الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق ضحية الفيروس ام الجهل ؟

رشا الخفاجي
(Rasha Alkhfaji)

2020 / 3 / 20
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


مر تاريخ البشرية بسيناريوهات مختلفة , حروب وقتل ونهب وترويع وامراض في مختلف الازمنة وكأن التفاحة المسمومة التي تناولها أدم كانت الشرارة الاولى التي اطلقت العنان لمخيلة القدر ان يبلي البشرية بمختلف الصعوبات ..
وبظل الازمة التي يعاني منها العالم الان وتوقف الحروب البشرية والتوجه لحرب اخرى غير متكافئة بين العين والمجهر , أسفرت الى الان عن موت الالاف من الابرياء الذي كانوا مجرد حواضن لفايروس كورونا .
تستدعي الضرورة الرجع بشريط الزمن الى الوراء لنلقي نظرة عما مر به العالم من أوبئة , ففي عام 430 قبل الميلاد عرف العالم أول تفشي للأوبئة خلال الحرب البيلونيسية (بين حلفاء أثينا وحلفاء إسبارطة )
ليتبعها ظهور طاعون جستنيان (541-750 م) والذي وضع حدا لفترة حكم إمبراطورية بيزنطة في القرن السادس , وقتل هذا الوباء بين 30 الى 50 مليون شخص , أي ما يعادل نصف سكان العالم أنذاك .
ثم ظهر في سنة 1347-1351 م الموت الاسود ( الطاعون ) الذي انتشر في أوربا مما أسفر عن مقتل نحو 25 مليون شخص , ويذكر المؤرخون من المحتمل ان هذا الوباء اودى بحياة أعداد أكبر في أسيا , وخاصة الصين حيث يعتقد انها موطن الوباء .
أما في عام 1492 وصل الجدري الى قارتي الأمريكيتين والذي اتى عن طريق الاوربيين , والذي يعتبر مرض معدي قتل نحو 20 مليون شخص , اي نحو 90% من سكان الأمريكيتين,
اما الكوليرا التي ظهرت بين عامي 1817- 1823 والذي ظهر في (جيسور ) الهند , أودى بحياة الملايين من الناس قبل ان يتعرف الطبيب البريطاني على معلومات حول طرق الحد منه.
ووصفت منظمة الصحة العالمية الكوليرا (بالوباء المنسي ) وأشارت المنظمة ان الوباء السابع الذي بدأ عام 1961 , لا يزال مستمر حتى يومنا هذا .
واستمر سيناريو اللعنة بخلق اوبئة متنوعة عانى منها العالم مثل الانفلونزا الاسبانية , أنفلونزا هونغ كونغ وانفلونزا الخنازير الذي ظهر عام 2009 حيث اصاب 60 مليون شخص في الولايات المتحدة , وفيروس ايبولا .
أما على صعيد العراق فقد ذاق مرارالحصارات والمجاعات والامراض والاوبئة في عصور كان يعاني فيها من سطوة الجهل والاحتلال والاستبداد والقهر والاستلاب الخارجي والداخلي و تفكك الحكومة العراقية
ونقص فادح في مرافق الدولة وعدم توفر الخدمات العامة للمواطنيّن , ففي عام 1773 قضى الطاعون على ثلث سكان بغداد , والطاعون الذي انتشر في عام 1831 كان الاشد فتكاً,
ويذكر المبشر المسيحي البريطاني كروفس الى أن طاعون بغداد أضافة الى الفيضان , قضيا على نصف سكان المدينة الذين هلكوا في أقل من شهرين, لدرجة وصلت الوفيات يوميا الى 1500 الى 3000 انسان ,
فأخذت الجثث تتكدس في الشوارع وندر الطعام وشح المياه.
هناك الكثير من الاحداث التي ذكرت في مختلف الكتب والمراجع عن تعامل العراقيين بإهمال كبير مع الطاعون فأدى الى أبادتهم ,
مع الكورونا اليوم وبعد أن اعلنت منظمة الصحة العالمية اعتبار فيروس كورونا وباء عالمي واستمرار الاتهامات المتبادلة بين امريكا والصين حول حقيقة مصدره
ومع زيادة وتيرة الاصابات في العراق والذي يعتبر الاعلى وفيات في المنطقة هل سيلتزم العراقيين بيوتهم ويحجرون على انفسهم
خصوصا ان اكثر المراجع الزمت العتبات بإيقاف الزيارات والاحتفالات الدينية والمناسبات والتجمعات ودعت الناس الى لزم بيوتهم
ومع اجراءات الحكومة العراقية التي تسعى بإمكانياتها البسيطة الى توعية الناس الى ضرورة اتخاذ التدابير الوقائية والالتزام بحضر التجوال ,
وما زالت المستشفيات تسجل حالات جديدة , نتساءل .. في السابق وقع الخطأ على رجال الدين الذي لم يلزموا المواطنين بحجر انفسهم ,
واليوم يقع الخطأ على شريحة من الشعب العراقي التي لم تلتزم استهتارا منها بالفيروس ..
يا ترى على من سيقع الخطأ في الفيروس القادم , ومتى سيتعلم هذا الشعب من اخطاء الماضي ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -