الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تعامل الإعلام العراقي مع كورونا

علي الحياني

2020 / 3 / 24
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


لاشك أن أزمة فيروس كورونا وانتشاره الواسع أثرّت بشكلٍ كبيرٍ على مختلف القطاعات بجميع دول العالم، ووسائل الإعلام هي من القطاعات التي تأثّر عملها، بسبب فرض حظر التجول وصعوبة وصول العاملين في المؤسسات إلى أماكنهم، بالرغم من الاستثناءات التي حصلوا عليها من الأجهزة الأمنية.
ومنحت جميع دول العالم التي فرضت أغلبها حظر التجول لمكافحة فيروس كورونا وسائل الإعلام بمختلف أشكالها استثناء من حظر التجول وسمحت للعاملين فيها بالتحرك بشكل طبيعي، وذلك لمعرفتها بالدور الذي يلعبه الصحافي والإعلامي بعملية التوعية والوقاية من الفيروس وإيصال الأخبار للمواطن الذي طلبت منه السلطات الجلوس في المنازل قدر الإمكان.
نرى أن أغلب وسائل الإعلام العالمية سخّرت جميع برامجها السياسية والاقتصادية والرياضية لتوعية المواطنين من مخاطر الفيروس وكيفية الوقاية منه، لكن وسائل الإعلام العراقية ذهبت باتجاه آخر.
ظلت وسائل الإعلام العراقية مشغولة بأخبار السياسة ومن يكلف بتشكيل الحكومة واجتماعات النواب وتصريحاتهم المملة، بالرغم من وجود حديث سيكون ضحاياه بالألاف ما بين إصابات ووفيات.
كان الأجدر بوسائل الإعلام أن تاخذ على عاتقها الدوري التوعوي وممارسة الضغط على الحكومة بالقيام بواجبها ونشر المواضيع المفيدة واستضافة الأطباء من ذوي التخصص ليشرحوا للناس طرق الوقاية والتعامل مع كل صغيرة وكبيرة بخصوص كورونا، وترك كل المواضيع الأخرى إلى جنب، حتى تنتهي أزمة الفيروس.
فماذا يعني أن تخصص قناة الدولة الرسمية جزءً كبيراً من برامجها لمناقشة قضية تشكيل الحكومة والمفاوضات وماذا قال السياسي الفلاني أو النائب العلاني، في حيت تركت الأزمة الحقيقية دون نقاش.
اكتفت وسائل الإعلام من بداية ظهور فيروس كورونا بنشر البيانات والإحصائيات الرسمية، وكذلك نشر القرارات التي تصدر من الحكومات المحلية بشأن حظر التجول والقرارات الإدارية الأخرى، لكننا لم نرَ تعاملاً جدياً بخصوص الإجراءات الوقائية وتوعية الناس، وكان جلّ ما تبحث عنه تلك الوسائل هو السبق بنقل أخبار الإصابات والوفيات بالفيروس.
كان من الأجدر على جميع وسائل الإعلام العراقية تشكيل غرفة عمليات مشتركة فيما بينها ونسيان التقاطعات الفكرية والسياسية فيما بين الممولين لتلك الوسائل، وتكوين حلقات من التوعية تبُث على جميع القنوات ووسائل الإعلام بمحتوى توعوي جيد يتقبله المواطن، لكن هيهات فلقد استمرت وسائل إعلامنا بنفس ديدنها الكلاسيكي القديم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح


.. هيئة البث الإسرائيلية: نقل 300 طن من المساعدات إلى قطاع غزة




.. حزب الله اللبناني.. أسلحة جديدة على خط التصعيد | #الظهيرة


.. هيئة بحرية بريطانية: إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليم




.. حزب الله يعلن استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة برا