الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرافيش وفيروس كورونا..!

علي فالح الزهيري
كاتب واعلامي

(Ali Faleh Al - Zuhairi)

2020 / 3 / 25
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


ملحمة الحرافيش : هي رواية للاديب العالمي المصري الراحل نجيب محفوظ ، نشرت عام (1977) ، الرواية تحكي (عشرة ) قصص لأجيال عائلة سكنت الحارة المصرية، غير محددة الزمان والمكان ، ويعتقد بأنها باالحسين ، وفي(بداية فترة الاسرة العلوية بمصر) فتناولت الرواية جوانب مختلفة،(الدين، التكاتف، الفساد، والانحراف الاخلاقي ، والخوف والخنوع للحكام )، اضافةً الى وجود "الخير والشر" و"القوة والضعف" و"الأمل واليأس" ،هذا وقد مثلت الرواية الى (خمسة) افلام سينمائية، ومسلسل بـــ (ثلاثة)أجزاء ،والذي قام بأعداد معالجة للرواية وسيناريو وحوار الكاتب (محسن زايد) ،وجسدها النجم الراحل (نور الشريف)، فهو(الفتوة عاشورالعربڴي) يتيم الاب والام، قوي الايمان، قاهر الفتوات، ناصر المظلوميين من الحرافيش ،والشوكة بوجه الاعيان، والتجار، وبلطڴية الفتوات.

ففي الحلقة الـ (9) و الـ (10) من هذا المسلسل تناولت مرحلة (الشوطة) اي الوباء ،الذي طال الحارة فقد قامت الحكومة نذاك، بأنذارالناس من خطر محدق بهم، وعليهم الالتزام بالوصايا ، فكانت وصاياهم، كوصايانا اليوم، منها النظافة، التعقيم ،عدم اقامة المناسبات والتجمعات، وعدم الاختلاط في المقاهي، والغرز، والاسواق وغيرها.

ألا ان الناس لم يعوا خطر وباء (الشوطة)، فمات جميع الموجودين في الحارة، ألا (عاشورالعربڴي ،وزوجته الثانية، وابنه شمس الدين) الذي حس بوجود الخطر، فعزل نفسه في منطقة جبلية ، وعاد بعد انتهاء الوباء الى الحارة، فلم يجد زوجته الاولى، وابنائه الثلاثة، الذين رفضوا الخروج معه، فابلغته السلطات الحكومية، ان جميع من في الحارة قد قتلهم الوباء، فحزن حزناً شديدا على فقدانهم ،بعدها سمي بـ (عاشور الناجي) لانه هو الوحد الذي نجى من "الشوطة".

فما أشبه هذه الحارة وبلادنا ،والحرافيش وشعبنا، فالحرافيش، كانوا ضعفاء ومسلوبة حقوقهم من الاعيان، والتجار، وفتوات تأكل قوة يومهم (أتاوة) ،بحجة حمايتهم من فتواة الحارات الاخرى،، اما الاغلب من شعبنا، فهم لايختلفون عن الحرافيش بشئ ،رغم ان الزمان غير الزمان والمكان غير المكان، فهم ايضا، ضعفاء ومسلوبية حقوقهم من الاحزاب ومافياتها، وعصابات اخرى ،اجرامية وارهابية.

ما أريد ان اقوله، ان الناس في الحارة الحرافيش، هي اليوم نفسها اليوم في مجتمعنا يسيطر عليها التخلف، والجهل، والجشع، والاستغلال، والاستهزاء، واللامبالاه بفيروس يدعى (كورونا)، والذي سيقضي علينا جميعا، ان لم نراجع أنفسنا، ونتخذ من ( البيت مكان لنجاتنا) كما نجى ( عاشور الناجي ) وألا فسيكون مصيرنا مصير الحارة التي مات كل سكانها با(الشوطة)، نتيجة قلة الوعي ، وعدم الالتزام بالحظر، واجراءات الوقائية التي دعت لها السلطات الحكومية ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصطفى البرغوثي: الهجوم البري الإسرائيلي -المرتقب- على رفح -ق


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. تطورات في ملفي الحرب والرهائن في غزة




.. العراق.. تحرش تحت قبة البرلمان؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إصابة 11 عسكريا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية




.. ا?لهان عمر تزور مخيم الاحتجاج الداعم لغزة في كولومبيا