الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كورونا وحكم الطبع ام التطبع

اثير حداد

2020 / 3 / 25
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات


كائن، ليس حي، لا يرى بالعين المجرده، ولا المجهر العادي، يثير كل هذه الجلبة في انحاء العالم. وتحتل غزواته غالبية الاخبار ان كانت ورقية ام محطات فضائية .
واكثر ما لفت انتباهي على السوشيل ميديا انقسام الناس الى محاور. منهم من كتب بخفة دم عن الموضوع، فكتبت الصحفية والقاصة العراقية انعام كججي انها التقت بعجوز ثمانينيه في باريس كل ما حملته في سلة تسوقها هو مرطبات للجلد ومواد تجميل وقالت لها" اموت حلوه على الاقل". وانا اقول لتلك الباريسيه انت
حلوه. وكتب اخرون عن الحجر المنزلي وتوصية الزوجات " زوجك ممنوع من مغادرة المنزل كوني لطيفه وطبقي عليه اتفاقية جنيف لمعاملة الاسرى ". اما خفيف ظل اخر فقد كتب او كتبت " ترتفع حالات الطلاق بسبب بقاء الزوجين وجها لوجه وفي نهاية السنه سترتفع نسبة الولادات" . اذن فان الانسان وفي اصعب الظروف، يحمل داخله روح الطرفة او النكتة.
ولكن يبقى السؤال الجوهري الذي طرحه عناون هذه المقالة عن الطبع او التطبع لا توضحه المقدمة السابقة، لكنها تؤشر لبعض من جوانبه، وقد اخترته بتعمد كي اوضح الجامد العلمي القادم واضيف روح الطرفة على الواقع المعاش، المتولد ليس من قبل الضرفاء منا فقط بل من قبل من "تجود" بها نفسياتهم ليس في خلق الكابة فقط ونشرها بل وايضا في تمنياتهم بفناء الاخر المختلف. دعونا الان ندخل الى العلم.
اراد احد علماء الاجتماع ان يثبت ان الانسان قادر على تغير سلوكه من خلال تبني انماط جديدة من الطبائع والاعتماد عليها, فقام بالتجربة التالية التي دعى لها عدد من المختصين.
لاثبات ان التطبع يغلب الطبع وضع امامهم مائدة مستديره دواره. وضع في مركزها شموع مضائه وامامها قطط، وفي محيط الدائرة وضع مجموعة من الفئران و امام كل واحدة منها شمعة صغيرة تحترق. ذهل الحضور من هذا الحضور الثلاثي قطط وفئران و شموع دون خلل او خصام.
فجاة قام احد الحضور بكسر الايقاع عبر اسقاط احد الشموع من امام الفئران، فارتبكت الفئران مما جعل مزيدا من الشموع تسقط حتى الشموع امام القطط سقطت. فترتبك القطط وتقوم بالهجوم على الفئران و تلتهم بعضها، ثم تسود الفوضى. وهنا اثبت ان الطبع يغلب التطبع
دعوني، وتعال معي متحملا معانات جفاف العلم، استنتج هنا.
1-الكائنات الحية، جلها، تحمل طبائع مختلفة ومتناقضه. فلدى الانسان الانانيه والخوف والجشع والكره الى جانب الكرم ونكران الذات والحب ايضا.
2-في التجربة العلمية السابقة، عندما كانت الامور تسير بشكل هارموني تراجعت الطبائع السيئة الى الوراء، وعاش المتناحرون الاعداء ( القطط والفئران ) في تناغم هادئ. لكن ما ان اختل ذلك النظام وخلق حالة خوف وقلق حتى تقدمت الطبائع السيئة و اصبحت هي السائدة في حالة الا نظام .
دعني استنتج هنا، ان النظام الذي يخلقة الانسان ويجعل منه هارموني يجمد الطبائع السيئة، وهذا ما يفسر تدافع الانسان نحو تخزين المواد الغذائية باعلى من حاجياته ما ان سمع بتفشي وباء الكورونا، وهو يرى بام عينيه ان جاره لم يحصل على متطلباته ولم يؤنبه ضميره اطلاقا، لانه وفي مثل هذه الحاله يكون الضمير في اجازه وتندفع الغرائز بافرازات مضاعفة نحو تامين الذات.
ما ساقوله هنا ان ازمة كورونا تدق جرس الخطر باننا، كبشر نتشارك هذا الكون، يتوجب علينا ان نجد نظام عالمي جديد، و لربما نحن بحاجة لامم متحدة جديده لديها صلاحيات تنفيذية اوسع. فلنفكر معا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وهم الصراع من اجل البقاء
ياقو بلو ( 2020 / 3 / 25 - 21:38 )
انه وهم الدفاع عن النفس في لعبة الصراع من اجل البقاء الذي تجسده انانية الكائن الحي،والفوضى التي تصاحب مثل هكذا صراع ليست مجرد نتيجة للصراع،انما قد تلعب دورا مهما جدا في بعض مراحله.كل مودتي واحترامي

اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير