الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب الاقتصاد الباردة هي الوجه الآخر لفايروس كورونا

بنكين مصطفى تمو

2020 / 3 / 20
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


كورونا وباء منتشر في العالم مثل النار في الهشيم واعتصف بكبير قبل صغير وشكل عجزاً أمريكياً وغربياً في وقف هذا الوباء .
ولكن هناك وجه آجر لهذا الفايروس أو استخدامه لأهداف اقتصادية بين كبرى الدول وصراعاتها على الهيمنة الاقتصادية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية والصين الشعبية .
ويرى المراقبون أن اشتعال جذوة الحرب الاقتصادية بين الصين والولايات المتحدة عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 22 مارس من عام 2018 عن وجود نية لفرض رسوم جمركية تبلغ 50 مليار دولار أمريكي على السلع الصينية بموجب المادة (301 من قانون التجارة لعام 1974).
وأصبحت الرسوم الجمركية الأمريكية فعالة في السادس من يوليو بقيمة 34 مليار دولار على البضائع الصينية .
وكَرَدٍّ انتقامي من جانب الحكومة الصينية على إعلان ترامب على فرض الرسوم الجمركية فهي أيضاً فُرضت رسومًا جمركية على أكثر من 128 منتجًا أمريكيًا أشهرها فول الصويا وفعلت تلك الضرائب الجمركية على الواردات الأمريكية في 2 نيسان من العام نفسه على 128 مُنتجًا أمريكيًا، بما في ذلك الألمنيوم والطائرات والسيارات ولحم الخنزير وفول الصويا والفواكه والمكسرات والصلب.
ولكن أميريكا ردت على إعلان التصعيد من جانب الصين وفرضت رسومًا إضافية بنسبة 25% على كل من الطائرات والسيارات لم يكتفِ ترامب بذلك، بل وجه الممثل التجاري الأمريكي في 5 أبريل للنظر في فرض 100 مليار دولار إضافية من الرسوم الجمركية على الصين.
لكن اتفاقًا مبدئيًا وقّع عليه الطرفان في 19 مايو 2018 قضى بخفض العجز التجاري الأمريكي خفضًا كبيرًا ،وتعليق التهديدات وقامت على إثره الصين بخفض الرسوم الجمركية ورفع القيود و شراء بضائع أمريكية.
إلا أن الهدوء لم يلبث طويلًا ففي 10 مايو 2019 انتهت الهدنة وقررت واشنطن رفع الرسوم من 25% إلى 50%، واستهدفت الرسوم 200 مليار دولار من الواردات الصينية، كما أعلنت حظر التعاملات أو شراء معدات من الشركات الصينية كشركة (هواوي) الرائدة عالميًا في مجال الإلكترونيات باعتبارها تمثل خطرًا عليها وتتجسس لصالح بكين، ووضعتها على قائمة الشركات المحظورة، بالإضافة إلى 5 شركات ومؤسسات صينية تكنولوجية أخرى إلى القائمة السوداء.
ففي حلبة المصارعة الاقتصادية بين الدولتين جعل كل منهما يفكر بتوجيه الضربة القاضية لشل الآخر، حيث جاء الاتهام لواشنطن من قبل وزارة الدفاع الروسية بأن البنتاغون وراء نشر فايروس في مدينة ووهان الصينية وذلك على لسان المتحدث باسم الحكومة الصينية تشاو لي جيان في حسابه على تويتر أن الجيش الأميركي ربما جلب فايروس كورونا إلى مدينة ووهان الصينية.
هل خدع الصينيون الولايات المتحدة الأمريكية بفايروس كورونا وأنقذوا اقتصادهم؟ أم أنهم ابتلعوا الطعم الأمريكي من خلال هذا الفايروس متوقعاً انهياراً سريعاً للاقتصاد الصيني . فكيف تعاملت بكين مع هذا الطعم الأمريكي ؟
الحكومة الصينية لجأت إلى خطة اقتصادية محكمة جعل الكل يبتلع الطعم بسهولة خاصة أنها تعلم علم اليقين أن الأوروبيين والأمريكيين يبحثون عن ذرائع للإيقاع بالاقتصاد الصيني وإفلاسه، فقد ضحت الصين ببعض المئات من مواطنيها، عوضًا عن أن تضحي بشعب بأكمله.
قامت القيادة الصينية بتسريب معلومة بأنها غير قادرة على شراء أقنعة للوقاية من أجل الحد من انتشار هذا الفايروس القاتل، وكذلك صرح الرئيس الصيني (بأن حكومة بلاده غير قادرة على إنقاذ البلاد من الفايروس) , مما أدى إلى انخفاض حاد في أسعار شراء أسهم شركات صناعات التكنولوجية والكيماوية والتي تعود ملكيتها للمستثمرين الأوروبيين والأمريكيين , فقامت الحكومة الصينة بإصدار قرار بشراء الأسهم فحصلت على معظم الأسهم بأسعار بخسة وزهيدة للغاية، فنجحت من خلال هذا التكتيك في خداع الجميع حيث حصدت مليارات من الدولار الأميركيــة في زمن قصير جدًّا ونجح الرئيس الصيني في خداع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية في لعبة اقتصادية تكتيكية ، بل صدّر هذا الوباء لهم وقلب الطاولة رأساً على عقب فوق الاقتصاد الأوروبي والغربي.
فقبل فايروس كورونا كانت معظم الأسهم والحصص في المشاريع الاستثمارية العملاقة بمعامل إنتاج التكنولوجيا والكيماويات عائدة ملكيتها إلى المستثمرين الأمريكيين والأوروبيين، هذا يعني أن أكثر من نصف الأرباح من الصناعات التكنولوجية والكيميائية الخفيفة والثقيلة، كانت تذهب إلى تلك الأيادي وليس إلى الاقتصاد الصيني مما كان يؤدي إلى هبوط صرف العملة الصينية.
فبهذه الخطوة حصلت الحكومة الصينة على الأسهم وتخلصت من شبح التهديد من المستثمرين الأجانب وحصلت على أرباح خيالية، وبدأت الصين بإخراج المصل المضاد للفايروس وهذا المصل كانت تملكه منذ البداية وقد أدى إلى نتائج إيجابية للغاية وفيما بعد أعلن الرئيس الصيني انتصار بلاده على الفايروس وظهر للإعلام في مدينة ووهان بدون كمامة أو سترة وقائية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موقف التنظيمات المسلحة الموالية لإيران من التصعيد في رفح| ال


.. إسرائيل - حماس: هل ما زالت الهدنة ممكنة في غزة؟




.. احتفال في قصر الإليزيه بمناسبة مرور 60 عاما على العلاقات الف


.. بانتظار الحلم الأوروبي.. المهاجرون يعيشون -الكوابيس- في تونس




.. حقنة تخلصكم من ألم الظهر نهائيا | #برنامج_التشخيص