الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيروس ناراياما

مريم الحسن

2020 / 3 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


ناراياما (NARA YAMA أو جبل نارا) هي اسطورة يابانية قديمة تروي قصة تقليد ياباني راج في مدينة نارا (Nara), عاصمة اليابان القديمة في القرن الثامن الميلادي, و هذا التقليد مبني على مفهوم التضحية بالكهولة في سبيل انقاذ الشباب لا سيما في أيام الأزمات الاقتصادية و المجاعات, و هو يقوم على مبدأ مفاده أن كل شخص مُسن تجاوز السبعين من العمر يُعتبر فَماً مستهلِكاً زائداً و عبئاً على أسرته و على مجتمعه, و بناءً عليه و بحسب الأسطورة, فإن كل من تجاوز السبعين من العمر يُحكم عليه بنفيهِ على قمة جبل نارا ليلاقي مصيره هناك إما جوعاً أو هلاكاً بأي سبب من الأسباب الأخرى . و يقضي هذا التقليد بأن يصطحب المُسنَ إلى جبل هلاكه شخصٌ من أفراد أسرته الشباب و غالباً ما يكون هذا الشخص أحد أبنائه الذي سيلاقي أيضاً المصير نفسه حين يتجاوز السبعين من العمر.

كثرت النظريات حول أصول فايروس الفجأة "كورونا" و أكثر الناس باتت تعتقد , رغم كل النفي العلمي للأمر, بأنه فايروس مصنّع في المختبرات و موجّه ضد خصوم من صنّعه. البعض يتهم أمريكا و البعض الآخر يتهم الصين , و في أوروبا قبل أيام انتشر فيديو, مدعم بالوثائق, يقول أن الفايروس جرى تصنيعه و أعداده منذ العام 2003 و ذلك بالتعاون بين مختبر فرنسي شهير و دولة الصين و قد شارك في تصنيعه علماء من دول أوروبية أخرى وهو مسجّل و حاصل على براءة اختراع.

من يدري؟ لربما الأمر كله على عكس كل ما فُكر به من قبل. و لربما الأمر كله عبارة عن حل بيئي و اقتصادي و سياسي في زمن الفوضى الخلاقة, و الهدف منه:
1) انقاذ الدول المترهلة اقتصادياً و سياسياً و ذلك عبر تجديد شباب خلايا مجتمعاتها بالتضحية بمن بات يثقل كاهل اقتصادها بنفقات رعايته حتى تتمكن من النهوض و اللحاق بمن بات يتخطاها بأشواط و ينافسها على سيادة العالم ( الدوافع التي تقف خلف احتجاجات السترات الصفراء خير مثال)
2) تغيير عادات و سلوكيات مضرة بالتوازن البيئي و بالصحة العامة لا يمكن تغييرها أو القضاء عليها إلا بصدمة عنيفة مرتبطة بالموت و ذلك لزرع الرعب في النفوس منها و لتحفيز غريزة البقاء (كالعادات الغذائية الغريبة في شرق أسيا و بعض دول افريقيا).
3) خفض نسبة العنصرية التي ارتفع منسوبها مع تزايد حركات الهجرة و النزوح بسبب الحروب الأخيرة و ذلك بتفعيل حافز الهم الإنساني المشترك و بالتخلص ممن يحملون ذاكرة القرن الماضي ( القرن الذي عرف و شهد فكر الثقافتين النازية و الفاشية).
4) ترويض الدول المتمردة بإنهاكها احتماعياً و انسانياً و اقتصادياً وإجبارها على الخضوع السياسي لأمر من يمتلك الأسباب و الإمكانات العلمية لإنقادها.
5) دفع عجلة الحل السياسي و حسم أمر الخلاف حول تريس العالم الجديد ( يالطا جديدة), تُفرض بالقوة رغم أنف المتمنعين.
6) إيجاد حل سريع لمشكلة التلوث البيئي ( إغلاق الحدود لتخفيف الإستهلاك و عبر الحد من حركة التواصل و التنقل) لا سيما بعد التصريحات التي تقول بأن الفايروس قد يصبح فايروس موسمي قابل لأن يتجدد و القضاء عليه قد يستلزم خطة من 5 سنوات على الأقل.

مؤشر عدّاد ضحايا كورونا و تصريحات المسؤولين الأوروبيين (تكرارهم لكلمة "حرب" عند وصيف الوباء و التذكير بالحرب العالمية الثانية) كلها مؤشرات تدل إلى أن القارة الأوروبية ستكون اكثر القارات تضرراً من هذا الفايروس. أوروبا أو القارة العجوز كما يُطلق عليها شاخت مجتماعتها و هي بأمس الحاجة اليوم لتجديد خلايا مجتمعاتها لجعلها مجتمعات نشطة و منتجة و سريعة تواكب النمط السريع لحركة الإنتاج و التطور في الدول الصاعدة. و لربما هذا هو السبب الذي دفع ببعض زعمائها إلى تبني خطة مناعة القطيع في مواجهة الفايروس, أي تحويله إلى ناراياما حديثة و رأسمالية, أول ضحاياها المسنون و ذوو العلل و الدول الأوروبية المُسنة و الضعيفة.
كل التضامن مع ضحايا الرأسمالية المتوحشة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من هم المتظاهرون في الجامعات الأمريكية دعما للفلسطينيين وما


.. شاهد ما حدث مع عارضة أزياء مشهورة بعد إيقافها من ضابط دورية




.. اجتماع تشاوري في الرياض لبحث جهود وقف الحرب في غزة| #الظهيرة


.. كيف سترد حماس على مقترح الهدنة الذي قدمته إسرائيل؟| #الظهيرة




.. إسرائيل منفتحة على مناقشة هدنة مستدامة في غزة.. هل توافق على