الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حياتى فى الشعر - صلاح عبد الصبور6

خالد محمد جوشن
محامى= سياسى = كاتب

(Khalid Goshan)

2020 / 3 / 20
الادب والفن


من القضايا النقدية التى طرحها الشعر الحديث قضية استعمال الاسطورة كعتصر شعرى

وفى ظنى ان الحاجة لاستعمال الاساطير قد نبعت بتاثير النزعة الجديدة التى ترى ان علوم الانثروبولوجيا والاثنولوجيا وعلم النفس قد تكون طريقا لمعرفة الانسان ، بعد ان فشل فى معرفة نفسه عن طريق العلوم التجريبية الحديثة

ولا شك ان هناك خلافا بين الاسطورة وبين التراث الشعبى وان كان كلاهما يصلح مادة شعرية ، وكلاهما يعبر بطريقة ما عن الحياة الروحية للشعب

ونستطيع القول ان الشعر الحديث فى العالم كله قد دأب على الاستمداد من الاسطورة حتى اصبحت هى مخزنه الاثير

لقد اهتدى اليوت الى شخصية تربزياس الكفيف الذى يرى كل شيىء ، والرجل الانثى فى ان واحد ، فجعله رمزا وشاهدا على الحياة ينطق بالصواب فى وسط الفوضى والتناقض

يقول احد النقاد ان عقل الانسان موجد الاساطير هو الانموذج الامثل لعقل الشاعر

بعد قصيدة عجيب بن الخصيب التى كتبتها فى عام 1961 واضعا قناع شخصية فولكلورية لكى اتحدث من ورائه عن بعض همومى وشواغلى الفكرية ، والملك لمن لا يعلم عجيب بن الخصيب احد ملوك الف ليلة وليلة فى حكاية الحمال مع البنات
ثم كتبت قصيدة بشر الحافى ، وهى قصيدة قناع اخرى ، استدعاها سطر واحد قرأته عن بشر الحافى فى احد كتب الطبقات
وربما كانت قصيدة القناع ، هى مدخل الى عالم الدراما الشعرية

اما الاسلوب الاخر الذى اؤثره فهو اخفاء هذه المادة تحت السطح الظاهرى للقصيدة ، بحيث تختفى الا عن الاعين النافذة الناقدة ، فانا اؤمن ان كل قصيدة تمنح نفسها عند القراءة الاولى قصيدة متوسطة القيمة

فى قصيدة الخروج استخدمت خطوط هجرة الرسول العربى من مكة الى المدينة واخفيت ذلك تحت سطح القصيدة

ولو تتبعنا تفاصيل صور القصيدة لوجدنا كثيرا من الاشارات الى التجربة النبوية
اخرج كاليتيم
لم اتخير واحدا من الصحاب
كى يفيدنى بنفسه، فكل ما اريده حمل نفسى الثقيلة
ولم اغادر الفراش ، صاحبى يضلل الطلاب
حجارة اكون لو نظرت للوراء
سوخى اذن فى الارض سيقان الدم

اننى احاول استخراج التيمة من الاسطورة بغية اكساب التجربة بعده الموضوعى

ولا شك اننى كنت انظر الى سيرة المسيح حين كتبت قصيدة اغنية للشتاء
الشعر زلتى التى من اجلها هدمت ما بنيت
من اجلها صلبت
وحينما علقت كان البرد والظلمة، ترجنى خوفا
وحينما ناديته لم يستجب
عرفت اننى ضيعت ما اضعت

وكنت اتمثل اسطورة اوزوريس حين قلت مخاطبا القاهرة
عظامى المفتته
على الشوارع المسقلته
على زرى الاحياء والسكك
حين يلم شملها تابوتى المنحوت من جميز مصر
هذا هو منهجى ، ولعل لهذا المنهج صلة حميمة بما فهمته منذ مطلع حياتى الشعرية من نظرية الموروث الادبى
والى مقال قادم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أقرب أصدقاء صلاح السعدني.. شجرة خوخ تطرح على قبر الفنان أبو


.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب




.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث