الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكورونا ونظام عالمي جديد- قديم .

قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا

2020 / 3 / 23
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


الكرة الأرضية مُصابةٌ بالهلع ، وكأحد سكان هذه المعمورة ، تنتابني نوبات من الخوف . فصغيرتي التي تتواجد معنا في البيت بعد أن تمّ إغلاق المدارس الرسمية والخاصة ، تمر بوعكة صحية خفيفة ، ليس لها ارتباط بالكورونا ... وقررنا أن نأخذها لطبيب العائلة ... لكن من سيأخذها ؟ لم يوافق ابني البكر على أن أُرافقها أنا.... لأنني في "مجموعة الخطر"، فقد تجاوزت الستين من عمري، وكل "تماس" مع مصاب بالعدوى قد يؤدي الى ما لا تُحمد عقباه ، لذا فقد "غامر" إبني وقاد السيارة حتى العيادة البعيدة عن بيتنا...!!
لقد وصل الأمر حداً اصبح فيه الخروج من البيت مغامرة كبيرة ومخاطرة بالروح .. بالإضافة الى "نظرية المؤامرة" التي تنتشر كإنتشار النار في الهشيم ، يتكشف العالم المعاصر والدول العظمى تحديدا، في أضعف وأسوأ حالاته ... لا معدات ، لا وقاية ، والأنكى من كل هذا ،لا علاج حتى الآن، واعداد الضحايا ، أمواتا وأحياء في تصاعد متوالية هندسية .
بعد الاستهتار واللامبالاة بحيوات الناس، ذهبت السكرة وحضرت الفكرة، لتقرر دول أوروبا والولايات المتحدة، بأن الوضع جد خطير ويجب تخصيص الميزانيات لمواجهة الكورونا ...
فالنظام الرأسمالي النيو ليبرالي، وتحديدا في الولايات المتحدة، والذي يُحرّر الدولة من مسؤوليتها عن "المواطنين" العاديين ، ولا يُقيم وزنا سوى للإحتكارات الكُبرى ، بدأ يستوعبُ بأن إهماله المقصود والمُتعمد في توفير خدمات طبية مناسبة للجميع ، وتوفير المعدات اللازمة للوقاية والعلاج، أمر هام ومستعجل ، وإلا لن يبقى مِن القوة العاملة ، مَن سيستغله الرأسمال ليُراكم أرباحه .
لذا نرى ترامب الذي انكر وجود الفايروس، ويكذب على نفسه أولا وأخيرا ، يسارع الى تخصيص ميزانيات ضخمة لمواجهة الفايروس . هذه المواجهة التي ستصب في المحصلة ، في مصلحة الاحتكار .
وبالمقابل تتعالى أصوات كثيرة ، تمجد وتعدد مزايا الأنظمة الاشتراكية، والتي وفرّت للمواطن في بلادها حاجاته الأساسية من طب وتعليم مجانيين. لكن هذه المزايا لم تحمها من السقوط في نهاية المطاف.
أعتقدُ، وهذا رأيي غير المُلزم لأحد، بأن ألعالم على عتبة شكل جديد من المنظومة السياسية ، وهو شكل يمزج بين إيجابيات النظامين، الخدمات المجانية والتي ستغطي كافة الإحتمالات والسيناريوهات، وخصوصا السيئة منها ، وبين الحريات الفردية والتي هي بحاجة الى تحسين وتحصين .
وحينما تنقضي هذه الأزمة العالمية ، لن تسكت الجماهير عن حقوقها ، وستخرج مطالبة بالتغيير المنشود، لكي تصبح الشعوب والمواطنين، في مركز الاهتمام ، وليس الإحتكار، الحزب او الزعيم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - البلاوي في زمن الكورونا
عتريس المدح ( 2020 / 3 / 24 - 16:37 )
قيم العالم الرأسمالي تنهار، وهي التي كانت تمجد حقوق الانسان، تأخر إعلان بريطانيا وأمريكا عن الاعلان عن إتخاذ إجراءآت الوقاية يبرهن دائما عن الاستهتار وكأن المالتوسية هي دليلهم العملي في تقييم حياةالبشر
الصين وتعاليمها الاستبدادية الصارمة ساهمت في حماية حياة البشر
إيطاليا بمرحها المستهتر تكاد تودي بشعبها إلى الهلاك
والمتأسلمين في بلادنا أتاهم الالهام ليذكروا العالم في غضب الرب، وليؤكدوا بأن الرب قد تحدث عن كوفيد 19
روسيا الشريرة تتقدم لتساعد الطليان الذين لم يكد حبرهم قد جف حين وقعوا العقوبات بجانب ترامب ضد الروس
و أنا جالس في البيت أصارع الخوف المتنامي لشريكتي من نقل الكورونا رغم تأكيدي بأنني قادر على صرع كورونا
فهل من مؤمنين مثلي لديهم نفس التأكيد
سلمت يا صديقي وسلم الطيبون والشريرون البسطاء في العالم ومع تمنياتي لترامب ونتنياهو بالتعقل وبأن لا ينسوا بأن هنالك شعوبا يحاصرونها في إيران وفلسطين و فنزويلا وغيرها من المارقين عن تعاليم النيوليبرالية المتوحشة
ودمتم سالمين


2 - نورت
قاسم حسن محاجنة ( 2020 / 3 / 24 - 16:57 )
كيف حالك يا صديقي العزيز ؟
سيكون وفي اعتقادي تحول ايجابي .... بعد أن يسترد العالم عافيته.
لك كل الود والاحترام على التحليل الجيد

اخر الافلام

.. خطوة جديدة نحو إكسير الحياة؟ باحثون صينيون يكشفون عن علاج يط


.. ماذا تعني سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معب




.. حفل ميت غالا 2024.. إليكم أغرب الإطلالات على السجادة الحمراء


.. بعد إعلان حماس.. هل تنجح الضغوط في جعل حكومة نتنياهو توافق ع




.. حزب الله – إسرائيل.. جبهة مشتعلة وتطورات تصعيدية| #الظهيرة