الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في الحجر الثقافي...!

احمد جمعة
روائي

(A.juma)

2020 / 3 / 23
الادب والفن


عقود ونحن نكتب، سنين ونحن نسطر المقالات والكتب والاشعار، زمن طويل قرأنا العديد من الروايات وشاهدنا المئات من الأفلام واستمعنا لوابل من الأغاني، تصب في التعبير عن الحياة والحب والهجر، رقصنا وغنينا وضحكنا وبكينا وسخرنا وتنمرنا وسكبنا دموع الحزن وعبرنا عن مشاعر، غالبيتها سطحية وخاوية لكنها ملئت مكتباتنا ومعارضنا ورفوف الكتب أينما كانت وفي الغالب هي نتاج ايقاعات بعيدة عن التأمل ولأجل الشهرة والأضواء...أغلب ما كتبنا وألفنا وأهدرنا على الورق وعلى الكيبورد كانت ردود أفعال انفعالية من وحي الحياة السريعة المزدحمة بالناس والأحداث والأخبار والإشاعات... ولكننا أهدرنا كل هذا الوقت ونحن في خضم صخب الحياة...لم نتوقف لحظة لنسأل ماذا نكتب؟ وعن ماذا نكتب؟ ولمن نكتب؟ بعضنا للشهرة وبعضنا للمال والبعض الآخر غرور، وأغلبنا لا يعرف عن ماذا يكتب؟ ولكن يكتب بحكم العادة فقط...
بحكم الروتين سطر أغلبنا ترهات لا معني ولا مغزى لها، وبحكم الوظيفة دوّن بعضنا الضباب وآخرون خطوا الغموض بحجة الإبداع...روايات بالمئات ودواوين بالآلاف...كتب..كتب..كتب..حتى غرقنا في محيط من الكتب لم تكن في غالبيتها سوى غرور ذاتي...فرحنا حين صفقوا لنا دون أن يقرؤوا ما كتبنا أو حتى يفهوا لو أنهم قرأوا...سطروا عنا المقالات مع الصور، زخرتْ الصحف بأخبار ملفقة وأصبح الفكر والإبداع في ذمةِ التاريخ.. بسبب ما ارتكبنا من معاصي النفاق الأدبي حتى أضحى نتشه وسارتر وكامو وشوبنهور وغيرهم مجرد ذكرى في مقالاتنا...!
سنين بل عقود ونحن نكتب... ونكتب... ونكتب... وماذا بعد؟
هل توقفنا وسألنا أنفسنا ماذا كتبنا؟ ولمن؟ وما مغزى ما كتبنا؟
أظن حان أن نتأمل ساعتنا في الوقت إلى أين تشير...سؤالشقي يطرأ الآن، ونحن بزمن الحجر الكوروني...ومع الحجر الصحي. كم نحن بحاجةٍ أيضًا لحجرٍ ثقافي وفكري وأدبي، لنتحرر من درن الكتابة والقراءة الملوثة، مرضنا الفكري ليس فيما نكتب بل فيما نلوث به البيئة من ترهات لا دلالة لها... عندما تطلعت لواجهة زجاجية بإحدى المكتبات الفخمة، ذات الشهرة العريقة طالعتني هذه العناوين..."أحبني بعدها" "هيفاء تبحث عن رجل"..."ضاع عمري"
أدركت الساعة بأن من يكتب هذه الترهات مصاب بفايروس أخطر من فايروس الكورونا، ومن يقرأ هذه الغمائم حامل للفيروس، هذه ما الحقناه بأنفسنا ونحن نكتب ونكتب ولا نفهم مغزى ما نكتب سوى لإرضاء غرورنا، فكم أهدرنا من الورق وكم أهدرنا من مال على مكتبات بحجم القصور ومعارض بسعة القرى...عروض وأضواء وافتتاحيات وكلّ ذلك لم نر بعد ما ننافس فيه العالم من فكر...نحن بحاجة للتوقف والسؤال في دائرتنا العربية...هل نحن أصحاء ومعافين فكريًا وثقافياً؟ ألا نحتاج لخلوة أو عزلة للتأمل بعد كل الهرج والمرج الثقافي؟ لنفهم ما معنى ما قدمناه حتى الآن؟
أظن أنها مناسبة لنفتش عن فايروس ثقافي لوث حياتنا الثقافية، بدليل رواية!! "هيفا تبحث عن رجل" قد طبع منه 39 طبعة! يا للهول!! نستحق فعلاً حجر ثقافي... لنتأكد من صحة عقولنا وافكارنا، فلا يكفي أن نطمئن إلى أبداننا أنها بخير وخالية من الفايروس، لعلّ هناك فايروس أخطر من الذي يضرب الأبدان قد تمكن من عقولنا لأننا وهذا واضح في حياتنا الآن... من قراءنا وكتابنا غالبيتهم مصابون بفايروس التسطح والعدمية وبحاجة للقاح ينتزعنا من وباء الأمية الثقافية!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تصف نوال الزغبي علاقتها بالصحافة ؟ ??


.. سألنا الناس في مصر: ما هو الفيلم أو المسلسل الذي لا تمل منه؟




.. موجز أخبار الرابعة عصرًا - وزير التعليم يستعرض غدًا نتيجة تق


.. الفنان أيمن عبد السلام ضيف صباح العربية




.. موسيقى ورقص داخل حرم المسجد في عقد قران ابنة مفيدة شيحة يثير