الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة إلى صديقي الكاتب إدريس الخوري في زمن الكورونا

عبد الرحيم التوراني
صحفي وكاتب

(Abderrahim Tourani)

2020 / 3 / 24
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


صباح الخير بَّا دْريسْ...
بلغني أنك تهدد الفيروس "الحقير" بالقضاء عليه سريعا إذا لم يستجب و"يخوي السيكتور".. فالعالم يحتاج لشرب "كاس نقي"... يؤكد الخلان...

أتساءل كيف تقضي يومك في الحجر الصحي، وقد خلقت كائنا محبا للفضاءات المليئة بالناس وبالحياة والضحك.. حتى وأنت تحكي للعالم قصصا من معين "حزن في الرأس وفي القلب"..

وأنت "بالفعل" يا بّادريس كائن فضائي جميل!
تشتاق الآن إلى فضاء "الشاربان" قبالة كلية الآداب.. إلى "ماكس" في حي لوسيان.. إلى حانات شارع علال بنعبد الله وباتريس لومومبا في العاصمة.. إلى "لابريس" و"مرس السلطان" و"الأطوميك" و"الزيادي" والكارتيي لاتان في كازا.. إلى بارات ومقاهي طنجة وفاس والعرائش ومكناس...

أعرف أن المرض لم يستطع أن يغلبك وينهيك عن الخروج إلى الأصدقاء، ولا أن يعزلك عن أماكنك المفضلة والمحببة... فما أن تحس بأنك قادرعلى الوقوف حتى تجد نفسك أمام باب الشقة، تنزل خفيفا إلا من محفظتك الجلدية الصغيرة على كتفك، ومن نواياك الجميلة و"تخطيطاتك الحديثة في هندسة الفقر" على قول صديقنا العزيز الشاعر السي احمد بنميمون.. تركب الترامواي لتنزل في محطة الكنيسة، كاتدرائية القديس بطرس بساحة الجولان.. تنادي على تاكسي، تسأله بلطف زائد أن يأخذك إلى "هنريس بار"، كمحطة ترانزيت قبل التوجه إلى بلاد "الشاربان"، وبعد إغلاق "هنريس بار" أصبحت تتوجه مباشرة إلى أدغال "الشاربان" حيث الهواء الطلق والأشجار والطبيعة المساعدة على الحرية والانطلاق.. و"هاتوا الخوابي.. يا أولاد سيدي موسى.. إن رأسي يريد المعجون..".. كما وثقتها في أول كتاب لك، وقد اقتبستها من صاحبها، صديقنا الشاعر الزجال والممثل حميد الهواضري، وكان الشاعر المناضل عبد اللطيف اللعبي نشرها في الطبعة العربية من "أنفاس" في سنوات الجمر والرصاص..

لا أعرف لماذا لم تخرج يا بّادريس على القراء بحكاياتك وسيرتك عن تلك السنوات العصيبة، ألم تكن ثوريا ويساريا من دون بطاقة انتساب، ولم تعر كتفيك لحمل راية أي حزب أو جماعة أو تيار، بل بقيت أنت هو أنت.. المنحاز دائما إلى الفقراء و"الطّابِية"...
ربما انغمارك في الكاس والضحك وجولاتك عبر خريطة البارات هو من أفلتك من السجن وملاقاة المصير الأسوء، وقد كتبوا في تقاريرهم أنك رجل "نْشايْطي زهواني.. يسرف في الكلام والقهقهات وفي شرب "الفيوباب" و"الكابيرني"...
أتذكر ما حكيته لزفزاف وللجوماري ولي في المعاريف عن مشاركتك في فرقة موسيقية وأنت شاب صغير، كنت تعزف على "الدربوكة" وغنيت عند عودة السلطان محمد الخامس من المنفى أغنية أنت مؤلفها، وتقول كلماتها: "يا ربي حبيتيه ف القمر بينتيه"..
والله أحبك يا بادريس.. ويحبك دائما.. وأنت الآن في "منفاك الصحي الطوعي".
ونحن أصدقاؤك أيضا نحبك في الله...

أتمنى أن تكون بخير فالفرج قريب.. والرُّوج أقرب.. ملء يديك..
سلامي ليوسف ومروان ولسعاد..
كاسك يا وطن..
وتَّاسِّييييير....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيران تتحدث عن قواعد اشتباك جديدة مع إسرائيل.. فهل توقف الأم


.. على رأسها أمريكا.. 18 دولة تدعو للإفراج الفوري عن جميع المحت




.. مستوطنون يقتحمون موقعا أثريا ببلدة سبسطية في مدينة نابلس


.. مراسل الجزيرة: معارك ضارية بين فصائل المقاومة وقوات الاحتلال




.. بعد استقالة -غريط- بسبب تصدير الأسلحة لإسرائيل.. باتيل: نواص