الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كورونا بثلاث افرازات

اثير حداد

2020 / 3 / 22
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


ما ان اعلن عن تفشي فايرس كورونا حتى جفل العالم واعطى نتائج معينة وعرى جوانب اخرى من واقعنا الحالي. لا ادعي اطلاقا انني استطيع ان اغطي جميع جوانب ذلك الموضوع، ولكني ساحاول ان اغطي ثلاث جوانب منه.
الاول: النفط
قبل فترة قصيره من اعلان انتشار فايرس كورونا، فشل الاتفاق السعودي_الروسي فيما يخص تخفيض حجم الانتاج. فقامت السعوديه برفع انتاجها النفطي الى طاقة تصل الى 12 مليون برميل يوميا، ويعتقد المختصون انها اعلى طاقة تستطيع السعوديه الوصول اليها. كل هذا ادى الى ان تقشعر الاسواق النفطيه وتبدا الاسعار بالانحدار نحو الاسفل لتستقر تقريبا عند 40 دولار للبرميل. توالت بعد ذلك الهجوع المرعب للكورونا على الصين، ثاني اكبر اقتصاد في العالم، واكبر مستورد للنفط الخام، وبلاخص من منطقة الخليج. هذا ادى الى انهيار سريع للسعار وصل بحدود 20 -$-/برميل. وهذا ما يدعم نظريتي بان العامل الاهم في تحديد سعر النفط عالميا هو عامل غير سياسي وثانيا انتقال المؤثر الاساس الى الطلب.
قد يتسائل البعض ما تاثير ذلك على روسيا. روسيا تعاني من عقوبات اقتصاديه اوربيه عليها، تبيع نفطها في العالم بتسعيرة الدولار. وقد تاثر الروبل بشده نتيجه انهيار اسعار النفط عالميا. وهنا تقع في اشكاليه متناقضه هي ان تكاليف انتاج النفط داخل روسيا تسعر بالروبل اما التصدير فيسعر بالدولار.
ومن اجل الابقاء في تحليلنا على القمم او كبار المنتجين لابد من الاخذ بنظر الاعتبار النفط الصخري. تعتبر تكلفة انتاج النفط الصخري هي الاعلى عالميا. و يقدرها البعض بين 35-40 دولار للبرميل الواحد. اذن السؤال كيف تستطيع الشركات النفطية الاستمرار في انتاج النفط وتسويقه باقل من الكلف. الاجابة هنا تكمن في سعر الفائدة المنخفض جدا المفروض من قبل الفيدرالي الامريكي. اي بكلمة اخرى تصبح القروض التي تحصل عليها الشركات النفطيه منخفضة الكلفه وتغطي الخسائر الناتجة عن انخفاض اسعار النفط عالميا، لان في حسابات "الجدوى الاقتصاديه" المؤشر المعتمد هو سعر الفائدة السائد.
مع نهايات فايرس كورونا سيخرج العديد من المنتجين الصغار من السوق، و ستعاني دول الريع "العراق مثلا " من مشاكل اقتصادية جمه. و اتوقع ان الاسعار لن تعود لها عافيتها الا مع انقضاء هذه السنه . حين تعود الصين الى موقعها الاقتصادي وكذلك الهند.
وقبل الانتهاء والانتقال الى ثانيا اود القول ان الوضع الاقتصادي العالمي الحالي لا يوجد فيه مستفيد، فالكل خاسر.
الثاني: دواء مقابل السلاح
ساحاول هنا ان لا اغزوك بكم هائل من الارقام المطلقة والنسبية، الا بحدود الضرورة. ولك ان اردت ان تعود الى ارقام البنك الدولي او المعهد الدولي للدراسات الستراتيجية IISS . او وكالة الاستخبارات العسكرية الامريكيه. دعنا ندخل في الموضوع.
حسب IISS فان مجموع الانفاق العسكري الدولي يمثل 2.3% عالميا. وبالرقم المطلق فان ذلك الرقم يصل الى 1,776 بليون دولار سنة 2015. وحسب نفس المصدر فان الولايات المتحده والصين والسعودية يمثلون الدول الاكثر انفاقا على التسليح.
لناخذ مصدر اخر. تقول وكالة الاستخبارات العسكرية الامريكية ان رقم الانفاق العالمي على التسليح بلغ، لا تندهش من الارقام التالية، 1,564,254،167,000 دولار.



ويشير صندوق النقد الدولي و معهد ستوكهولم للسلام-السويد ان الانفاق على التسليح عالميا قد ارتفع بمعدلات متسارعه ان كان ذلك الرقم مقاس بالنسبة المئوية ام الاقام المطلقة.
الصورة اعلاه تفند هذيان البعض في ان تحول العالم الى القطب الاحادي سيؤدي،" هكذا بعفوية ساذجة"، الى تقليل نفقات التسليح. لكن الاقام تصفع السذج ومدعي العلم و سذج التفائل. فالقطب الواحد ادت الى الانكفاء نحو الذات "البلد"، والى سياسات الحماية الجمركية، مع بقاء هيمنه الدولار المطلقة على التجارة الدولية.
ولم تتوفر لدي بيانات عن حجم الانفاق العالمي على الصحة سوى هذا الرقم، وهو كما توقعته منظمة الصحة الدولية لعام 2021، حيث توقعت ان يصل الرقم الى 1.5 ترليون دولار.
ومن اجل ان اجعل الصورة واضحة ادون التالي
مليون يعني ستة اصفار،مليار 1000مليون، ترليون 1000مليار.
بمعى اخر ان حجم الانفاق على الصحة يساوي تقريبا حجم الانفاق العسكري. فهل هذا منصف ؟
لن اجيب هنا بل ادعك انت تستنتج .
الثالث: استهتار وغباء
لوحظ في الموقف من انتشار وباء كورونا ان هناك عدد من الافراد لا يبالون اطلاقا باساليب الوقاية من تفشي هذا الفايرس، فتجدهم في تجمعات عامه وحفلات رقص ومناسبات دينيه و مصافحة وتقبيل وعدم تقييم الى اخره.
هؤولاء نجدهم في البلدان المتطورة اقتصاديا وفي البلدان المتخلفة وبالاخص عن الاميين و ضعيفي الدخل. وهذا يرغمنا على عدم تعميم اسباب هذه الضاهرة اطلاقا.
اعتقد ان سبب عدم مبالات الشباب في البلدان المتطوره هو مواقع التواصل الاجتماعي، بمعنى اخر الاستخدام السيئ لها. بتحديد اكثر امتلك هؤولاء الوهم بانهم يعرفون كل شيئ وهو قادرون على حل مشاكلهم بانفسهم ، وان نقص لديهم معرفة معينة فما عليهم سوى البحث عن ذلك عبر الانترنت. فيحصلون على معلومات عمومية جدا يكتفون بها كي يمارسوا حياتهم كما هم معتقدين ومؤمنين بها فتلك حريات شخصية، لا احد يمتلك الحق في التدخل بها.
الففئة الاخرى، الجهلة في البلدان النامية. هؤولاء مؤمنين بسذاجة بالمخلص البشري. معلوماتهم و مكونات شخصيتهم سماعية جدا. فما يقوله رجل الدين مثلا هو حقيقة مطلقة. تلك القناعة تستند الى مفهومهم للمقدس بان " كل شيئ مكتوب ومقدر". وصحيح ان الله هو المقدر الاكبر وووو الا ان هناك اولياء صالحين لديهم مكرمة لدى الله وهم يعرفون كل شيئ. كما وان هناك مفهوم شعبي قاتل وهو "ذبها براس السيد وطلع منها سالم".
هؤولاء، المئمنون بان السوشل ميديا تكفي، وان هناك بشر يحملون توكيل من الله هم قنابل فيروسيه يتوجب حجرهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تلوح بإرسال قوات إلى أوكرانيا دفاعا عن أمن أوروبا


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يعقد اجتماعا بشأن عملية رفح وصفقة التب




.. بايدن منتقدا الاحتجاجات الجامعية: -تدمير الممتلكات ليس احتجا


.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة تغلق شارعا رئيسيا قرب و




.. أبرز ما تناولة الإعلام الإسرائيلي بشأن تداعيات الحرب على قطا