الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يا طالب الدبس من ذيل النمس

وليد السبول

2020 / 3 / 25
السياسة والعلاقات الدولية


بعد أن ثبت فشل الحكومة في إدارة ملف الخبز وكان الناس قد أشبعوا رأسها نفخا وبأنها أعظم حكومة على ظهر الأرض وقد أتت بما لم تأت به الأوائل بعد أن اهتدت لطريقة ( حظر التجول ) "السوبرمانية" بسرعة لإحتواء الفايروس المرعب والمرض القاتل، كان لا بد من وقفة مصارحة وتأمل لقرار الحكومة التي لم نتعود منها طيلة عام ونصف إلا على الفشل والتخبط، والقرارات العشوائية، والغريب هم من تبارزوا لكيل المديح والثناء لهذه الحكومة ولم يفكروا لهنيهة أنه كيف لمن اعتاد الفشل أن يصبح في لحظة ما، عبقريا وناجحا.
بدأ مسلسل المديح في ليلة ظلماء ماطرة باردة، بإصدار قرار ( حظر التجول ) فتزاحم الناس على المخابز ومحلات التموين حتى أفرغوا الأرفف وكان أن لم يصب في العدوى حتى ذلك الحين لا بد أن يصاب في تلك الليلة. كان قرارا خاطئا بامتياز، قرارا باللغة القضائية ( معيبا ) شكلا وموضوعا، في شكله وجوهره، ومع ذلك، ظن الناس أن القرار كان حكيما والتزموا منازلهم خوفا من الفايروس اللعين، ولديهم كل الحق بذلك، وخوفا من رجال الأمن ( الذين لهم كل الإحترام والتقدير ) حتى كان الرجل يعتقل إذا توجه لأقرب حاوية للقمامة لرمي كيس نفاياته المنزلية.
ومع ذلك، كال الناس المديح والثناء لهذه الحكومة ( العجيبة ) أملا بيوم محدد لإصدار قرارات تفك الفرج وتؤدي لقضاء بعض الحاجات ضمن آلية ما، وإذا برئيس الحكومة ( وليس أي وزير آخر ) يقوم بمسرحية هزلية سمجة سخيفة بشراء ربطة خبز ويدفع الثمن دينارا أردنيا كاملا ( مسكين هذا الرئيس، من أين له الخبز حتى يتعشى )، وتدافع الناس في الأحياء وتضاربوا بالأيدي والعصي وحشروا وتحاشروا وكان مرة أخرى لا بد لمن لم يحمل المرض أن يحمله وينقله لمن حوله ثم لأهل منزله.
لقد كانت القرارات الصائبة أقرب من أرنبة أنوفهم لكن كيف لمن اعتاد الفشل وأخطأ في جميع قراراته أن يرى حتى لأرنبة أنفه. كانت القرارات الناجحة بكل بساطة تتلخص فيما يلي:
1. عدم فرض ( حظر التجول ) في القرى والبلدات الصغيرة وترك الأمر للحاكم الإداري ورئيس البلدية فهو يعرف البيوت والعائلات فردا فردا، وكان من السهل عليه أن يتواصل معهم ويمنعهم من مغادرة منازلهم إلا للأمر الضروري.
2. إتاحة المجال أمام شركات التوصيل والمولات و( السوبرماركتات ) الكبيرة التي تملك طواقم وأساطيل توزيع، ولكل من يملك هذه الطواقم والأساطيل أن يقوم بتوصيل الطلبات ضمن ضوابط صحية صارمة من السهل مراقبتها نظرا لمحدودية عددها.
3. تنظيم دخول المولات والسوبرماركتات كما شاهدنا في بعض الدول الأجنبية المتحضرة والسماح لعدد محدود للدخول، بل ويمكن في حال زيادة العدد الراغب بالدخول إعطاء رقم ودور فيعود المواطن في ساعة محددة حسب دوره والتوقيت المحدد له لشراء ما يحتاجه.
4. إدارة التجمعات الشعبية من خلال رؤساء المجالس المحلية والمخاتير ( مع تحفظي على كلمة مختار ) وجعلهم يتخذون دورا رئيسيا في عملية توزيع الأرزاق بمساعدة متطوعين من الشباب والشابات.
5. عدم إغلاق أي من البنوك وشركات الاتصالات والصيدليات ومحلات تحلية المياه وشركات التوزيع بالجملة، فجميعها لها دور أساسي ويمكن لها أن تقوم بدورها مع أخذ الإحتياطات الصحية الضرورية دون أية مشاكل.
إن حاجات الناس ليس للخبز فقط ( فليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ). إن للناس حاجات ضرورية أساسية مهمة جدا من الألبان والبقوليات والخضروات والمياه واللحوم وحتى السجائر فهي حالة إدمان وإدمان حقيقي له توابعه الجانبية التي تؤدي للعصبية والمشاكل المجتمعية الهائلة. إنه غير مستبعد إنتشار حالات مخالفة للقانون للحصول على السجائر.
إن الحكومة تتحمل مسؤولية حالة الهزع والفزع بل الرعب الذي جعلت الناس يعيشون به وهي محقة في جوهره لكن ليس في شكله وأداءه.
إذا كان لا بد لي من مديح لهذه الحكومة فإنني لا أجد لمدحها إلا في أداء المسرحيات الهزلية والتمثيل السمج، ولذلك فإنني أنصح لا بدّ بعضا من وزراءها وحتى أقل رتبة من الوزراء سرعة الإنضمام لنقابة الفنانين فرع التمثيل قسم الممثلين الفكاهيين.
وأخيرا.... لا حول ولا قوة إلا بالله، والأقرع أقرع من يومه ولا يحق له أن يفاخر بشعر جاره، ويا طالب الدبس من ذنب النمس!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لأول مرة منذ 7 عقود، فيتنام تدعو فرنسا للمشاركة في إحياء ذكر


.. غزيون عالقون في الضفة الغربية • فرانس 24 / FRANCE 24




.. اتحاد القبائل العربية في مصر: شعاره على علم الجمهورية في ساب


.. فرنسا تستعيد أخيرا الرقم القياسي العالمي لأطول خبز باغيت




.. الساحل السوداني.. والأطماع الإيرانية | #التاسعة