الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دكتاتورية كورونا والأحزاب المعارضة

كمال الموسوي
كاتب وصحفي

(Kamal Mosawi)

2020 / 3 / 24
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


قد لا يختلف اثنان على الرعب الذي يعيشه جميع البشر من اثر الهلع والخوف الذي ولده تفشي فيروس "كورونا" الذي اثر سلبا على جميع مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية بل تعدى ذلك حتى تجاوز العلاقات الاجتماعية وفصلها اجزاءا متباعدة اذ لا يمكن لاحد التواصل او الاقتراب من اقرب الناس اليه.
لكن ما اثار دهشتي كمراقب ومتابع قريب جدا من احداث كورونا ، هو نظرة الناس لهذا الوباء القاتل احيانا وكيفية تعاملهم مع المصابين به ومع عوائل، فقد ذكرتني نظراتهم وطرق تعاملهم بطرق وتعامل عامة الناس مع العوائل التي كان ابناءها ينتمون الى الأحزاب المعارضة للأنظمة الدكتاتورية في الحقب الماضية، حين كانت تأتي عجلات الدفع الرباعي المظللة والمليئة بالرجال والسلاح آخرها الليل، وتداهم بيوت الناس بحجة انتمائهم للمعارضة فيأخذون منهم من يأخذونه وتضرب حولهم إشارات حمراء اذ لا يمكن لأي قريب مهما كان او بعيد من الوصول اليهم. وبعد فترة من الزمن يتصلون بهم بطريقة ما، لقد قتل ابنكم ودفن في عمق الصحراء ولا عزاء له ولا جنازة رمزية ولا يحق لأي احد منكم البكاء عليه او أخذ التعازي من الأهل والمقربين، ! هكذا هو الحال بالنسبة للمصابين بهذا الوباء الخانق ، حتى وان اختلفت نوع السيارات الرباعية الدفع وحتى وان اختلف رجالاتها وطريقة أخذهم للمصاب عن أؤلئك الذين كانوا يأخذون المعارضين اخر الليل، فالنتيجة واحدة والمحصلة نفسها فبكل الحالتين هناك عملية اقتياد الى الموت الذي لا بد منه ، وهناك عملية دفن في عمق الصحراء ولا عزاء للمصاب ولا تواصل من الاقربون ولا جنازة رمزية، هذا ما إرادة الدكتاتور " كورونا" وهذا ما فرضه على بني البشر في نص دساتيره واهم قوانينه، قوانينه التي ثبتها بقوة بعد عملية الانقلاب التي قام بها ضد كل أنظمة الشرق والغرب وضد كل قوانينهم المعلوماتية والتكنولوجية وضد عصر البايلوجيا المعقدة ، تمكن هذا الدكتاتور من السيطرة على اهم النظم الحياتية واستطاع بلحظة من السيطرة على كل مخارج ومقدرات البشر في عموم الكرة الأرضية ، جاءنا غاضبا لدرجة البطش فينا دون سابق إنذار او علامة مسبقة حتى صار مصداقا لقوله عز وجل ( يوم يفر المرء من أمه ابيه...) فعلًا فلقد فر الجميع من الذعر والخوف حتى من أنفسهم، وليس هناك اصعب على الإنسان من الخوف من نفسه، فكيف لك ان تشعر بالأمان وعدوك يداك وتفاصيل وجهك وما ترتديه من ملابس، كيف لك ان تكون حرًا وعدوك كل ما حولك من أهلً وأصدقاء وأقارب وجدران وأواني ووسادة؟! انها حالة من الرعب نعيشها بشكل لم يمر على ذاكرة العقول من قبل .
لكن هذا لا يعني ان نعطي مبررا كافيا للتعامل مع ذوي المصابين بهذا الخطر بهذه الطريقة الفضفاضة التي تكاد ان تكون وصمة عار على جدران منازل المصابين به، هذا التعامل الغير مدروس في زمن الأزمة ، يُعد حالة سلبية وغير مجدية في هذا الوقت الحرج فليس من الضرورة ان نتعامل بهذه الثقافة القبيحة، لتكن طرق تعاملنا بمستوى الوجع الذي يعانيه المصاب والقلق الذي يتربع بل ويهشم أضلاع ذويه ولنعمل بكل جدية وخلق رفيع لرفع الحرج عن وجوههم وهم يعانون من هذه الأزمة القاتلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. !ماسك يحذر من حرب أهلية


.. هل تمنح المحكمة العليا الأمريكية الحصانة القضائية لترامب؟




.. رصيف غزة العائم.. المواصفات والمهام | #الظهيرة


.. القوات الأميركية تبدأ تشييد رصيف بحري عائم قبالة ساحل غزة |




.. أمريكا.. ربط طلاب جامعة نورث وسترن أذرعهم لحماية خيامهم من ا