الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


توسيع عدد من القواعد العسكرية الأمريكية في العراق يثير التساؤل

عصمت موجد الشعلان
(Asmat Shalan)

2006 / 6 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


نشر جارلس هانلي مراسل جريدة تورنتو ستار تقريره بتاريخ 22 آذار، جاء فيه ما يلي: مكث هانلي في أحد القواعد العسكرية الأمريكية لمدة أسبوعين كمراسل مقيم، بنى تحليله وإستنتاجه من مشاهداته ومقابلاته وأسئلته للمهندسين والمسؤولين الأمريكان العاملين في هذه القواعد.
خصص البنتاغون 1 بليون دولار للإنشاءات العسكرية في العراق للإعوام 2005 – 2006. يوجد في العراق حوالي 013200 عسكري أمريكي، متوزعين على 76 قاعدة عسكرية، شملت التخصيصات والتوسيعات والإنشاءات ثلاث قواعد رئيسية وهي:
1. قاعدة الأسد الجوية الواقعة في الصحراء الغربية، يعمل في هذه القاعدة 17000 عسكري ومدني، تبلغ مساحتها 49 كليومتر مربع، لا تختلف الحياة في هذه القاعدة عن الحياة في أي مدينة أمريكية، يوجد فيها مطاعم بيركر كنك وبيتزا هات ومحلات لبيع السيارات والأقراص المدمجة، مرور السيارات منظم بواسطة علامات وإشارات المرور، الشوارع مكتظة براكبي الدراجات الهوائية.
تم تخصيص 7.4 مليون دولار لبناء سور محكم حول القاعدة، و 39 مليون دولار لإنارة مدارج الطائرات ولبناء برج مراقبة حديث، ولربط خطوط كهرباء القاعدة بخطوط الضغط العالي العراقية.
2. وفي مدينة بلد، توجد قاعدة الإمام علي عليه السلام والتي كانت أكاديمية القوة الجوية في عهد النظام السابق، تبلغ مساحة القاعدة 36 كيلومتر مربع وعدد العاملين فيها 25000 من ضمنهم آلاف من العسكريين، ترك النظام السابق حوض سباحة بمقاييس أولمبية وسينما.
تم تحديث مدرجين للطائرات السنة الماضية بطول 3600 متر اللذان يعتبران عصب أو مركز العمليات اللوجستية، تقوم 31000 شاحنة بنقل آلاف الأطنان من الحصى والرمل إلى 9 معامل لعمل الكونكريت، تم صرف 16 مليون دولار لتشييد مآرب لطائرات سي – 5 وطرقها الفرعية، وصرف 18 مليون دولار لبناء مآرب لطائرات سي – 130، وتم إنشاء مآرب للحوامات الهجومية والإستطلاع والنقل بكلفة 28 مليون دولار وبناء مآرب بطول 1.5 كيلومتر يتسع إلى 120 حوامة نوع هيلي – بارك. وبناء مآرب رابع بجانب المدرج لطائرات الإخلاء الطبي ولوقوف الطائرات المستعدة للأقلاع عند الطلب، خصص 25 مليون دولار لبناء طرق للشاحنات الناقلة للسلاح والعتاد الى المخازن ومنها، تم تزويد المدرجين بإنارة دائمية حديثة وتحديث 1 كيلومتر من أحد المدارج.
3. يفكر الأمركيان بناء قاعة طعام في قاعدة طليل، تتسع لإطعام 6000 بكلفة 14 مليون دولار وصرف 22 مليون دولار لإنشاء سياج يضاعف من محيط القاعدة ذاث مدخل يتم التحكم فيه بتقنيات عالية وبناء أبراج مراقبة وخندق خارج السياج.
يقول المراسل بأن عدد من المهدنسين والميكانيكيين الأمريكان يعتقدون بأنهم باقون في قاعدة بلد لأكثر من عشر سنوات أن لم يكن للأبد، كما أن الرئيس الأمريكي قال في مؤتمره الصحفي في واشنطن في آذار بأن بقاء القوات الأمريكية في العراق أو إنسحابها متروك لقرار رؤوساء الولايات المتحدة الأمريكية وللحكومات العراقية المستقبلية، بينما تطالب بعض الأحزاب ومعظم أفراد الشعب العراقي بوضع جدول زمني لإنسحاب قوات التحالف من العراق، إلى هنا أنتهى تقريرهانلي.
لنعود إلى الوراء ونستذكر الأحداث ودور القوات البريطانية وطائراتها ، منذ وطئت هذه القوات أرض العراق 1914 وحتى إجلائها : قامت القوات البريطانية بتحركات لإخماد نار ثورة العشرين والقضاء على مراكز تجمع الثوار، فكانت معارك الرارنجية والعارضيات ومعارك كفري والسليمانية، وفي سنة 1924 أرسل المندوب السامي فوجاً من الجنود البريطانيين بالطائرات إلى كركوك لحماية قوات الليفي من غضب جماهير المدنية وفي سنة 1931 أستعانت حكومة نوري السعيد بالقوات البريطانية لكسر الأضراب أحتجاجا على لائحة قانون الرسوم والضرائب، كما إستعانت الحكومة بالقوة الجوية البريطانية في القضاء على إنتفاضة الشيخ أحمد البارزاني، وفي سنة 1933 زودت القوات البريطانية المتمردين الأشوريين بالسلاح والمعدات والخبرات العسكرية وزودتهم الطائرات البريطانية بصور مواقع القوات العراقية، وفي نفس السنة تم إستدعاء القوات البريطانية لحماية شركة الكهرباء البريطانية في البصرة من غضب المواطنين على زيادة أسعار الكهرباء وحماية رعاياهم في بغداد والموصل وكركوك، ساعدت الطائرات الحربية البريطانية القوات الحكومية العراقية في قمع تمرد عشائر الأكرع والفتلة في الديوانية سنة 1935، مقتل بكر صدقي 1937 والملك غازي 1939 كان من تدبير الأنجليز، وأثر إنقلاب رشيد عالي الكيلاني 1941 قامت طائرة بريطانية بنقل الوصي عبد الآله إلى البصرة ومنها إلى سفينة حربية وزودته بإذاعة لاسلكية لمهاجمة رشيد عالي والعقداء الأربعة الذين قاموا بالإنقلاب، كما قامت ثلاث أسراب من الطائرات البريطانية بقصف القوات العراقية في سن الذبان.
نلاحظ مما سبق بأن القوات البريطانية كانت سلاحاً في يد الحكومات العميلة للقضاء على تمرد العشائر العراقية وفك الأضرابات الموجهة ضد قوانين الحكومة والشركات الأجنبية، ولجاماً لكل رئيس حكومة يريد التخلص من هيمنة السياسةالأستعمارية.
أما فيما يخص القوات الأمريكية (قوات التحالف) فليس لها حسنة إلا حسنة إسقاط النظام البعثي برئاسة الدكتاتور صدام حسين، لقد أخفقت هذه القوات في حفظ الأمن وصيانة الممتلكات العامة من النهب والسرقة، وكانت شاهداً على حرق المكتبات ونهب كنوز المتحف الوطني وبقية المتاحف في المحافظات الأخرى أن لم يكن أفرادها ساهموا في ذلك، و أهداء الرئيس بوش بندقية صدام الذهبية إلا برهانا ودليلاً على ذلك، أن أملاك وهدايا رؤوس السلطة الصدامية هي أملاك الشعب العراقي فلا يجوز للمحتل أو رؤوساء الوزارات العراقية والوزراء التصرف بها، أطلق العسكر الأمريكيون النار على المدنيين العزل، أحياناً من باب التسلية وأحياناً أخرى من باب الخطأ كما حدث في سامراء، كما قامت الطائرات بقصف الأمنين الأبرياء وما إستشهاد 24 مدني في حديثة إلى دليل على ذلك، لم نسمع أو نقرأ عن مشاريع إنتاجية أو مصانع شيدتها الولايات المتحدة الأمريكية ولا نعلم إين ذهبت مساعدتها وقروضها المليارية والدليل على ذلك التقرير الفصلي، الذي أعده الينتاغون للكونغرس، الذي رسم صورة قائمة لإقتصاد العراق وتحدث عن تقدم لا ينكر على صعيد إعادة الإعمار، ولا زالت أزمة الكهرباء والوقود بدون حل لهما وأمريكا صاحبة أرفع تكنولوجيا في العالم، نعم قدمت مساعدات لمؤسسات المجتمع المدني لا تتجاوز 10 مليون دولار من أجل تحسين صورتها بين أفراد الشعب العراقي.
المطلوب من الأحزاب المشاركة في العملية السياسية والتي خارجها الإتفاق أما على جدولة إنسحاب القوات الأمريكية حسب جدول يتناسب زمنياً مع بناء وقوة القوات العسكرية العراقية، أو الإتفاق على تواجد أمريكي دائم في القواعد التي تم توسيعها وتحديثها ، يجب الأتفاق على أحد الأمرين الآن ، مع جدولة إنسحاب قوات التحالف، الحزب الشيوعي العراقي والحزب الإسلامي وأحزاب من الإئتلاف العراقي الموحد وأحزاب صغيرة في التحالف الكوردستاني بخلاف الأحزاب الكبيرة كالإتحاد الوطني الكوردستاني والحزب الديمقراطي الكوردستاني فلا تعنيهما هذه المسألة ولربما يؤيدان إعطاء قواعد ثابتة ومستديمة للقوات الأمريكية وذلك تم طرحه في مقال مستشار رئيس الجمهورية الفريق أول الركن وفيق السامرائي المنشور في القبس والذي أعيد نشره في موقع صوت العراق بناريح 30 – 5 – 2006.
إن منطلقات الأحزاب المطالبة بجدولة إنسحاب قوات التحالف مختلفة، فمنها ينطلق من حرصه على إستعادة سيادة العراق، ومنها متأثراً بالضغوط النفسية والمادية لقوى العنف كما يقول السيد وفيق السامرائي،أو وجود القواعد الأمريكية على أرض العراق يستفز ويثير مخاوف دولتي محور الشر ( حسب التصنيف الأمريكي ) وهما أيران وسوريا،لذا تسعى هاتان الدولتان وبما أوتيا من قوة وحيل في أفشال مخططات أمريكا.
أما حجج الأفراد والأحزاب والسياسيين المؤيدين لوجود قواعد أمريكية هي: أنسحاب القوات الأمريكية يترك فراغ أمني يؤدي إلى تفتت العراق إلى كيانات طائفية وعرقية، ويحقق أطماع دول الجوار في التراب العراقي وذلك باقتطاع مساحات أو محافظات من الوطن، ويعطي أشارة خاطئة للأرهابيين بنجاح إستراتيجيتها ويعكس فشلاً في الإستراتيجية الغربية حسب رأي السامرائي، ولا ضير من وجود قواعد أمريكية في العراق حيث توجد قواعد أمريكية في اليابان وألمانيا وكوبا وكوريا الجنوبية ولم تؤثر هذه القواعد على السياسات الخارجية وتقدم هذه الدول.
ترك لنا الوطنيين الأوائل أرث وطني يعتز به كل عراقي وهو كره المحتل والإحتلال، كالحزبان، الحزب الوطني العراقي وحزب النهضة الوطنية اللذان مثلا المعارضة الوطنية العراقية لسياسة الأحتلال البريطاني، قامت الجماهير بمظاهرات صاخبة تقدمها عدد من الشخصيات الوطنية من بينها محمد الصدر ومهدي الخالصي ومهدي البصير رافضة الإنتداب البريطاني ومعاهدة 1922، أصدر علماء الدين الشيعة والسنة فتاوى تحرم الأشتراك في الأنتخابات المزمع إجرائها من أجل أقرار المعاهدة، عارض الشخصية الوطنية كامل الجادرجي وجعفر أبو التمن معاهدة 1930، وكانت برامج الأحزاب التي أجيزت سنة 1945 كالحزب الوطني الديمقراطي وحزب الشعب وحزب الأتحاد الوطني تدعو إلى تحرير العراق من السيطرة الإستعمارية، ولابد من الأشادة بسياسة الحزب الشيوعي العراقي الوطنيه المعادية للأستعمار الأنجليزي والأمبريالية، لقد كان نشاطه السري والعلني متميزاً عن نشاط الأحزاب البرجوازية في الساحة العراقية، تنشط الأحزاب البرجوازيه الوطنية عندما تجاز ويتوقف نشاطها بألغاء أجازتها بينما الحزب الشيوعي العراقي يمتد نشاط الى كل ريف ومدينة سواء كان هناك متسع من الحريات العامه او أنحسار لها، ولاأحد ينكر دور هذا الحزب في أسقاط معاهدة بورتسموث ووثبة كانون 1948، نتفق مع هانلي بأن أغلب الشعب العراقي يرغب في جدولة أنسحاب قوات التحالف بينما أمريكا لا ترغب في ذلك.
يعوض الجيش العراقي وقوات الشرطة والأمن عن القوات الأمريكية وقواعدها، فلا يحدث فراغ أمني ، شريطة ان تكون القوات العسكرية العراقية عراقية التوجه، همها حماية التراب الوطني من طمع الجوار أو الحركات الأنفصالية سواء كانت عرقيه او طائفية، لاتحتاج أمريكا قواعد في العراق، فلديها قواعد في تركيا والبحرين وقطر وقوات في الكويت وسفن بحرية في الخليج، بأستطاعة الصواريخ والطائرات الأمريكية الوصول لأي نقطة في العراق خلال دقائق وما اعتراض الطيران الأمريكي والأنجليزي لطائرات النظام السابق فوق النجف وفوق الحدود الجنوبية لكوردستان ببعيد عن الأذهان، حماية التراب الوطني من طمع الطامعين يتم عبر أبرام معاهدات عدم أعتداء مع دول الجوار ومعاهدة دفاع مشترك مع دول التحالف أذا رغب الشعب في ذلك.
الأرتباك و التردد في سياسة قوات التحالف أعطى أشارات للأرهابيين وساعدهم في تقوية مرتكزاتهم في قوات الشرطه والجيش العراقي، لقد أعيد للشرطه والجيش ضباط سابقين، بعثيين بحجة التوازن الطائفي، ويوم بعد يوم يتم أكتشاف ضلوع بعض هؤلاء في الأرهاب، وكذلك تجنيد أهالي المدينة في قوات الشرطه لحمايتها كما حدث في الفلوجة، فالنتيجه كانت تمرد هذه القوات ضد الحكومه أومساعدة الأرهابيين لوجستياَ.
أما الاقتداء بكوريا الجنوبية واليابان والمانيا وكوبا، فهو أقتداء لايستند الى المعطيات التاريخية، لقد هزمت المانيا واليابان في الحرب العالمية الثانية وبناء القواعد فيهما جاء امتيازاً للمنتصر وأداة بيد المعسكر الأمبريالي ضد المعسكر الأشتراكي، وتقسيم كوريا جاء بمقاييس الحرب الباردة والصراع بين المعسكرين، فلم تبنى هذه القواعد برغبة الشعوب، أما قاعدة غوانتانامو في كوبا، شيدت هذه القاعدة بموجب معاهدة أمدها 99 سنة بين الحكام الكوبيين والولايات المتحدة الامريكيه قبل مجيئ كاسترو للحكم.
رأينا الشخصي هو أنسحاب قوات التحالف ( الأمريكية) حسب جدول زمني يتماشى مع عدد وعتاد وعدة الجيش العراقي وقوات الشرطه والحرس الوطني، وذلك يتطلب تجنيد العراقيين المؤمنيين بوحدة العراق الفيدرالي الديمقراطي، و أبرام معاهدات عدم اعتداء مع دول الجوار ومعاهدة دفاع مشترك مع الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا. الخاتمة ( الباب الي تجي منه ريح سده وإستريح).

7-6-2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات الطلاب الأمريكيين ضد الحرب في غزة تلهم الطلاب في فرن


.. -البطل الخارق- غريندايزر في باريس! • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بلينكن في الصين.. مهمة صعبة وشائكة • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بلينكن يصل إسرائيل الثلاثاء المقبل في زيارة هي السابعة له من




.. مسؤولون مصريون: وفد مصري رفيع المستوى توجه لإسرائيل مع رؤية