الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الولايات المتحدة الاميركية وأزمة الملف النووي الايراني بين معايير الخصومة العقائدية والخصومة السياسية

جاسم الصغير

2006 / 6 / 9
مواضيع وابحاث سياسية


كثر في الآونة الأخيرة الحديث عن أزمة تخصيب إيران لليورانيوم المخصب والتجاذبات السياسية أو الاصطفافات التي حصلت بفعل التصعيد السياسي والإعلامي من قبل المعسكر الغربي والولايات المتحدة الاميركية لذلك فمن المعلوم أن الولايات المتحدة الأمريكية وخلفها أوروبا تعارض بشدة حصول إيران على التكنولوجيا النووية التي تقول أنها ستستخدمها لأغراض عسكرية ومما سيساهم في عملية سباق تسلح جديد في المنطقة ولا تتحملها هذه المنطقة الحيوية من العالم لذلك شهدنا الصخب السياسي والإعلامي بشأن هذه الأزمة منذ فترة ليست بالقصيرة وفي استعراض للمعطيات التي يروجها كل طرف لتعزيز ذريعته فالمعسكر السياسي الذي يضم الولايات المتحدة الأمريكية وأوربا تقول أن الدول التي تمتلك الطاقة النووية هي دول ديمقراطية وفيها ضمانات مؤسساتية دستورية بعدم استخدامها بشكل تعسفي او غير مسؤول بينما إيران يوجد فيها نظام سياسي لا يتمتع بالديمقراطية وهو حكومة ثيوقراطية(دينية) والرئيس الحالي احمدي نجاد من التيار المحافظ وان البرلمان الحالي يسيطر عليه المتشددون الراديكاليون لا يوجد فيها ضمانات دستورية يمكن أن تمنع أو تحول دون استخدام هذه الطاقة النووية لأغراض عسكرية إن امتلكتها ما سيكون له أكبر المخاطر على مستقبل المنطقة ومصالح الولايات المتحدة الأمريكية فيها وأيضاً أن استطاعت إيران امتلاك الطاقة النووية ستصبح من الدول الكبرى عندما تنضم على نادي الدول النووية وهذا ما لا تسمح به أمريكا أما مبررات إيران في امتلاك الطاقة النووية فهو أن امتلاك التكنولوجيا النووية هو حق مشروع لجميع الدول على أن تكون لأغراض سلمية وليس عسكرية وهي موقعة على معاهدة عدم انتشار الطاقة النووية في ألأمم المتحدة ولذلك أن على منظمة الأمم المتحدة أن تحرص على مصالح جميع الدول التي لديها هذا النشاط يفترض بها أن تحفظ حقوق جميع الدول بالتساوي وأن لا تصبح ألعوبة بيد بعض الدول فهذه المنظمة لم تجري ولو تفتيشاً واحداً للمفاعلات الإسرائيلية الثمان منذ إنشائها من قبل إسرائيل التي لم تنضم إلى منظمة الحد من الأسلحة النووية التابعة للأمم المتحدة وهكذا يستمر الجدل السياسي بين معسكرين يتناقضان في التكوين والدور الدولي أن الأكيد هو أن المنطقة مهيأة لتصعيد سياسي وعسكري نتيجة لهذه السياسية إن استمر هذا الجدل البيزنطي ، وأن ثمة سباق للتسلح واضح بفعل هذه التطورات الدراماتيكية ، وفي الحقيقة ثمة بعد آخر مسكوت عنه وكما تعبر عنه أدبيات الفكر الحديث ألا وهو أن الولايات المتحدة الأمريكية في علاقاتها مع باقي دول العالم تصنفها إلى مستويين من الخصومات السياسية وهما (الخصومة السياسية) و(الخصومةالأيديولوجية )وبالتالي أن هناك اختلافات نوعية بين هذين النوعين وبالتالي موقع الدول المخالفة لنهج الولايات المتحدة الأمريكية ، يقول الأستاذ حسن العلوي في هذا الشأن :
((إن التصنيف الأمريكي للخصوم وليس للحلفاء هو إلى خصم عقائدي وخصم سياسي . كان الاتحاد السوفيتي خصماً عقائدياً مدججاً بأيديولوجية تحيل الصراع في مراتب الحتمية ضد النظام الرأسمالي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية وهذا الخصم ينجب ويفرخ خلايا مضادة للأمن القومي لأمريكا ولدول الغرب عامة ، فيما الخصم السياسي قد يكون نظاماً ليبرالياً أو برجوازياً أو من أنظمة العالم الثالث التي لا ترتبط الخصومة بها بثقافة المجتمع ولا تربي الناشئة على معاداة أمريكا والغرب . إن الخصم السياسي يمكن أن يتم التفاهم معه في مؤتمر أو صفقة أو التفاتة دبلوماسية أو معونة اقتصادية ، فيما الخصم العقائدي أو الأيديولوجي يصعد من درجة توتره لإبقاء الضغينة في صدور الناشئة ضد الفلسفة الغربية والنظام الاجتماعي والتربوي لدول الغرب والأمركيان)) .
((العراق الأمريكي – حسن العلوي – دار الزوراء – لندن – 2005 – ص122 / 123)).
وهكذا نرى وحسب التحليل السياسي السابق إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تصنف إيران على أنها خصم عقائدي وأيديولوجي معادي وتتخذ من مقولات رفعتها الثورة الإسلامية في بداية حصولها في عام 1979 كالشيطان الأكبر وقطعها للعلاقات السياسية الايرانية الاميركية واحتلال انصار الثورة للسفارة الاميركية في طهران لفترة ليست قصيرة وتربيتها للناشئة على كراهية أمريكا وغيرها دلائل على توجهات عدوانية تجاه الولايات المتحدة الأمريكية وقد مرت العلاقات بفترات توترات طويلة أما الخصم السياسي فالحدة اقل وكمثال ساطع على ذلك ما عودة العلاقات الأمريكية-الليبية بعد انقطاع طويل بفعل خصام سياسي إلا مثال بسيط على الخصومة السياسية التي تم التفاهم بها مع النظام الليبي الذي الغى برنامجه الكيميائي وسلم الولايات المتحدة الأمريكية حتى المعامل الخاصة بذلك ، وتوجد أمثلة كثيرة غير ذلك ، لذلك أن الأزمة النووية الإيرانية – الأمريكية بحاجة ماسة الى توفر مناخ سياسي يساعد على احياء الحوار الهادف وإلى أن يسود صوت العقل والحكمة في معالجة هذا الملف وأن يكون للدبلوماسية الحضور القوي لأنه وببساطة لا يوجد رابح في هذا الملف إن استفحل وعلى جميع الدول ذات الصلة ان تقدر أمن المنطقة والمرحلة حق قدرها ، ولا يفوتنا أن نطالب الأمم المتحدة بدور أكبر وحضور أكثر وأن لا تكتفي بإصدار البيانات والقرارات بل الإشراف الكامل بحيث يتم ضمان عدم تفرع أو انتشار آثار هذا الخلاف إلى درجة لا تحمد عقباها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جامعة كولومبيا تلغي حفل التخرج الرئيسي جراء الاحتجاجات المؤي


.. بالمسيرات وصواريخ الكاتيوشا.. حزب الله يعلن تنفيذ هجمات على




.. أسقط جيش الاحتلال الإسرائيلي عدداً كبيراً من مسيّراته خلال ح


.. أردوغان: سعداء لأن حركة حماس وافقت على وقف إطلاق النار وعلى




.. مشاهد من زاوية أخرى تظهر اقتحام دبابات للجيش الإسرائيلي معبر