الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كوكب واحد، بشر واحد ومصير واحد!

عبدالله صالح
(Abdullah Salih)

2020 / 3 / 20
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


فايروس كورونا وتداعياته أصبح الشغل لأجهزة الاعلام بمختلف صنوفها، حتى قبل الأجهزة الصحية، كل يحاول تسليط الضوء على جانب أو عدة جوانب منها وفقا لمتطلبات معينة تخص ممولي هذه الأجهزة، دولا كانت، شركات أو حتى أفراد، المصالح الاقتصادية على سبيل المثال، أما صحة الانسان وبقاءه حيا، وبالأخص كبار السن منهم، فهي ليست ضمن الأولويات! كما يحدث الآن في إيطاليا واسبانيا حين يُترك كبار السن أمام مصيرهم ليفتك بهم هذا الوباء بحجة كون حالتهم مأيوس منها أو بحجة نقص الكوادر الطبية .
ان الحقيقة التي نادرا ما تأتي على لسان هذه الأجهزة وتتجاهلها، بقصد أو بدونه، هي أن هذا الوباء اثبت دون أي مدعاة للشك بأنه يتجاوز كل الحدود، وان من يطرق هذا الفايروس بابه هم بشر لا غير، أناس يمتلكون نفس الصفات البيولوجية والجسدية ولا فرق بينهم بتاتا .
أثبت هذا الفايروس بأن وحدة هذه الأرض ومصير من عليها هو واحد، بغض النظر عن كل الفوارق، حقيقة طالما نادى بها دعاة الإنسانية وفي مقدمتهم الشيوعيون بأن هذا الكوكب وجد ليكون واحدا وان الحدود المرسومة التي تقسمه الى دول ليست سوى حدود مصطنعة وان الهويات، قومية كانت، دينية، عرقية، جنسية أو حسب لون البشرية ما هي سوى هويات مزيفة مصطنعة الهدف منها هو تسهيل السيطرة على هذا الكوكب وخيراته ونعمه من قبل فئة قليلة على حساب حياة ومعيشة غالبية البشر. الحروب التي نشبت على مر التاريخ، كونية، قارية أو مناطقية كانت وفق السياقات والاهداف التي ذكرناها، تلك الحروب التي هيأت لها هذه الدول آلة عسكرية تفوق في ميزانيتها مئات المرات الميزانيات المخصصة لمنظوماتها الصحية، تلك المنظومات التي ترنحت، تهاوت وتلاشت تقريبا عند أول ضربة لفايروس كورونا، إيطاليا وايران على سبيل المثال لا الحصر، بينما يتفاخرون بصنع أسلحة فتاكة الهدف منها إبادة البشرية.
كل هذه الحقائق تدفع بنا الى التفكير في إيجاد عالم واحد لاحدود فيه ولا دول و لا منظمات دولية ولا تقسيم للبشر ولا أعراق ولا أجناس ولا أطياف ولا ميول ولا خلفيات اجتماعية ، عالم توحده إنسانية الانسان، فكوكبنا هذا فيه من الخيرات والنعم ما تكفيه بحيث ينعم الجميع في ظله بالسعادة والرفاه والعيش المتساوى والحقوق المتساوية والحريات المتساوية ، هذا الهدف قابل للتحقيق رغم صعوبة المهمة ورغم ما يتطلبه من نضال و تضحيات وما يستغرقه من زمن، الا انه متوقف على إرادة الانسان وايمانه وعزمه وإصراره بهذا الهدف النبيل، وعندها يمكن الحديث عن تحديد ليس يوم فقط، وانما كل الأيام، كأيامٍ للسعادة وليس يوما واحدا وهو ( 20 / 3 ) من كل عام كما حددته الأمم المتحدة !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انطباع
على سالم ( 2020 / 3 / 20 - 15:59 )
من المؤكد اننا امام حاله مصيريه بشريه , التكاثر الحشرى وازدياد المواليد كل يوم فى العالم له دلاله مرعبه تدعو لدق ناقوس الخطر , ازاء التفجر السكانى الغير منضبط والعشوائى فأن العالم بدون شك يواجه شبح الفناء والانقراض

اخر الافلام

.. العراق: السجن 15 عاما للمثليين والمتحولين جنسيا بموجب قانون


.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. هل تنهي مفاوضات تل أبيب ما عجزت




.. رئيس إقليم كردستان يصل بغداد لبحث ملفات عدة شائكة مع الحكومة


.. ما أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطنون في شمال قطاع غزة؟




.. كيف تحولت الضربات في البحر الأحمر لأزمة وضغط على التجارة بال