الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حقائق يؤكدها فايروس كورونا !

عبدالله صالح
(Abdullah Salih)

2020 / 3 / 23
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


لا داعي للتذكير بمدى خطورة هذا الوباء واهمية مراعاة وتطبيق تعليمات الوقاية منه، بغض النظر عن سبب ظهوره و انتشاره السريع.
كما سبق وأكدنا على أن الأوضاع في العراق بعد انتفاضة تشرين لن تكون كما كانت قبلها، كذلك فان العالم بعد كورونا سوف لن يكون نفس العالم الذي كان قبله، لأسباب وحقائق كانت موجودة قبل انتشار الوباء، الا ان ظهورهذا الوباء وفتكه بحياة مئات الآلاف وبهذه السرعة جاء ليؤكد هذه الحقائق ويوفر لنا الوقت لادركها ومن ثم الإسراع في النضال من أجل تغييرها ومن جملة هذه الحقائق :
أولا – النظام الرأسمالي العالمي السائد الآن والذي يطبق سياسة النيوليبرالية منذ عدة عقود والمتمثلة بخصخصة جميع المرافق الخدمية ناهيك عن المشاريع الصناعية، واختفاء القطاع العام تدريجيا واختصار مهمة الدولة في المراقبة وتشديد القبضة حفاظا على بقاء سيادة هذا النمط، والذي بدوره يضخ الأرباح في جيوب الرأسماليين على حساب افقار وتهميش الغالبية العظمى من سكان الأرض، بات واضحا للجميع، هشاشة وانهيار الأنظمة الصحية في الدول المتقدمة أمام هجمة كورونا خير دليل على ذلك، بتعبير آخر فأن الوباء رسم لنا صورة واضحة عن جشع الرأسمالية وعدم ايلاءها أية أهمية لصحة الانسان وسلامته مقابل توفير المزيد من الأرباح لهذه الطفيليات .
ثانيا - الترسانات العسكرية الكبيرة والضخمة لدول العالم، بدءً من الدول النووية مرورا بالدول ذات الصناعات العسكرية الفائقة التقدم ووصولا الى أفقر دول قارتي أفريقيا وآسيا والتي يُعد مجموع أثمانها بألوف المليارات من الدولارات، كل هذه الأسلحة لا تساوي اليوم دواءً علاجياً واحداً يتصدى لعدوٍ لا يمكن حتى رؤيته بالعين المجردة! ولا سبيل لإيقافه سوى بالعودة الى المختبرات العلمية التي كانت شبه مهملة في السابق مقارنة بما تم صرفه على الآلة العسكرية لدول العالم.
ثالثا - لو تصورنا مئات الألوف من المليارات المكدسة الآن في بنوك العالم وسط أوضاع يموت فيها يوميا آلاف الجياع ، هذا قبل ظهور كورونا بالطبع، وموت الألاف الآن بسبب كورونا، لأدركنا بأن كل هذه المليارات لا تساوي قرشا أحمر في التصدي لهذا الوباء الذي لا يفرق بين البشر ويُداهم كل حُفرة و زاوية من زوايا عالمنا .
رابعا – لو كان هذا الوباء ينتشر فقط في المناطق التي تفتقر الى توفر الشروط الصحية على سبيل المثال، أي لو كان منحصرا في بقعة معينة من العالم لرأينا مدى استهتار العالم الرأسمالي بما يحصل فيها، كما هو الحال عند ظهور الوباء في الصين و استهتار واستخفاف دونالد ترامب به .
خامسا – الإهمال المتعمد للنظام الرأسمالي والتدهور المتزايد الحاصل في البيئة والغلاف الجوي للأرض جراء انبعاث أخطر الغازات التي تسببت في انهيار نظامنا البيئي، جاء هذا الوباء ليفرض، رغم خطورته، واقعا جديدا وينظف البيئة من هذا التلوث المتعمد من قبل النظام الرأسمالي وكأن الطبيعة تنتقم لنفسها من هذا النظام وان كان على حساب حياة ملايين البشر.
لقد آن الأوان للبشرية أن تعيد حساباتها بعد تجاوز هذه المرحلة المؤلمة وتناضل من أجل إرساء نظام عالمي جديد يليق بالبشر ويعيد اليه انسانيته ويوفر له حياة تسودها المساواة والرفاه والصحة والسلامة الا وهو النظام الاشتراكي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فولفو تطلق سيارتها الكهربائية اي اكس 30 الجديدة | عالم السرع


.. مصر ..خشية من عملية في رفح وتوسط من أجل هدنة محتملة • فرانس




.. مظاهرات أمام مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية تطالب الحكومة بإتم


.. رصيف بحري لإيصال المساعدات لسكان قطاع غزة | #غرفة_الأخبار




.. استشهاد عائلة كاملة في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في الحي الس