالمي لحرية الصحافة: الصحافيون في غزة على خط النار


.. التقرير السنوي لحرية الصحافة: منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريق




.. بانتظار رد حماس.. تصريحات إسرائيلية عن الهدنة في غزة